تقارير

التعرية الريحية : دراسة تحليلية شاملة عن التعرية مشاكل وحلول

تعتبر التعرية الريحية واحدة من أبرز الظواهر البيئية التي تؤثر على التربة والنباتات، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة. حيث يلتقي المناخ الجاف بتنوع التربة، تزداد مخاطر التعرية. بينما هذا المقال سيستعرض تأثيرات التعرية الريحية، العوامل المؤثرة فيها، وسبل مواجهة هذه الظاهرة. 

 دراسة تحليلية شاملة عن التعرية مشاكل وحلول

تختلف الظروف التي يعمل فيها الهواء كعامل من أهم عوامل النحر والتعرية عنها عندما يعمل المء علي التعرية في التربة فالهواء يعجز عن أن يعري الأرض المبتلة أو التي تنديها الرطوبة إلا أنه يتفق مع الماء في أن كلاهما يعجز أن يعري التربة التي يغطيها الغلاف لنباتي إذ أن الغطاء يضعف من فعل ألرياح كما يقلل من شأن الماء الساقط وبالتالي نجد أن كلًا من العاملين لايقدران على انتزاع حبيبات التربة من تحت الغطاء النباتي سواء كان من النباتات المزروعة أو الحشائش طويلها أو قصيرها (Meeds or grasses) بينما يظهر فعل الهواء واضحاً في الأراضي قليلة الأمطار أو المعدومة حيث تكون التربة جافة تماماً وفي معظم الحالات يكون خالياً من النباتات لقلة المياه.

مفهوم التعرية الريحية

التعرية هي عملية إزالة التربة بواسطة العوامل الطبيعية، مثلا الرياح والمياه. في حالة التعرية الريحية، تلعب الرياح دورًا محوريًا في نقل جزيئات التربة، مما يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية وخصوبة التربة. 

  أنواع التعرية الريحية 

التعرية السطحية: تحدث عندما تؤثر الرياح على الطبقة السطحية من التربة.

التعرية العميقة: تشمل إزالة التربة من أعماق أكبر، مما قد يؤثر على الخزانات المائية الجوفية.

حركة الحبية المنقولة بواسطة الرياح

تتحرك حبية التربة المنقولة بواسطة الرياح في أكثر من صورة، ويرجع ذلك إلى نوع الرياح وشدتها ونذكر فيما يلي أهم هذه الصور:
أ- الحركة الشيبهة بالقفز
ب – حركة الأتربة (Dust) والحبيبات الصغيرة العالقة بالهواء
ج – الحبيبات الزاحفة علي سطح الأرض

الحركة الشبيهة بالقفز

ومثل هذه الرياح تكون حركتها علي صورة نفحات قوية (Pufb) مفاجئة ومتتالية تشبه تلك التي تصدر عن الإنسان عندما يحاول أن يطفيء شمعة ويطلق على هذا النوع من الرياح (Eddlies) وتنحرف الرياح في إتجاهه عن المستقيم لم له متأثراً بمجالات الرياح خصوصاً عندما يكون عموديا علي هذه المجالات وقد يأخذ في حركته شكلا شبيها بدوران عجلة العربة.

كما أنه قد يأخذ شكلًا متداخلا بين المغزلي مع استمرار دور انه كما لو كان عجلة ويمكن تتبع الأشكال المدكورة في الأيام الهادئة عند ملاحظة تحرك ما تمله الرياح من أتربة أو أوراق (أو عفش) أو عند إشعال نار مدخنة مع ملاحظة الذخان وتحركه مع الهواء مبينا الطريقة التي يسلكها عند تحركه.

ويتوقف الإرتفاع الدي تصل إليه الحبيبة علي عاملين مهمين هما:
1- مقدار الحركة المغزلية التي تعانيها الحبيبة
2- قوة الرياح العاملة علي رفع حبية التربة من سطح الأرض

حركة الأتربة (Dust) والحبيبات الصغيرة العالقة بالهواء

عندما تسقط حبيية التربة الكبيرة نوعا ما علي سطح الأرض فإنها تثير حبيبات التربة المصغيرة و الأثربة التي بحكم صغرها من ناحية وأحاطتها بغلاف هوائي يعمل علي تقليل كثافتها من جهة أخري تصبح لها القدرة على أن تظل عالقة في الهواء. كما يساعد صغر حجمها هذا علي أن ترتفع بواسطة إلي أعلى لينقلها إلي مسافات طويلة ويطلق عليها أنها معلقة في الهواء ويتحكم في وضعها ومدى ثباتها كتلة لقة وسرعة الريح التي تحملها.

الحبيات الزاحفة على سطح الأرض

عندما يعجز تيار الهواء من أن ترفع حبيبة التربة بأحد الصورتين المذكورتين إما بسبب ضعف قوة الرياح أو لكبر حجم الحبيبة فإنه قد يقوي فقط علي دفعها علي سطح الأرض لنقلها زاحفة علي التربة وعند تحركها قد تصدم حبيبات أخري صغيرة تدفقها ليؤثر عليها الريح وعندما تقل أحجام الحبيبات أو تزداد سرعة الرياح قد تصبح عالقة.

 العوامل المؤثرة في التعرية الريحية

 التكوينات الجيولوجية

تعتبر التكوينات الجيولوجية السطحية من العوامل الرئيسية التي تحدد خصائص التربة. كما تؤثر التراكيب الجيولوجية على كمية الماء المتاحة والنباتات الموجودة.

خصائص التربة

تختلف أنواع التربة في قضاء الميمونة من حيث التركيب والنسيج، كما تتنوع التربة بين الطينية والرملية والغرينية، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرتها على تحمل التعرية.

 التربة الطينية

تعتبر التربة الطينية أكثر عرضة للتعرية بسبب قلة المسامية. عندما تتعرض هذه التربة للرياح، كما تصبح جزيئاتها أكثر سهولة في الحركة.

 التربة الرملية

تمتاز التربة الرملية بمساميتها العالية، مما يجعلها أقل عرضة للتعرية، لكن الرياح القوية يمكن أن تؤدي إلى تفككها.

 المناخ

يؤثر المناخ بشكل كبير على معدلات التعرية. تتميز قضاء الميمونة بمناخ جاف، حيث تساهم سرعة الرياح ودرجات الحرارة العالية في زيادة التعرية.

 الغطاء النباتي

يعتبر الغطاء النباتي عاملاً مهماً في تقليل التعرية. فكلما كان الغطاء النباتي أكثر كثافة، كانت التربة أكثر حماية من العوامل الجوية.

  تأثيرات التعرية الريحية

تؤدي التعرية الريحية إلى عدة تأثيرات بيئية واقتصادية واجتماعية، منها:

  •  فقدان التربة الخصبة

تتسبب التعرية في فقدان العناصر الغذائية الأساسية من التربة، كما يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.

  •  تدهور الغطاء النباتي

تؤدي التعرية إلى تدهور الغطاء النباتي، مما يزيد من احتمالية التصحر وبذلك يقلل من التنوع البيولوجي.

  •  زيادة الأمراض التنفسية

تنتشر الغبار الناتج عن التعرية في الهواء، مما يتسبب في زيادة الأمراض التنفسية بين السكان.

  •  التأثيرات الاقتصادية

تؤثر التعرية الريحية بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي، حيث يؤدي فقدان التربة الخصبة إلى تقليل الإنتاج الزراعي وزيادة التكاليف.

طرق التحكم في التعرية الهوائية

ويكون ذلك بالعديد من الطرق أهمها مايلي :

  1. إقامة الموائق والأسيجة.
  2. المزروعات والمتخلفات.
  3. البناء المتكتل وعمليات الخدمة المناسبة.
  4. الخطوط والمصاطب.
  5. الرطوبة وحفظها.

إقامة العوائق الاسيجة

تعمل العوائق والأسيجة علي تقليل سرعة الرياح قرب سطح الأرض بحيث لا تتعدي سرعتها القدر المذكور سابقا وهو 8-9 ميل في الساعة عند سطح التربة. كما تتعدي هذه العوائق يجب أن تكون متجاورة ومتلاصقة بحيث لاتترك للرياح أي منفذ تمر خلاله ليثير الأرض ويشترط فيها أن تكون من الأشجار الطويلة التي يمكنها أن تعيش تحت الظروف القاسية التي توجد فيها وعندنا في مصر يستعمل لهذا الغرض إما أشجار الكافور أو الجازورينا.

المزروعات والمخلفات

من أهم الدراسات الواجب الاهتمام بها عند استبيان مدي تأثير الرياح الضارة علي منطقة من المناطق ومدي النحر في أرضها بفعل الرياح هو استبيان نوع الزراعة المتبعة بالأرض، بينما هل هي من أراضي الغابات أو المراعي أو المحاصيل ونوع المحاصيل التي تزرع والمحصول السابق وحالة نموه ومقدار المتخلفات عنه وتأثيرها في حماية الأرض من عملية التعرية.

البناء المتكتل وعمليات الخدمة المناسبة

الأراضي الثقيل ذات التجمعات المتكتلة لا تؤثر عليها الرياح بشدة بعكس الأراضي الرملية السائبة. وبين النقيضين كثير من الأراضي الخصبة التي قد تؤثر فيها الرياح تأثير متباينا حسب تركيبها الميكانيكي ويساعد علي المحافظة عليها من الرياح إتباع عمليات خدمة مضبوطة في الأوقات وتحت الظروف المناسبة وبذلك تبقي على الأرض خصوبتها إذ تحفظها من فعل الرياح الضار.

ويجب أن تتم عمليات الخدمة بسرعة إذ عادة يعمد الزراع إلى استخدام المحراث القرصي المثبت به آلة بذار وبذلك تحل البادرات محل المحصول القائم وبذلك لا يترك فرصة للرياح أن تعمل علي نقل حبيبات التربة بل يظل المحصول القائم يعيق حركة الرياح قرب سطح التربة.

الخطوط والمصاطب

من الملاحظ أن التأثير الضار للرياح كعامل من أهم عوامل التعرية وضياع التربة يقل كثيراً عندما تكون الأرض علي شكل خطوط بدلاً من أن تكون مستوية السطح حيث تعمل هذه الخطوط علي التربة إلي أقصي حدود المحافظة. كما ومن الملاحظ أن النحر يكون في الجزء العلوي من الخط بينما لا تتأثر المناطق المتوسطة بين الخطوط.

قد تسقط أحيانا بعض الحبيبات في بطن الخط من الجزء العلوي منه إذ تعمل الخطوط علي كسر حدة الرياح إذ يؤدي وجودها إلى أن يصطدم بها الريح فتقل سرعته على سطح التربة بعكس الحال في الأراضي المستوية حيث يزداد الفعل الضار للرياح خصوصاً عندما تكون الحبيبات سائبة حيث يظهر الأثر الكانس للرياح. كما وتحدث أحيانا خسائر كبيرة من إهمال إقامة الخطوط في التربة.

الرطوبة وحفظها

كلما زادت كمية المطر الساقطة أو الرطوبة المحفوظة في الأرض خصوصاً في الطبقة السطحية كلما قل الأثر الضاد للرياح وكلما حفظت الأرض ومدة الجفاف التي تتعرض لها الأرض الشراقي Fallon تتعرض لعملية الإسفاء (السفي) (Drift).

كما وإن كانت بعض الأراضي تتعرض بمقادير متفاوتة فمثلاً الأرضي المتوسطة القوام لا تتعرض للسفي بالقدر الذي تتعرض به الأرض الرملية الناعمة. وكما تنقل الرياح الحبيبات السابقة عند نقص الرطوبة قد تنقل المادة العضوية.

الحلول المقترحة لمواجهة التعرية الريحية 

تحسين إدارة الأراضي الزراعية

تتطلب مواجهة التعرية تحسين إدارة الأراضي الزراعية من خلال استخدام تقنيات الزراعة المستدامة، مثل:

  • الزراعة بالتناوب: لتقليل الضغط على التربة.
  • استخدام المحاصيل المقاومة للجفاف: لضمان استمرارية الإنتاج في ظروف قاسية.

 زرع مصدات الرياح

يمكن أن تساعد مصدات الرياح، مثل الأشجار والشجيرات، في تقليل تأثير الرياح على التربة.

 التوعية المجتمعية

تعتبر التوعية بأهمية الحفاظ على الغطاء النباتي وتقليل الأنشطة الضارة خطوة أساسية في مواجهة التعرية.

 الخاتمة

تعتبر التعرية الريحية في قضاء الميمونة تحديًا بيئيًا يتطلب استجابة فعالة. من خلال فهم العوامل المؤثرة وتطبيق استراتيجيات مناسبة، كما يمكن تقليل تأثيرات هذه الظاهرة والحفاظ على التربة والنباتات في المنطقة. 

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى