التأثيرات البيئية المحتملة لتصريف المياه الصناعية على الهائمات النباتية
شهدت الإنسانية خلال العقود الأخيرة تطورا كبيرا في جميع المستويات ،ولقـد أصبح التلوث البيئي هو ثمن التطور ، ويعتبر التلوث المائي أحد المخاطر التي تهـدد البيئة. وخلال حلول عقد الستينات أصبح التلوث المائي قضية بيئية إنسانية مهمة بالنسبة للمناطق المدنية في البلدان الصناعية . ويعرف التلوث المائي بأنه التغير في الخصائص الحياتية والكيمياوية والفيزياوية بعد أن كان حالة طبيعية وهذه الخصائص تشمل أو تمثل نوعية الماء.
 |
| التأثيرات البيئية المحتملة لتصريف المياه الصناعية على الهائمات النباتية |
وأتفق العديد من الباحثين بان التلوث المائي هو مواد أو طاقة يضيفها الإنسان إلى البيئة المائيـة تكـون كافية لاحداث ضرر في صحة الإنسان والموارد الحية والانظمـة البيئيـة (الـسعدي وآخرين، 1986). وحسب ماورد حديثاً في المعجم الخاص لمنظمـة الأمـم المتحـدة. يعرف التلوث بأنه عبارة عن وجود مواد أو حرارة في الوسط البيئي (هـواء، مـاء، تربة) ذات موقع طبيعي وتنتج كمياً تأثيرات بيئية غير مرغوبة. أما الملوثات فتعـرف على انها مواد موجودة في تراكيز مؤذية للكائن (انسان، نبات، حيـوان) أو متجـاوزة المقــاييس النوعيــة للبيئــة.
وصــنفت وكالــة حمايــة البيئــة الامريكيــة (1991,USEPA ) الملوثات بالاعتماد على المقاييس النوعية إلى:
- المركبات الكيمياوية: وهي تراكيز العناصر والمركبات العـضوية والكلـورين النترات والأمونيا والفسفور والكبريتات وغيرها.
- الملوثات التي تؤثر في الخصائص الفيزياوية والكيمياوية مثل درجة الحـرار والقاعدية والتوصيلية والأس الهيدروجيني والأوكسجين الذائب والعسرة والمواد الصلبة الذائبة.
- الملوثات الحياتية: المسببة بوساطة البكتريا والفيروسات والإبتدائيات والديـدان المعوية والهائمات النباتية.
- النويدات المشعة : مثل الراديوم 226 والراديوم 228 واليورانيـوم والـرادون واشعاعات الفا وبيتا.
المياه الصناعية والتأثير البيئي Industrial Waters & Environmental Impact
تزداد الملوثات الصناعية مع زيادة الصناعات لذلك نجد زيادة التلوث أكثر فـي البلدان الصناعية إذ أنه يشكل ثقلاً حقيقياً للسكان في تلـك الـدول. وتحتـوي الميـاه الصناعية على أملاح ذائبة (فوسفات وكبريتات ونترات وأمونيا ومركبات نيتروجينيـة) ومواد عضوية (زيوت وهيدروكاربونات) وفلزات (رصاص ونيكل وكادميوم ونحـاس وكروم وخارصين وحديد وكالسيوم ومغنيسيوم). وتحتوي كذلك علـى مـواد لافلزيـة (كلور وفلورسيانيد وفينول) اضافة إلى ذلك تحتوي على مواد مختزلة ومـواد عالقـة وآخرى صلبة ذائبة (2000 ,WHO ).
الخصائص الفيزياوية والكيمياوية للماء Physical & Chemical Characteristics of Water
تلعب درجة الحرارة دوراً مهماً في التفاعلات الكيمياوية إذ تـؤثر علـى ذوبـان الغازات مثل الأوكسجين وثنائي أوكسيد الكاربون وتكون العلاقة عكـسية مـن حيـث تأثيرها على التحلل الحياتي للمواد العضوية في الماء والرواسب. إضافة إلى ذلك فـان أيض النبات والأسماك يتوقف بصورة كبيرة جداً على درجة الحرارة، إذ تلعب الأخيرة دوراً فعالاً في التغيرات الفصلية للمجاميع المائية ومدى قدرتها في التنافس مع بعـضها الاخر (,2000Weiner (. وأشار كارديناس (1972 ,Cardenas (إلى أن إرتفاع درجة الحرارة بمقدار 10 ْم تضاعف من سرعة التفاعلات الكيمياوية بصورة ملحوظة. كمـا أن قابلية ذوبان الغازات تتأثر بالحرارة وبالتالي تؤثر في طعم ورائحة الماء وخصائص المياه الصناعية (1977 ,Tebbutt ).
أما درجة الأس الهيدروجيني فان الأنواع المختلفة من الكائنـات الحيـة يـرتبط وجودها دائماً مع درجة الأس الهيدروجيني ويؤثر ذلك فـي طبيعـة النظـام البيئـي .(Ruttner, 1973) ولقابلية التوصيل الكهربائي علاقة وطيدة مع الملوحة ومجموع المـواد الـصلبة الذائبة الكلية (S.D.T (إذ أن للملوحة أهمية كبيرة في تحديد أنـواع الكائنـات الحيـة الموجودة في أي نظام بيئي. وتختلف أنواع الكائنات الحية واعدادها في المياه باختلاف الملوحة (1963 ,Macan ).
وأشار بوكنك ودليما (2000 ,Delumyea & Bochnke (إلى أهمية الأوكسجين الذائب في البيئة المائية إذ تكون العلاقة عكسية مع درجة الحرارة والضغط. ويعد مـن العوامل المحددة لحياة الكائنات المائية. أما ثنائي أوكسيد الكاربون فيعد مـن العوامـل المؤكسدة عند تفاعله مع بعض العناصر إذ يلعب دوراً أساسياً ومهماً في تحديـد قيمـة الأس الهيدروجيني. ويعد هذا الغاز شائع جداً في المياه الطبيعية ويعود ذلك إلى قابليته العالية على الذوبان في الماء والتي تزيد على قابليـة الأوكـسجين للـذوبان بحـوالي مرة 200 (Goldman & Horn, 1983) .
العناصر الثقيلة في البيئة المائية Heavy Metals in Aquatic Environment
وذات اعـداد 3 العناصر الثقيلة هي تلك العناصر التي تزيد كثافتها عن 5 غم/سم ذرية عالية وغالباً ما تسمى بالعناصر النزرة Elements Trace وذلك لوجودها بكميات أو تراكيــز قليلــة وهــي تــضم عناصــر اساســية وغيــر اساســية
(1983 ,Chapman & Round(.وتلعب العناصر الثقيلة دوراً مهمـاً بـسبب القـدرة السمية العالية وقابليتها على التجمع في السلسلة الغذائية،كما ان التلوث ببعض العناصر الثقيلة يسبب تأثيرات كبيرة وواسعة فـي البيئـة المائيـة (1999 .,al et Vasquez).
وتتواجد هذه العناصر في البيئة المائية بثلاثة اشكال حسب تقسيم هارت (1982 ,Hart).
وهي:
أ- العناصر الثقيلة الذائبة بالماء metals heavy Dissolved
وتشمل الطور المائي الذي يمر عبر اوراق ترشيح قطر ثقوبها 0.45 مايكروميتر وتكون فيه العناصر الثقيلة بشكل أيونات حرة أو مرتبطة على هيئة مركبات عضوية أو لاعضوية.
ب- العناصر الثقيلة في المواد العالقة metals heavy Particulate
وتشمل الأشكال العالقة بالماء التي لاتمر عبر اوراق ترشيح قطر ثقوبهـا 0.45 مايكروميتر وتكون على نوعين:
- المواد الحيوية Substances Biotic وتشمل العناصـر المرتبطـة بالهائمـات النباتية والحيوانية والفطريات والبكتريا.
- المواد غير الحيويـة Substances Abiotic وتـشمل المركبـات العـضوية واللاعضوية المرتبطة بجزيئات الغرين والطين والمركبات السليكية والاحماض الامينية والمواد الدبالية وبقايا الكائنات الحية.
- العناصر الثقيلة في الرواسب sediments in metals Heavy وتشمل المواد المترسبة في قاع المياه وهي على نوعين : حيوي وغير حيـوي.
وتقـسم العناصـر الثقيلـة فـي الرواسـب حـسب تـصنيف شيـستر وفوتـسينو (1981 ,Voutsinou & Chester) إلى صنفين:
- العناصر الثقيلة المتبادلة metals heavy Exchangeable وتشمل العناصر الثقيلة الممدصة على سطوح الرواسب والتي لا تدخل ضـمن التراكيب السليكية أو الشبكية للرواسب .
- العناصر الثقيلة المتبقية metals heavy Residual وتشمل العناصر الثقيلة الموجودة ضمن التراكيب السليكية أو الـشبكية للمـواد العالقة أو الرواسب.
وتكمن أهمية العناصر الثقيلة في البيئة المائية من خلال صعوبة تحللهـا حياتيـاً وبالتالي انتقالها خلال السلسلة الغذائية وثبوتيتها العالية (1974 .,al et Chen). تناولت بعض الدراسات العناصر الثقيلة ذات التأثير السمي الكبير فـي البيئـة والتي تستخدم في الصناعات أو تكون نواتج لمعاملات صناعية.
تعليق واحد