Uncategorized

مرض السكري: علاقة خلايا البائية المنظمة بإصابات الجهاز البولي في مرضى السكري

مرض السكري (DM) هو حالة مرضية تتعلق بعدم توازن سكر الدم الناتج عن نقص إفراز الأنسولين الكافي لتلبية احتياجات الأنسجة. ينقسم السكري إلى نوعين رئيسيين: السكري من النوع الأول (T1DM) والسكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل السكري الحملي. يعتبر T1DM مرضًا مناعيًّا ذاتيًا، حيث يتم تدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس بواسطة خلايا المناعة. تتطور T1DM على مراحل، حيث يبدأ بتكوين الأجسام المضادة، تليها فترة من عدم تحمل الجلوكوز، وأخيرًا ظهور أعراض ارتفاع سكر الدم. المرضى الذين يعانون من T1DM يحتاجون إلى علاج بالأنسولين مدى الحياة. وتظهر الأبحاث أن هناك زيادة ملحوظة في حالات T1DM، مما يتطلب موارد صحية كبيرة بسبب مضاعفات ارتفاع سكر الدم.

تتعلق العلاقة بين السكري والعدوى البكتيرية بتأثير ارتفاع سكر الدم على الاستجابة المناعية. المرضى المصابون بالسكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية مثل الالتهابات المعوية والالتهابات الجلدية، ويرجع ذلك إلى ضعف الاستجابة المناعية. كما أن المضاعفات المزمنة للسكري مثل اعتلال الأعصاب والمرض الوعائي الطرفي تؤدي إلى تقرحات جلدية يمكن أن تتعرض للعدوى. بالإضافة إلى ذلك، تساهم بعض العدوى المزمنة، مثل مرض اللثة، في تفاقم مقاومة الأنسولين، مما يزيد من صعوبة التحكم في مستويات السكر في الدم.

على الرغم من وجود معرفة بأسس وراثية مرتبطة بـ T1DM، إلا أن تحديد الأهداف المحددة لخلايا بيتا ومنع تدميرها بواسطة خلايا المناعة لا يزال تحديًا. لفهم كيفية توجيه الخلايا المناعية لتدمير خلايا الأنسولين. يجب دراسة الآليات البيولوجية المعقدة التي تؤدي إلى هذه الاستجابة المناعية، مما سيساهم في تطوير استراتيجيات فعالة لحماية خلايا بيتا.

مرضى السكري

مرض السكري

مرض السكري (Diabetes Mellitus) هو متلازمة تتعلق باضطراب في عملية الأيض للسكريات، ويحدث نتيجة إما نقص في إفراز الأنسولين أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين. تعتبر الزيادة في مستويات السكر في الدم (فرط سكر الدم) هي العلامة السريرية الرئيسية للحالة السكرية. ومع ذلك، فإن نقص الأنسولين و/أو مقاومة الأنسولين يرتبطان أيضًا بوجود اضطرابات في أيض الدهون والبروتينات. بالإضافة إلى اختلالات في المعادن والإلكتروليتات (Thomas et al., 2019).

وفقًا للجمعية الأمريكية للسكري (American Diabetes Association) لعام 2021، يمكن تصنيف مرض السكري إلى الفئات العامة التالية:

  1. السكري من النوع الأول: يحدث نتيجة تدمير خلايا بيتا المناعية في البنكرياس، مما يؤدي عادةً إلى نقص مطلق في الأنسولين. يشمل ذلك أيضًا السكري المناعي الكامن في مرحلة البلوغ، الذي يظهر بشكل غير متوقع في كبار السن.
  2. السكري من النوع الثاني: يتسم بفقدان تدريجي لإفراز الأنسولين الكافي من خلايا بيتا، وغالبًا ما يكون ذلك في سياق مقاومة الأنسولين. يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري، ويظهر عادةً في البالغين، خاصةً أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
  3. أنواع السكري المحددة: تتسبب عوامل أخرى في حدوث السكري، مثل المتلازمات الوراثية أحادية الجين مثل السكري عند الولادة والسكري الذي يظهر في مرحلة الشباب. تشمل هذه الفئة أيضًا الأمراض المتعلقة بالغدد الصماء الخارجية مثل التليف الكيسي والتهاب البنكرياس، بالإضافة إلى السكري الناتج عن الأدوية أو المواد الكيميائية، مثل استخدام الجلوكوكورتيكويد في علاج فيروس نقص المناعة البشرية أو بعد زراعة الأعضاء.
  4. سكري الحمل: يتم تشخيص السكري أثناء الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وهو لا يعتبر سكريًا موجودًا مسبقًا قبل الحمل. يتطلب هذا النوع من السكري مراقبة دقيقة، حيث يمكن أن يؤثر على صحة الأم والجنين.

بذلك، يُعتبر مرض السكري حالة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا لكل من العوامل الجينية والبيئية، بالإضافة إلى أهمية التدخلات العلاجية المناسبة للحفاظ على مستويات السكر في الدم في نطاق صحي.

داء السكري من النوع الأول (T1DM)

داء السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي يتم فيه تدمير خلايا β المنتجة للأنسولين في جزر لانغرهاس في البنكرياس بشكل تدريجي على مدى شهور أو سنوات بواسطة خلايا T ذات النشاط الذاتي (Hillier et al., 2021). يمكن أن يؤدي تلف خلايا البنكرياس β أو الأمراض التي تؤثر على إنتاج الأنسولين إلى ظهور داء السكري من النوع الأول. تلعب الاستعدادات الوراثية أو الأمراض المناعية دورًا في تدمير خلايا β، كما تلعب العدوى الفيروسية أيضًا دورًا حيويًا في تحديد القابلية لتدمير خلايا β بواسطة هذه الهجمات (Kakleas, 2015).

تساهم المستويات المرتفعة من الجلوكوز في الدم وسوائل الأنسجة في التحويل غير الإنزيمي للجلوكوز إلى مشتقات كربوهيدرات تفاعلية مثل الجليكزال. هذه المشتقات تتداخل مع البروتينات والكربوهيدرات في الأغشية وجدران الأوعية الدموية، والخلايا العصبية، والمصفوفة خارج الخلوية، مما يؤدي إلى الأعراض المعروفة للسكري (Schalkwijk و Stehouwer، 2020). هناك ثلاث نتائج رئيسية لداء السكري من النوع الأول: ارتفاع مستويات السكر في الدم، زيادة استخدام الدهون كمصدر للطاقة وإنتاج الكوليسترول الكبدي، ونفاد الخلايا (Chen et al., 2018).

داء السكري من النوع الأول كمرض مناعي ذاتي

تحدث الأمراض المناعية الذاتية عندما يتم توجيه استجابة مناعية ضد عضو معين أو مجموعة من الأعضاء. تلعب الاستعدادات الوراثية والعوامل البيئية دورًا رئيسيًا في تطوير العمليات المناعية الذاتية التي تؤدي إلى ظهور المرض سريريًا (Caso et al., 2018). تتميز معظم الأمراض المناعية الذاتية المحددة بالأعضاء بتسلل أولي لخلايا اللمف وكريات الدم البيضاء إلى الأعضاء مما يؤدي إلى ضعف نشاطها، تليها ضمور. هذه العملية المناعية الذاتية مستمرة وبطيئة، وتتم بواسطة خلايا T. يمكن اكتشاف الأجسام المضادة ضد مستضدات محددة في الغدد المتأثرة في الدم قبل ظهور الأعراض السريرية للمرض، مما يمثل علامات خطر. يمكن أن تساعد عملية الفحص والمتابعة في تحديد الأفراد المستعدين وراثيًا، مما يمكّن من التشخيص المبكر والعلاج للأمراض المناعية الذاتية (Burrack et al., 2017).

أُشير لأول مرة إلى العلاقة بين الجهاز المناعي وداء السكري من النوع الأول في عام 1973 عندما وُجد أن مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA) ترتبط بالسكري المعتمد على الأنسولين، وليس بالسكري غير المعتمد على الأنسولين. نظرًا لأن خلايا الجهاز المناعي التكيفي تهاجم خلايا جزر لانغرهاس في البنكرياس، يحدث نقص كامل في الأنسولين لدى مرضى السكري الذين يعتمدون على الهرمونات المعطاة خارجيًا للبقاء (Nerup et al., 1974; Lugovaya et al., 2022). شكل (1)

الشكل 1: الجزيئات التي تعبر عنها خلايا β البنكرياسية والمشاركة في تدميرها أو حمايتها (معدل من Wallberg وCooke، 2013)

خلال تطور داء السكري من النوع الأول، يُعتبر تحول الأجسام المضادة الذاتية ضد الأنسولين، والغلوتامات ديكاربوكسيلاز، ومولد الأنسولين 2، أو الناقل الزنك 8 العلامة الأولى للمناعة الذاتية. تعد تركيبة هذه الأجسام المضادة في المصل من أفضل المؤشرات لفقدان التسامح المناعي (أي بدء المناعة الذاتية، على الرغم من أن دورها في تدمير خلايا β لا يزال غير واضح) والأعراض السريرية لداء السكري من النوع الأول (Thomas et al., 2019; Lugovaya et al., 2022).

على مدار مسار المرض، تهاجم خلايا المناعة التي تتسلل إلى البنكرياس الخلايا المنتجة للأنسولين، مما يحفز ويعجل بظهور داء السكري من النوع الأول من خلال تقديم مستضدات الجزر للجهاز المناعي بواسطة جزيئات HLA من الفئة الأولى، مما يخلق بيئة التهابية تتميز بالتهاب البنكرياس (Bloem وRoep، 2017).

اقرأ أيضا: تحديد مستوى بعض المعايير المناعية ونوع الاصابات البكتيرية لذوي الوزن الزائد من مرضى السكري

خلاصة الاطروحة

داء السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي مزمن يتميز بنقص الأنسولين وتدمير خلايا بيتا في البنكرياس، حيث تلعب تفاعلات المناعة الذاتية دورًا رئيسيًا في تطوره. تُعتبر الخلايا التائية والخلايا البائية، خاصة تلك المنتجة لـ IL-10، عناصر حيوية في هذا السياق. ترتبط التهابات البكتيريا ومرض السكري بشكل متبادل، حيث تؤدي العدوى المزمنة إلى زيادة مستويات السيتوكينات المسببة للالتهابات، مما يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على إدارة مستويات السكر في الدم. كما أن مرض السكري يزيد من تعرض الأفراد للعدوى البكتيرية، مما يفاقم الوضع. تهدف هذه الدراسة إلى توحيد المعرفة حول الآليات الخلوية والجزيئية التي تؤثر على مرضى السكري من النوع الأول ودورها في تطور الالتهابات البكتيرية.

تم إجراء الدراسة في محافظة كربلاء وشملت 90 عينة دم وادرار من أطفال تتراوح أعمارهم بين 5-15 سنة، حيث تم تقسيم المشاركين إلى 60 مريضًا بالسكري من النوع الأول (بما في ذلك 30 مصابًا بعدوى المسالك البولية و30 بدون عدوى) و30 فردًا صحيًا. تم قياس تردد مجموعات خلايا ب بواسطة قياس التدفق الخلوي وزراعة الأدرار للكشف عن العدوى. أظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في نسبة خلايا CD19 + B في مرضى السكري مقارنة بمجموعة السيطرة، مع اختلافات في تعبير بعض المؤشرات مثل CD80 وIL-10 بين المجموعات.

كشفت النتائج عن ارتفاع مستويات بعض السيتوكينات مثل IL-35 وMIF وLBP في مرضى السكري من النوع الأول، خاصة أولئك الذين يعانون من عدوى بكتيرية. كما أظهرت الدراسة زيادة في مستويات الدهون والإنزيمات الكبدية في المرضى المصابين بعدوى المسالك البولية. كانت بكتيريا الإشريكية القولونية هي الأكثر شيوعًا في التسبب في التهاب المسالك البولية. تشير النتائج إلى دور نقص خلايا CD19 + B-cells وتغيرات مستويات السيتوكينات في فقدان التسامح الذاتي للجهاز المناعي، مما يسهم في تدمير خلايا بيتا ويجعلها هدفًا محتملاً للعلاج المناعي.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى