رسائل واطاريح

تأثير إضافة أوكسيد الحديد والنحاس وخليطهما في ماء الشرب في بعض الصفات الإنتاجية والمناعية والفسلجية لفروج اللحم

تعد لحوم الدجاج واحدة من أهم مصادر البروتين الحيواني، حيث تتميز بسهولة الهضم واحتوائها على أحماض أمينية ضرورية، مثل الميثيونين والسستين واللايسين، مما يجعلها خيارًا صحيًا. كما أن الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في لحوم الدجاج تساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم. في عام 2017، بلغ الإنتاج العالمي من لحوم الدواجن حوالي 90.175 مليون طن، مما يعكس الطلب المتزايد على هذا المنتج، الذي يمثل نحو 33% من إجمالي الطلب على اللحوم. نظرًا لتكاليف التغذية المرتفعة في قطاع الدواجن، يسعى الباحثون إلى إيجاد مواد علفية بديلة وغير تقليدية لتقليل تكلفة الإنتاج دون التأثير على نمو الطيور.

تتطلب الدواجن عناصر معدنية أساسية لنموها، حيث تنقسم هذه العناصر إلى نوعين: العناصر التي تحتاجها بكميات بسيطة مثل الكالسيوم والفسفور، والعناصر النادرة التي تحتاجها بكميات ضئيلة مثل الحديد والنحاس. على الرغم من أن هذه العناصر تشكل نسبة صغيرة من العليقة، إلا أن نقصها يمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء الإنتاجي والصحي للدواجن. يعتبر النحاس عنصرًا مهمًا نظرًا لدوره في تعزيز الجهاز المناعي وعمليات أيض الحديد، إذ يساهم في تكوين الهيموغلوبين وإنتاج صبغة الميلانين.

أما الحديد، فهو عنصر معدني نادر أساسي لنقل الأوكسجين في الدم، ويعتبر جزءًا من الهيموغلوبين والمايكلوبين. يساهم الحديد أيضًا في تكوين إنزيمات السايتكرومس الضرورية لعمليات الأيض. ومع ذلك، يجب توخي الحذر من إضافة هذه العناصر بكميات مفرطة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات سلبية مع معادن أخرى، مثل نقص الحديد والكالسيوم. لذا، من الضروري إضافة هذه العناصر وفقًا للاحتياجات المحددة لضمان تلبية متطلبات النمو والصحة العامة لفروج اللحم.

تأثير إضافة النحاس والحديد في بعض الصفات انتاج الفروج اللحم

تتناول الدراسة تأثير إضافة الحديد والنحاس إلى علف فروج اللحم على وزن الجسم الحي والزيادة الوزنية. أظهرت الأبحاث أن استخدام الحديد بمعدل يتراوح بين 400 إلى 800 جزء من المليون في العلائق يؤدي إلى انخفاض معنوي في وزن العلف المتناول والزيادة الوزنية مقارنةً بمعاملة السيطرة، بينما تحسنت الأوزان بشكل معنوي عند استخدام تركيزات تتراوح بين 80-160 جزء من المليون. يعود هذا التحسن إلى تأثير الحديد كمحفز للنمو، مما يعزز الأيض وزيادة الامتصاص داخل الجسم، مما يؤدي إلى تحسين الوزن. كما أظهرت دراسات أخرى فوائد النحاس، حيث أدى استخدامه بمعدل 50% من احتياجات الطير إلى زيادات معنوية في الوزن خلال الأسابيع الأولى من التربية.

تضمنت النتائج أيضًا تأثيرات سلبية عند استخدام النحاس بتركيزات مرتفعة، حيث أدى التركيز 350 جزء من المليون إلى انخفاض معنوي في الوزن عند عمر 42 يوم بسبب تأثيره السمي على الكبد. ومع ذلك، لوحظت زيادات معنوية في وزن الجسم عند استخدام تركيزات أقل من النحاس، سواء كان مصدره عضويًا أو غير عضوي. تشير الدراسات إلى أن النحاس له تأثير إيجابي على النمو، ولكن يجب توخي الحذر من الكميات المستخدمة لتجنب التأثيرات الضارة.

أظهرت الأبحاث أن الجمع بين الحديد والنحاس له تأثير تآزري مهم على النمو. نقص أي من العنصرين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في استهلاك العلف والوزن. لذلك، من الضروري توفير هذه العناصر بكميات مناسبة لضمان تحقيق الأداء الأمثل للنمو والاستجابة المناعية. تبرز هذه الدراسة أهمية العناصر المعدنية في تحسين إنتاجية فروج اللحم، مما يسهم في تحقيق أفضل النتائج في التربية والإنتاج.

ملخص الرسالة

أُجريت تجربة في حقل الدواجن بمحطة البحوث الزراعية في جامعة المثنى، حيث تم تربية 405 فرخ من فروج اللحم غير المجنس من سلالة 308 Ross. استمرت التجربة من 6 أكتوبر إلى 10 نوفمبر 2018، وهدفت إلى دراسة تأثير إضافة أوكسيد الحديد والنحاس في ماء الشرب على الصفات الإنتاجية والمناعية والفسلجية. شملت التجربة عدة معاملات، منها عدم إضافة أي عناصر، وإضافة أوكسيد الحديد بتركيزات مختلفة، وأوكسيد النحاس، بالإضافة إلى خلط الحديد والنحاس معًا. أظهرت النتائج تحسنًا معنويًا في الوزن وزيادة الوزن ومعامل التحويل الغذائي مع انخفاض في نسبة الهلاكات في المعاملات التي أضيف لها الحديد والنحاس.

كما أظهرت النتائج تحسنًا في نسبة التصاقي والقطعيات الرئيسية للذبيحة، وزيادة في الوزن والطول النسبي للأمعاء الدقيقة. كان الأداء الأفضل مرتبطًا بالتركيزات العالية من الحديد والنحاس، سواء منفردين أو كخليط. في جانب آخر، أدت المستويات المضافة من الحديد والنحاس إلى انخفاض معنوي في تركيز الكلوكوز والكولسترول والدهون الثلاثية، وارتفاع في مستوى خلايا الدم المرصوصة والهيموغلوبين. كما لوحظ انخفاض في أعداد البكتيريا الهوائية الكلية، وزيادة في بكتيريا Lactobacillus في الأمعاء الدقيقة. كما تحسنت المناعة الخلوية والمعايير المرتبطة بحمى النيوكاسل، مما يعكس الفوائد الصحية لإضافة الحديد والنحاس في تغذية الدواجن.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى