مسح الفطريات المرافقة لغبار ارضيات وتربة المدارس والمساجد والفنادق

 مسح الفطريات المرافقة لغبار  ارضيات وتربة المدارس والمساجد والفنادق 

لقد اصبحت المخاطر الصحية الناجمة عن ظهور الفطريات فـي امـاكن العمـل
او العيش ملفتة للانتباه بشكل كبير ، إذ ان معدل الاعراض التنفسية والعلامات الاخـرى
لدى البالغين والاطفال الذين يقطنون مساكن رطبة يظهر فيها نمو فطـري انمـا يـرتبط
بصورة طردية مع زيادة شدة الرطوبة و نمو الاعفان (1989 .,al et Platt (، فقد دلـت
العديد من الدراسات الوبائية على ان الاطفال و البالغين الذين يعيشون في اجواء رطبـة
يعانون من اعراض تنفسية و علامات اخرى متشابهة (مثل التعب و الصداع و الغثيـان
والتقيؤ) واشارت هذه الدراسات الى ان التعرض الى الفطريات يعد عاملاً مساهماً مهمـاً
Pirhonen et al.,1996 ;Brunekreef,1992 ; Dales et al., 1991; )
1989 .,al et Brunekreef (، إذ تنتج بعض الفطريات مركبـات عـضوية متطـايرة
compounds organic volatile Microbial من الممكن ان تؤثر في العين والانـف
و تساعد في تهيجات البلعوم و تسبب التعب و الصداع (,1985Samson (، فهناك العديد
من الفطريات الانتهازية fungi Opportunistic التي غالباً ما تسبب امراضاً فطرية في
المرضى الذين يعانون من خلل في اليات دفاعهم الطبيعيـة(,2002Ellis (، إذ يتعـرض
هؤلاء الافراد للإصابة بعدة الاف من الفطريات الرمية fungi Saprophytic الموجودة
في الطبيعة ، و ان مثل هذه الانتهازيات واسعة الانتشار ذات ضراوة واطئة لكنها يمكـن
ان تصيب بعض او كل اعضاء الجسم (,1998 Mitchell ).

كما ان هنالك علاقة بين حجم و نوع المجتمع الفطري و بين وجود الانسان فـي
موقع ما،فمثلا يؤثر وجود الانسان و الحيوانات ذات الفراء في وجود الفطريات المحبـة
للكيراتين fungi Keratinophilic ، الذي يمثل المكون الاساسـي للـريش و الـشعر
والاظافر و الطبقة المتقرنة من البشرة ، فتوافر مثل هذه المواد في التربة يحفز نمو هـذا
النوع من الفطريات ويزيد من انتشارها و من ثم تصبح التربة مصدرا للأخماج الكامنـة
Mancianti & Papini ,1996 ; Marsella & Mercantini ,1986 ; ) للانـسان
. (Filipello Marchisio ,1986 ; Mercantini et al., 19.

بيئة و وبائية الفطريات الممرضة للانسان Ecology and Epidemiology of Human Pathogenic Fungi

تمثل الاماكن العامة و المزدحمة (كالمستشفيات و المدارس و المتنزهات العامة والفنادق) مواقع مفضلة لظهور تنوع واسع من الفطريات الممرضة و الانتهازية ، ففي دراسة قام بها  Kishimotoو Baker (1969) عزل اكبر عدد من الفطريات من الشواطئ التي كانت كثافة السياح فيها عالية ، و على العكس فقد ظهر القليل منها في مناطق كثافة السياح فيها منخفضة و ذكر الباحثان ان  11 نوعاً من بين 13 نوعاً من الفطريات المعزولة معروفة بكونها ممرضة للانسان اما النوعان الاخران فهما من الممرضات الكامنة . و اشار McAleer (1980) الى ان الفطريات المحبة للكيراتين  ظهرت في 90.6% من 299 عينة تربة جمعت معظمها من مناطق يكثر فيها وجود الانسان و الحيوانات  منها الحدائق المنزلية والمتنزهات و حظائر الحيوانات ، حتى ان فعالية هذا النوع من الفطريات تختلف بصورة واضحة تبعاً الى مدى استعمال الانسان للمواقع التي تعزل منها ، ففي المواقع التي تستعمل بكثرة تكون فعالية هذه الفطريات اشد (Filipello Marchisio et al., 1991) .

مقاومة الفطريات لمضاد السايكلوهكسمايد Fungal Resistance to Cycloheximide Antifungal

 تظهر معظم الاحياء المجهرية مقاومة للمضادات الحياتية ، وقد ذكر  Johnston و  Coddington(1982) ان هذه المقاومة قد تنتج عن طريق ثلاث اليات هي : 

1.  تغير في الموقع الهدف Target site اوعرقلة الوصول اليه ، مما يؤدي الى قلة الفة الارتباط Binding affinity بالمضاد الحياتي . 
2.  تدمير او تحوير المضاد الحياتي داخل سايتوبلازم الخلية الحية ومن ثم ازالة سميته. 
3.  التقليل من نفاذية الخلية . 

و السايكلوهكسمايد Cycloheximide او ما يسمى تجارياً Actidione  (شكل 1-1) هو مادة مضادة للأحياء المجهرية Antimicrobial substance تنتجه سلالات من Streptomyces spp.  وله خواص مضادة للفطريات ، فقد استعمل في المعالجة    و السيطرة على امراض نباتية فطرية معينة (Reynolds,1982) ، و يرتبط السايكلوهكسمايد بشدة مع رايبوسومات اللبائن و ليس برايبوسومات البكتريا ، لذا فهو سام جدا لخلايا اللبائن ، إذ انه يثبط عملية تصنيع البروتين (Clark et al.,1992 ; Bowman & Rand , 1984).

المؤثرات البيئية في توزيع الفطريات Ecological Influences in Fungi Distribution

 يتغير كل من تركيب و حجم المجتمع الفطري مع نوع التربة و مع خواصها الفيزيائية والكيميائية ، فالبيئة المحيطة هي التي تحدد قدرة الكائن المجهري على العيش والتكيف لبيئة ما . و تشمل اغلب المؤثرات الخارجية التي تفرض على المجتمع الفطري المادة العضوية والدالة الحامضية و المخصبات العضوية و اللاعضوية و الرطوبة والتهوية و درجة الحرارة والتغاير الفصلي و الغطاء النباتي. فالدالة الحامضية (pH) هي احدى المتغيرات التي تتحكم في فعالية و تركيب المجتمعات الفطرية ، إذ تستطيع العديد من الانواع الفطرية النمو في مدى pH واسع من الحامضية العالية الى القاعدية المتطرفة (Alexander , 1977) ، و تنمو معظم الفطريات الممرضة بشكل افضل في تفاعل قريب التعادل (Littman,1947) ، وتؤثر الدالة الحامضية بصورة واضحة في وجود الفطريات المحبة للكيراتين فالفطريات الجلدية اكثر انتشاراً في التربة الحامضية منها في التربة القاعدية (Muhammed & Lalji , 1978) ، في حين ان درجة التفاعل ضعيفة الحامضية القريبة من التعادل تكون ملائمة لتعزيز نمو الفطريات المحبة للكيراتين الاخرى (Abdullah & Hassan,1995 ; Ogbonna & Pugh,1987 ) ، لكن Filipello Marchisio و اخرون (1991) ذكروا  ان pH التربة ذو تأثير قليل في نوع الفطريات المحللة و المحبة للكيراتين .

عوامل الضراوة في الفطريات Virulence Factors of Fungi

 ان لمعظم الفطريات علاقة بحياة الانسان ، فهي توجد في الطبيعة و تؤدي دوراً اساسياً في تحطيم و اعادة تدوير المادة العضوية ، و حيث ان الفطريات كيميائية التغذية Chemotrophes ، فهي تفرز انزيمات تحلل الكثير من المواد العضوية المختلفة ، وتنتج بعض انواعها ايضيات ثانوية Secondary metabolities فعالة حياتياً يستحث تكوينها في أوساط  غنية بمصدر الكاربون ، ومن هذه الايضيات المضادات الحياتية Antibiotics والعقاقير الكابحة للمناعة Immunosuppressive drugs و السموم الفطرية Mycotoxins (Mitchell , 1998) . 

فالسموم الفطرية مركبات معروفة بانها قد تسبب حالة مرضية في بعض المضائف بسبب قدرتها على تحطيم الانسجة المختلفة في الانسان و الحيوان (Evans,1979) ، إذ تشير بعض البحوث الى ان اثاراً صحية معينة تحدث نتيجة لاستنشاق الاعفان و انها ترجع على الاقل في جزء منها الى السموم الفطرية (DiPaolo et al ., 1994 ; Croft et al ., 1986) .