يعتبر الجراد الصحراوي من الحشرات السريعة التأثر بالمبيدات في أي طور من أطوار حياتها لذلك فإنه لا توجد آية صعوبة في إبادة تجمعات الجراد نفسها. ولكن الصعوبة تتمثل في تحديد أماكن وجود الجراد او حتى مكافحة الجراد الصحراوي والوصول اليها. وهذه تتطلب تنظيمات خاصة ثم في الوسيلة الواجب اتباعها حتى تصل المبيدات الى جسم الحشرة فتميتها . وليس هناك طريقة مثالية واحدة يمكن تطبيقها تحت مختلف الظروف.
وهناك عوامل كثيرة تتداخل وترتبط مع بعضها وهي التي تحدد الوسيلة الواجب اتباعها لابادة الاصابات ومكافحة الجراد الصحراوي الموجودة بصورة فعالة وسريعة وتكاليف قليلة. فهناك أولاً حالة الجراد سواء مختلف أطوار الحوريات أو الحشرات الكاملة البالغة أو غير البالغة. وهناك أيضاً الظروف البيئية من خضرية وجوية. وكذلك طبيعة منطقة الاصابة نفسها فكل هذه العوامل لها تأثير على الكيفية التي تباد بها تجمعات الجراد الصحراوي .
ولكل منطقة ظروفها الخاصة التي تحدد الطريقة المثلى التي يجب إتباعها ولما كان الجراد الصحراوي يظهر في مناطق مختلفة. بل كذلك ان المنطقة الواحدة قد تختلف الظروف في كل جزء من أجزائها فإنه من الواجب أن يلم القائم بعمليات مكافحة الجراد الصحراوي بكل المؤثرات التي تحيط بعمليات المكافحة. حتى يمكن أن تختار الطريقة الأفضل اتباعها لمواجهة مختلف الحالات التي كثيراً ما تواجهه خلال مواسم تكاثر وانتشار الجراد الصحراوي. وبالاضافة إلى ذلك فإنه من الضروري أن تزود وحدات المكافحة بالامكانيات اللازمة من مواد وآلات المكافحة المختلفة للجراد الصحراوي. حتى يمكن لضابط الجراد اختيار الطريقة الفعالة التي تتناسب مع ظروف الاصابة.
خطورة الجراد الصحراوي
يعتبر الجراد الصحراوي أشد أنواع الجراد خطورة بالنسبة لبلادنا وبلاد كثيرة أخرى فهو يهدد الثروة الزراعية لأكثر من أحدى وستون دولة تمثل رفعة واسعة الأرجاء. تمتد من المغرب إلى الهند و من سواحل البحر الأبيض إلى خط الاستواء. وتقدر مساحة هذه الرقعة بحوالي ١١ مليون ميل مربع أغلبها أراضي صحراوية. ويعيش ۱/۸ سكان العالم وفي هذه الرقعة الشاسعة يتكاثر هذا النوع من الجراد وينشر ولا يحد من انتشاره أية عوائق حدود أكانت أو جبالاً أو بحاراً .
والجراد الصحراوي يمثل عدواً لا يمكن للانسان أن يأمن شره حتى ولو اختفى لفترة قد تقصر أو تطول. فإنه باستمرار موجود ولو بأعداد قليلة لا يلتفت إليها. ولكن هذه الاعداد القليلة سرعان ما تزداد لتكون الأسراب الكبيرة التي كثيراً ما تشاهدها هنا في المملكة العربية السعودية وفي أقطار عديدة أخرى .
العوامل التي تكمن خطورة الجراد الصحراوي
سرعة تطبع الجراد لتلائمه مع الظروف البيئية المحيطة به
كما هو معلوم فإن الجراد الصحراوي لا يوجد إلا حيث توجد الرطوبة الأرضية والخضرة. و كما شاهدنا دائماً فإن فترات وجود الجراد الصحراوي هي في نفس الوقت فترات سقوط الأمطار. فإذا ما قلت الأمطار وقلت الرطوبة الأرضية في أماكن تواجد وتكاثر الجراد الصحراوي فإن ذلك يمنع البيض من الفقس.
وبذلك تقل اعداد الجراد ولمجابه هذه الحالة فإن الجراد الصحراوي يلجأ إلى تغيير طبيعته المعروفة وهي طبيعة التكاثر السريع الكثير العدد إلى حالة أخرى. هي حالة أقل نشاطاً فيتحول من الطور المهاجر إلى الطور الانفرادي وبذلك يمكن الاحتفاظ بنوعه في هذه الفترات العصيبة بالنسبة له. أي أن الحالة الانفرادية للجراد الصحراوي هي حالة تلجأ إليها الحشرة مجابهة الظروف البيئية الغير ملائمة حتى تحتفظ بنوعه من الاندثار. وخلال هذه الحالة فإن شكل وسلوك وطباع الجراد تتغير تماماً عما هو معروف في الطور المهاجر .
سرعة تكاثر الجراد الصحراوي وانتشاره
كما سبق القول فإن الجراد الصحراوي الانفرادي انما هو حالة المواجهة الظروف البيئية الغير ملائمة للتكاثر والانتشار. فإذا ما وجدت الظروف البيئية الملائمة. وخاصة الأمطار التي تساعد على فقس كتل البيض وتهيء البيئة الحضرية اللازمة لتغذي الجراد عليها. فإن أعداد الجراد تتزايد تدريجياً وتتحول صفاته وطبائعه من الحالة الانفرادية إلى الحالة المهاجرة .
ولاعطاء فكرة عن مدى هذه الزيادة فإن زوج من الجراد الصحرواي المهاجر يضع عادة ٣ – ٥ كتلة بيض لا يقل عدد البيض في كل كتلة عن ٥٠ بيضة. أي تنتج من كل أنشى ٢٥٠ جراد في أول جهل وينتج عنها في الجيل الثاني ٤ – ٦ آلاف جرادة. وفي الجيل الثالث ١٠٠ – ١٥٠ ألف جرادة وهكذا ما أدركنا أن السرب المتوسط الواحد يحتوي على عشرات الملايين من الجراد. فإنه يمكن تقدير مدى الزيادة العددية للجراد في خلال فترة ليست ١٥٠ بالطويلة. ولتطبيق هذا المثل عملياً فإننا تذكر أنه عام في الفترة ٦٤ – ١٩٦٦م .
ولتها في هذا المثل عملياً فإننا نذكر أن هجوم الجراد خلال الفترة من عام ١٩٥٤م حتى ١٩٦٢م كان متفاوتاً بشدة هجومه وتركيزه واتساع هجرته. بالنسبة لبلدان الشرق الأوسط وشرقي الفريقيا وشبه الجزيرة العربية بصورة خاصة. وكان استعداد جميع الدول بالمنطقة فائقاً وفعالاً للحد من خطورته. وحصر أضراره في أضيق مجال وابتدأت عام ١٩٦١ – ١٩٦٢م فترة سكون لم تظهر خلالها أي أسراب مهاجرة إلى هذه المناطق. وما تمت ملاحظته أن معدلات الأمطار بالمناطق الصحراوية المخفضت عن سابق عدها.
قدرة الجراد على الحركة السريعة
الجراد الصحراوي من الحشرات النشطة السريعة الحركة حتى وهي في طور الحورية التي لم تستكمل بعد نموها. وخاصة الأجنحة التي تساعد الجراد على الطيران وبالرغم من أن الحوريات في أعمارها الأولى تكون بطيئة الحركة نسبياً. حيث أن الطور الأول تكون حركته محدودة في أماكن ظهوره إلا أن الحوريات في أطورها التالية تزحف بسرعة حتى أنها في أعمارها الأخيرة تزحف المسافة حوالي 5 كيلومترات يومياً. ويلاحظ ذلك بصورة واضحة في كثير من مناطق المقاومة حيث كثيراً ما تظهر المنطقة من الحوريات في أعمارها الأولى. بحيث تبدو المنطقة وكأنها خالية تماماً من الاصابة ثم فجأة تظهر بها مجموعات كبيرة من الحوريات المتقدمة العمر. آتية غالباً من مناطق لم تصلها عمليات المقاومة وخاصة الجهات الجبلية .
وبالنسبة للحشرات الكاملة فإن قدرة الأسراب على الطيران لمسافات بعيدة معروفة. وكثيراً ما شوهدت أسراب تعبر البحر الأحمر من إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية وقد تصل بعضها إلى الهند والباكستان أو تركيا شمالاً. ويحدث طيران الأسراب خلال النهار إلى ما بعد الغروب في بعض الأحيان. ثم تستقر الأسراب على الأرض خلال الليل ثم تواصل طيرانها ومعدل الطيران يتراوح بين ١٠ و ١٥ ميلاً في الساعة في المتوسط. وتدفعه إلى الهجرة ويؤثر عليها عوامل شتى. أهمها الحرارة وأشعة الشمس والرياح وقوتها وعوامل فسيولوجية ولكن اسباب هذه الهجرة غير معروفة تماماً ولكن المعروف أنها ليست. بغرض البحث عن غذاء فكثيراً ما تركت الأسراب أو مرت على مناطق خضراء. وأتجهت مع الرياح إلى مناطق قد تكون أقل خضرة وأكثر جفافاً .
الأضرار التي يسببها الجراد الصحراوي
تكمن خطورة الجراد الصحراوي أيضاً في شراهته المتناهية في التغذية على أي شيء أخضر فإذا لم تجد شيئاً أخضر فإنها لا تترك حتى الثمار الناضجة أو لحاء الأشجار. وبالرغم من أن هناك نباتات يفضلها الجراد الصحراوي عن غيرها مثل النباتات النخيلية. إلا أنه إذا لم يجدها يتغذى على ما يصادفه من نباتات أخرى . وتأكل حشرات الجراد الصحراوي وزنها يومياً. أي أن سرب الجراد الواحد الذي يحوي ملايين من الجراد تأكل يومياً أطناناً من الغذاء الأخضر التي يعتمد عليه الانسان والحيوان في غذائه. مما سبب مجاعات وهلاك كثير من الناس في العصور الوسطى ان من العسير في كثير. من الأحوال تقدير وتقييم ما تحدثه احدى الآفات من أضرار وإذا كان هذا ميسوراً لحد ما في.
حالة بعض الآفات والأمراض النباتية فإنه عسير في المحاصيل الزراعية الحد كبير في حالة آفة كالجراد. حيث تطير وتنتقل وتعيش على نباتات مختلفة وعلى المراعي إلا أن الاحصائيات الدولية تشير إلى عظم الخسائر التي تلحق بالمحاصيل الزراعية من جراء هذه الحشرة. فقد بلغت الخسائر الناتجة عن أضرار الجراد في الفترة ما بين عام ١٩٢٥ إلى ١٩٣٤ أكثر من ألف مليون دولار بمتوسط قدره مائة مليون دولار سنوياً. وقدرت الأضرار التي نزلت وبساتين الفاكهة في المغرب خلال موسم ١٩٥٤ / . ١٩٥٥ من بالزراعات الصحراوي بحوالي ١٥ مليون دولار . من جراء غزوه للجراد والأهم من القيمة النقدية هو الفقد في غذاء الانسان وماشيته من المحاصيل الزراعية .
أسس مكافحة الجراد الصحراوي
أولاً : مقاومة الحوريات
إن أضعف أطوار الجراد هي الحوريات التي تبقى مستقرة على الأرض بدون طيران لمدة تزيد عن الشهر. والتي تكون حركاتها محدودة نسبياً وخاصة الحوريات في أعمارها الأولى حيث تعطى عمليات المقاومة نتائج أكثر فاعلية. ولا تحتاج إلى المجهودات والتكاليف الكبيرة التي تحتاجها مثل هذه العمليات والحوريات في أعمارها المتقدمة التي تكون أكثر نشاط وأكثر حركة. وللاستفادة من تجمع الحوريات وكثافتها في الصباح الباكر وعند الغروب فإن إجراء عمليات المقاومة في الصباح الباكر أو عند وقبل شروق الشمس تقلل في المجهود وفي كميات مواد المقاومة المستعملة. وأفضل طريقة لمقاومة الحوريات هي استخدام رشاشات العادم ارش خطوط في مناطق الإصابة ويلي ذلك نثر الطعم السام .
ثانياً : مكافحة الجراد الكامل
- الجراد الحديث الانسلاخ ، ولو أنه يسري عليه ما يسري على الحوريات من إمكان مقاومة بالرش أو الطعم السام. إلا أن مدة استقراره على الأرض مدة بسيطة لا تتجاوز ١٠ – ١٥ يوماً بعد الانسلاخ الأخير. لذلك يفضل استخدام الرش برشاشات العادم باستخدام مبيدات بالملامسة على أن يراعى في ذلك المواعيد المناسبة .
- أسراب الحمراء وتستخدم لمقاومتها مختلف وسائل المقاومة الموجودة حتى يمكن القضاء عليها بسرعة قبل طيرانها. فهذه الأسراب عادة لا تستقر إلا للمبيت ليلاً وتبدأ طيرانها في اليوم التالي .
وإذا ما كان السرب كبيراً والوسائل المتوفرة محدودة لا تمكنها من مقاومة السرب كله دفعة واحدة فإنه يمكن إجراء عمليات المكافحة في مساحات متفرقة من مكان استقرار السرب حتى يمكن دانتيته وتكسيره وكثيراً ما لوحظ أن إجراء ذلك يمنع السرب من الطيران في اليوم التالي وبذلك يعطي فرصة أكبر لإبادته .
ويجب أن تتم عمليات المكافحة قبل بدء نشاط الحشرات في الحركة والطيران ويكون ذلك في الصباح الباكر أو خلال الليل إذا ما حددت أماكن استقرارها فإن بدء عمليات المقاومة خلال النهار تسبب بالتأكيد عدم فاعليتها لأن الحشرات تكون نشطة وتطير بمجرد الازعاج … وبطريقة أخرى يمكن القول بالنسبة مختلف طرق المكافحة الآتي :
- استخدام أجهزة الرش بالعادم المركزة المقاومة الحوريات .
- استخدام أجهزة الرش بالعادم المركز المقاومة جموع الحشرات الكاملة المستقرة .
- استخدام الطعوم السامة المقاومة مختلف أطوار الحشرة .
- استخدام التعفير في الحالات التي يتعذر فيها استعمال الرش أو الطعم السام .