رسائل واطاريح

تأثير ملوحة مياه الري و الرش بحامض السالسليك والتسميد البوتاسي في التحمل الملحي لنبات الحنطة . aestivum Triticum

تأثير ملوحة مياه الري و الرش بحامض
السالسليك والتسميد البوتاسي في التحمل الملحي لنبات الحنطة  . aestivum Triticum

 يعد محصول الحنطة الغذاء الرئيسي لأكثر من 35% من سكان العالم، فهو مصدر بروتيني لغذاء الانسان حيث يحتوي على بروتين عال قياساً بالمحاصيل النجيلية الأخرى ( Jing and 2003,Chang). وملوحة التربة والمياه هي أحد اهم المشاكل الرئيسة المحددة لإنتاج محصول الحنطة في ترب المناطق الجافة وشبه الجافة، فهي توثر في العديد من العمليات الفسيولوجية والحيوية والمورفولوجية للنبات (2004,.Willenborg et al). فقد أشار (1975) AL-Anil الى ان محصول الحنطة يصل الى عتبة التثبيط عند 6 ديسي سيمنز م ويعطي محصولاً جيداً عندما تصل ملوحة التربة الى 4 ديسي سيمنز م . وقد ذكر (2006 ,.Soltani et al الى ان محصول الحنطة يمكنه تحمل ملوحة الى حد 6 ديسي سيمنز م ويحصل انخفاض في انتاج الحبوب بحدود 50% عندما تصل الملوحة التربة الى 13 ديسي سيمنز م.


تأثير ملوحة مياه الري و الرش بحامض السالسليك والتسميد البوتاسي في التحمل الملحي لنبات الحنطة  . aestivum Triticum


 ان الملوحة الزائدة في التربة والتراكم الملحي في ترب المناطق الجافة وشبه الجافة من العالم تحدث من بعض العمليات الطبيعية او الري بمياه مالحة مع ظروف صرف سيئة تعرض النباتات الى الشد الملحي (Salt Stress)، وهو أحد انواع الشد البيئي اللاحيوي ) Abiotic or environmental Stress والذي يحدث عندما يزداد تركيز الاملاح في محلول التربة عن 1500 ملغم لتر بما يعادل 2.34 ديسي سيمنز م وهو التركيز المناسب للأملاح اللازمة لنمو المحاصيل (2006 ,Taiz and Tiger. وتتمثل تأثيرات الاملاح في أنزيمات البناء الضوئي والكلوروفيل وانبات البذور ونمو البادرات والنمو الخضري والتزهير وتكوين الثمار وبالتالي تقليل الغلة الاقتصادية ورداءة نوعية المنتوج ( 2011 ,Daszkowska-Golec). كما ان زيادة ملوحة التربة تؤثر في نسبة انبات البذور ونمو البادرات مما تؤثر في نوعية الحاصل وكميته، والتي تعد المراحل الأشد حساسية للملوحة (2012 ,.Hubbard et al). 


 تأثير الملوحة في نمو نبات الحنطة

الاجهاد هو أي تغير فسيولوجي، كيميائي او فيزيائي يؤدي الى اضطراب وعدم التوازن في ايض النبات (2009,Farooq et al تتعرض النباتات الى العديد من عوامل الاجهادات كالمسببات المرضية وغير الحيوية الحيوية مثل درجة الحرارة المرتفعة والمنخفضة وزيادة ونقص الماء والاشعاع والاملاح والغازات والمبيدات والرياح (الحموي، 2011). تعد الملوحة أحد أهم عوامل الاجهادات غير الحيوية المحددة لنمو وإنتاجية النبات، وهنالك ادلة كثيرة على تأثيرات الاملاح في انزيمات البناء الضوئي والكلوروفيل والكاروتينات وغيرها (2011,Daskowaka-Goles). ويوثر الشد الملحي في نمو النبات من خلال تأثيره في خفض الجهد المائي للخلايا النباتية (2009 ,.Karlidag et al) واختلال في التوازن الايوني وتثبيط امتصاص العناصر الغذائية (2005,Munns) وتثبيط عملية توسع الخلايا النباتية وتقليل كفاءة عملية التركيب الضوئي وتكوين الكلوروفيل ( Yardonova and 2007,Popova)، وايض البروتين حيث ان الملوحة العالية تسبب في تحلل البروتين وتراكم الاحماض الامينية الحرة (Free amino acids) وأكثرها تراكماً البرولين (Proline ) في الأوراق والجذور والاختلال في التوازن الهرموني مثل الاوكسينات والجبرلينات والسايتوكاينينات المشجعة للنمو، وزيادة الهرمونات المثبطة للنمو مثل حامض الابسيسيك.


 تأثير الملوحة في انبات الحنطة وانتاجيتها

توثر الملوحة بشكل كبير في مختلف مراحل نمو النبات وتطوّره، من خلال تأثيرها في الوظائفه الفسيولوجية، اذ تثبط الملوحة الزائدة في التربة من نمو النباتات وتقلل من انتاجيتها وان الشد الملحي أو الاجهاد الملحي يحدث في التربة عندما يزداد تركيز الاملاح في محلول التربة عن 1500 جزء في المليون والذي يعد التركيز الملائم لنمو المحاصيل بشكل جيد.


إن انبات البذور ونموها من العوامل المحددة لإنتاجية المحاصيل الزراعية، حيث ان زيادة ملوحة التربة تقلل من نسب انبات البذور وتزيد من فترة الانبات 2012,.Hubbard et al). وتسبب الملوحة العالية وزيادة معدلات التبخر وقلة الامطار الساقطة في المناطق الجافة وشبه الجافة في تقليل نسب إنبات البذور وقلة امتصاص الماء من التربة وان معظم المحاصيل الزراعية تبذر على عمق 10 سم من سطح التربة وهذه الطبقة من التربة مالحة عادة في الترب الملحية مما تقلل من نسبة انبات البذور (2014,.Sarker et al.


للمزيد من الرسائل والاطاريح :- فهرست الرسائل و الاطاريح  العلمية : مصدرك الرائد للمعرفة والابتكار


 تأثير البوتاسيوم في نمو النبات والتحمل الملحي

لوحظ ان البوتاسيوم يزيد من مقاومة النباتات للتحمل الملحي ويحسن من نمو وانتاجية المحاصيل من خلال تحسين العمليات الفسيولوجية والمتمثلة بعملية التركيب الضوئي وامتصاص الماء وفتح وغلق الثغور ونشاط الانزيمات (1987,Mengel and kirkby). فقد لوحظ ان زيادة مستويات البوتاسيوم شجع من معدلات عملية التركيب الضوئي ونمو وانتاجية مختلف المحاصيل الزراعية تحت ظروف الشد الملحي العالي (2001 ,.Egilla et al) المعروف ان تركيز البوتاسيوم في النبات يقل مع زيادة الملوحة لذا فان التسميد البوتاسي ضروري لزيادة مقاومة النبات للملوحة، وذلك من خلال تأثيره في النشاط الأنزيمي حيث عرف بقابليته على تنشيط الانزيمات والسيطرة على مقاومة الشد الملحي العالي (1995 ,Marschner).


 درس Hussain (1992) .et al تأثير مستويات مختلفة من البوتاسيوم ( 0 و 15 و 30 و 45 و 60 ملغم كغم – تربة) عند مستويات مختلفة من ملوحة مياه الري ( 8 و 12 و 16 ديسي سيمنز (م) في صفات النمو الحاصل الحنطة وتوصل الى ان حاصل الحبوب والقش قد انخفض معنوياً مع زيادة مستويات ملوحة مياه الري وقد ازداد الإنتاج والكمية الممتصة من البوتاسيوم مع زيادة مستويات البوتاسيوم المضاف. بينت نتائج المعيني (2004) عند دراسته لأربعة أصناف من الحنطة وثلاثة مستويات من التسميد البوتاسي ( 0 و 80 و 160 كغم هكتار ) الى زيادة معنوية في الحاصل مع التسميد البوتاسي. كما وجد (2006) .Khan et al ان حاصل الحبوب للحنطة قد انخفض معنوياً في المعاملات التي رويت بمياه مالحة وازداد الحاصل مع التسميد البوتاسي. كما حصل (2006) .Baque et al على زيادة معنوية في الوزن الجاف للمجموع الخضري والجذري لمحصول الحنطة مع زيادة مستويات البوتاسيوم (39 و 156 و 312 كغم هكتار ) وازدادت مقاومة النبات الملوحة مياه الري 2 و4 و 8 ديسي سيمنز (م) مع زيادة مستويات التسميد البوتاسي.


حامض السالسليك

 إن كلمة Salicylic مشتقة من الكلمة الالتينية Salix ومن شجرة الصفصاف tree Willow
)alba Salix ) وان Salicin هو كحول حامض السالسليك والذي استخلص في عام 1826 من
شجرة الصفصاف ولكن استخلص بكميات كبيرة بنجاح في عام .1828 والتركيب الكيميائي
لحامض السالسليك هو


 وهو مركب متبلور عديم اللون ويستخدم عادة في صناعة االسبرين ),1992Raskin).
ويعد حامض السالسليك من الهرمونات النباتية ذات الطبيعة الفينولية والتي تساهم في العديد من
العمليات الفسيولوجية داخل النبات، حيث يساعد في السيطرة على امتصاص االيونات
وتشجيع التزهير والسيطرة على عملية فتح وغلق الثغور ).,2000al et Morris )ومنع
تساقط األوراق ),2000Dwived and Srivastava )وزيادة معدالت التركيب الضوئي
وزيادة( Arfan et al.,2007( الملحي للشد النبات ومقاومة ( Wang and Li,S.H ,2006)
انبات البذور (,2010Youssef and Azooz ) ونفاذية جدار الخلية وعملية التنفس وزيادة محتوى الكلوروفيل في األوراق ومقاومة الجهود البيئية
.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى