رسائل واطاريح

التقييم الجغرافي للإحتياجات المائية لمحصول الحنطة في المنطقة الصحراوية في محافظة كربلاء

 التقييم الجغرافي للإحتياجات المائية لمحصول الحنطة في المنطقة الصحراوية في محافظة كربلاء

تعد العلاقة بين خصائص المناخ والنشاط الزراعة علاقة وثيقة جداً، وربما كانت الزراعة من أكثر النشاطات تأثراً بظروف المناخ، فدرجة الحرارة والضوء والأمطار والرياح لا تتحكم بشكل أو بآخر في طبيعة النشاطات الزراعية التي تمارس فحسب، بل تتحكم في نوع النبات المزروع في أي جزء من العالم، ويعتمد نجاح زراعة محصول من المحاصيل الزراعية ومنها محصول الحنطة على طبيعة المناخ السائد والموارد المائية المتوفرة في منطقة زراعته على الرغم من أهمية العوامل الطبيعية والبشرية، فعندما تكون المتطلبات المناخية لهذا المحصول متوافر بشكل ملائم فإن زراعته تكون ناجحة.

التقييم الجغرافي للإحتياجات المائية لمحصول الحنطة في المنطقة الصحراوية في محافظة كربلاء

كذلك تعد الموارد المائية والتربة من أهم المحددات الرئيسة لإنتاج محصول الحنطة في المنطقة الصحراوية فضلاً عن المتطلبات المناخية التي لها تأثير مباشر في الاحتياجات المائية للمحصول، وإن الأستخدام الأمثل لموارد المياه الجوفية في منطقة الدراسة من خلال كيفية استغلال مصادر المياه المتاحة بشكل علمي مدروس لتقليل الهدر الناجم عن سوء الإستعمال من خلال احتساب الاحتياجات المائية لمحصول الحنطة في منطقة الدراسة (متى وكم نروي)؟ الزيادة استعمال المياه حسب حاجة النبات الفعلية، ولتقليل نسبة الضائعات المائية .

المفهوم والأهمية للأحتياجات المائية Water Requirements

تعد دراسة الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية ومنها المحاصيل الحقلية من أولى الدراسات التي تم تنفيذها ، ذلك لتحسين مستوى الانتاج الزراعي والافادة من المصادر المائية إلى اقصى حد ممكن، واعطاء كل محصول انسب الطرق للري فضلاً عن كميات المياه المستخدمة في الري خلال مراحل النمو المختلفة للنباتات. اذ الاحتياج المائي للمحصول والذي يطلق عليه المقنن المائي او الاروائي، وهو مقدار مياه الري التي تعطى للمحصول خلال فترة زمنية محددة موزعه على عدة ريات التي يحتاجها المحصول او حسب متطلبات الحاجه لذلك المحصول .

المياه أن تعد المياه ضرورة بالغة الأهمية في نمو وانتاج المحاصيل الزراعية اذ تستهلك النباتات ، وتعمل على امتصاصها من التربة بشكل مباشر بعمليتين أساسيتين هما النمو (Growth) والنتح (Transpiration) فالماء وغاز ثنائي أوكسيد الكاربون يعد من الاساسيات الضرورية التي يحتاجها النبات خلال مراحل من بناء الانسجة النباتية وتركيب المواد العضوية (السكريات) التي تستهلك في عملية النمو والتنفس، وكذلك يستهلك النبات كمية كبيرة من مياه في عملية التعرق التي تمثل النتح اذ تبلغ كمية المياه التي يفقدها النبات بعملية النتح خلال مدة نموه اضعافا عدة خلال مدة زمنية محددة لإتمام عملية النمو وعقد الثمار (2).

الخصائص المناخية المؤثرة في الاحتياجات المائية لزراعة محصول الحنطة

تتحكم الظروف المناخية بصورة مباشرة أو غير مباشرة في توزيع الحياة النباتية والحيوانية فوق سطح الكرة الأرضية وعلى ذلك يمكن ربط الإنتاج الزراعي مباشرة بالتغيرات المناخية التي تحدث في عناصر المناخ من حرارة ورطوبة وضوء الشمس والرياح والتبخر والامطار . ويختلف تأثير المناخ من محصول الى اخر اذ تكون كمية الامطار هي احدى هذه العناصر لغلة معينة، ودرجة الحرارة هي العنصر الفعال لغلة اخر، وبعضها يتطلب رطوبة عالية وبعضها يقاوم ظروف الجفاف، وبذلك تتباين تأثيرات عناصر المناخ.

بوجود هذا الكم الهائل من البيانات المناخية عمل المختصون على تفسير ، وتعليل وإيجاد العلاقة بين الظواهر الجوية بهدف الوصول الى فهم افضل للمناخ والطقس.

لهذا اعتمدت على البيانات المناخية من المحطة المناخية لقضاء عين التمر وذلك بسبب قرب المحطة من منطقة الدراسة من (10) كم – 25 كم، اذ ان اقصى مسافة يمكن أن تغطيها محطة منطقة الدراسة هي أقل من محطة مدينة كربلاء التي تكون على بعد من (60) – 70 كم) عن منطقة الدراسة.

الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة ودورها في الاحتياجات المائية لزراعة محصول الحنطة

سنتناول في هذا الفصل العوامل الطبيعية والبشرية وتأثيرها في الاحتياجات المائية المحصول الحنطة في منطقة الدراسة، وكذلك ما هو دور هذه العوامل في زيادة أو نقصان الاستهلاك المائية للمحصول، لذلك سنتناول فيه دراسة العوامل الطبيعية والبشرية السائدة في منطقة الدراسة وتأثيراتها على الواقع الزراعي في ضوء الاحتياجات المائية، لمعرفة المقننات المائية للمحصول ومدى أهميتها في التوسع وزيادة انتاج محصول الحنطة ومن هذه العوامل.

يمثل الموقع مساحة أكبر من الموضع لأنه يتضمن الأراضي التي تحيط بالمحافظة، والتي تعد جزء من اقليمها أو ظهيرها، أو تكون ملازمتها مع حدود واقليميها (1). اذ تعد محافظة كربلاء من المحافظات التي تشكل في المساحات الصحراوية نسبة عالية اذ تقدر 85% من مساحة محافظة كربلاء البالغة (5034000000م) وان اغلب هذه المساحات التي تشمل المنطقة الجغرافية من حدود محافظة النجف من الجنوب الى منخفض الطار غرباً وطريق كربلاء نجف شرقاً وبحيرة الرزازة، اما المساحة الصحراوية الأخرى تقع في قضاء عين التمر غرب محافظة كربلاء التي من ضمنها منطقة الدراسة (2) إذ أن الحدود المكانية الكلية للمنطقة الصحراوية من محافظة كربلاء، التي تقع بين دائرتي عرض 10,502 شمالاً، 34,9,32 جنوباً، وبين خطي طول 39,8,43 غرباً، 12,15,44 شرقاً.

الخصائص البشرية ودورها في الاحتياجات المائية لزراعة محصول الحنطة

بعد الري احد العمليات الزراعية الأساسية في المناطق الجافه وشبه الجافة ، أذ لا يكون التوزيع الامطار على شهور السنة مناسبة لفترات نمو الحاصلات الزراعية، وأن أهم اهداف الري هو توفير الري في وقت لا يحتاج فيه ماء المطر، وان توزيع هذا الماء توزيعا منتظما على الحقل، وبذلك يمتلئ الخزان الأرضي – مسامات الأرض في منطقة الجذور – باقل ما يمكن من الفقد بالتدفق السطحي او بنفاذ الماء الى عمق ابعد عن عمق المجموعة الجذرية للنبات او بالتبخر، وان حدوث هذا التوزيع يضمن لكل نبات أن يحصل على نصيب كاف من الماء والعناصر المغذية التي تذوب فيه ويستغل الماء افضل استغلال، وأن الهدف الرئيس من الري هو من النبات بحاجته من الماء حتى تتم عملية الفتح التبخر الضروريين، الا انه قد اتضح من بعض الدراسات أن نحو (42%) من الماء المضاف لم يساهم في عملية النتح التبخر . ولقد عرف من قبل اسرئيسلن (Israelsen) بانه إضافة الماء للتربة لتحقيق أي غرض من الأغراض الآتية :

  1.  تجهيز التربة بالرطوبة اللازمة لنمو النبات
  2.  تأمين حاجة المحصول اتجاه فترات الجفاف القصير المدى .
  3.  ترطيب التربة والجو المحيط بها وتهيئة الظروف المناخية الملائمة لنمو النبات.
  4.  غسل التربة أو تخفيف تركيز الاملاح في المنطقة الجذرية تقليل خطورة تصلب القشرة السطحية للتربة .
  5.  تسهيل العمليات الزراعية المختلفة لخدمة النبات.

يقصد بالري أيضاً هو الاستعمال الصناعي للماء في ري الأراضي لغرض الزراعة وهو احد التقنيات التي استخدمت للتحكم بالمصادر الطبيعية من أقدم الأزمنة .

الملخص 

جاءت هذه الدراسة لمعرفة الاحتياجات المائية لمحصول الحنطة في أراضي المنطقة الصحراوية في محافظة كربلاء ، واعتمدت الدراسة أيضا على دور العناصر المناخية ومدى تأثيرها في الاحتياجات المائية للمحصول ، ومعرفة كمية الاستهلاك الماني فضلاً عن اعتماد الباحث على العوامل البشرية ومدى تأثيرها في كمية الاحتياجات المائية والاستهلاك المائي التي تكون سبب في تقلص أو زيادة من مساحة الأراضي الزراعية في المنطقة الصحراوية التي اختصت في زراعة محصول الحنطة الملائمة هذا المحصول للظروف السائدة فيها اذ تم دراسة العوامل الطبيعية والبشرية ودورها في الاحتياجات المائية . اذ تم احتساب الاحتياجات المائية لمحصول الحنطة في منطقة الدراسة في ظل الظروف المناخية السائدة حسب المعادلات الإحصائية من معادلة نجيب خروفة ، وايفانون وخوسلا ، ومعادلة بليني – كريدل وفي النهاية اعتمد الباحث على معادلة بليني – كريدل لان هذه المعادلة كانت اقرب للظروف السائدة في المنطقة لأنها مشابهه لظروف منطقة الدراسة. اذ بلغت الاحتياجات المائية لأشهر الموسم 169,32 110,45 65,35 51.41 – 53,54 – 84.74( الزراعي 245,19 / ملم ) على التوالي من شهر تشرين الثاني وحتى النصف من شهر أيار .

علما ان كمية الامطار الهاطلة على منطقة الدراسة خلال الموسم الزراعي اقل من (90) ملم) اذ لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي لسد الحاجة المائية لمحصول الحنطة خلال مدة نموه ، وزيادة الاستهلاك المائي بسبب ظروف المنطقة الجافة والحارة فضلا عن تربتها الرملية والجبسية التي تتميز بالتسرب المياه الامطار ومياه الري بصورة نسبية .

وقد بينت الدراسة أن قلة الدعم الحكومي للمزارعين من توفير المستلزمات الزراعية. وقد اتضح من خلال الدراسة أيضا ان هناك زيادة نسبية تقريبا في كمية الإنتاج ومساحة الأراضي التي خصصت في زراعة محصول الحنطة ضمن الإمكانات المتوفرة خلال المواسم الزراعية من ( 2011-2017) ، وتضمنت الدراسة أيضا التحديات والمشاكل التي تواجه زراعة محصول الحنطة والاتجاهات المستقبلية لزراعة هذا المحصول من خلال اقتراح بعض الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها المنطقة كمحاولة لتمسك بالأراضي المتبقية والمستثمرة وزيادة مساحة الأراضي الزراعية وتنميتها وزيادة انتاجيتها، فضلا عن الحفاظ على التربة والموارد المائية .

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى