رسائل واطاريح

عقار الليركانيديبين على التغيرات الجنينية والمعايير البيوكيميائية والنسجية في الجرذان الحوامل

 رسالة ماجستير : تأثير عقار الليركانيديبين في بعض التغيرات الجنينية والمعايير البايوكيمياوية والنسجية في الجرذان الحوامل

مقدمة
تعتبر الأبحاث العلمية عن تأثير الأدوية على الحمل والجنين من المواضيع المهمة في علوم الحياة والطب. يهدف هذا المقال إلى استعراض دراسة تأثير عقار الليركانيديبين (Lercanidipine) على بعض التغيرات الجنينية والمعايير البايوكيمياوية والنسجية في الجرذان الحوامل. يعتبر الليركانيديبين من مثبطات قنوات الكالسيوم، وله استخدامات طبية متعددة، خاصة في علاج ارتفاع ضغط الدم. 

عقار الليركانيديبين على التغيرات الجنينية والمعايير البيوكيميائية والنسجية في الجرذان الحوامل
تأثير عقار الليركانيديبين في بعض التغيرات الجنينية والمعايير البايوكيمياوية والنسجية في الجرذان الحوامل

تأثير ارتفاع ضغط الدم وأهمية العلاج

يعتبر ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة تؤدي إلى تلف الشرايين، حيث يؤدي الضغط المرتفع إلى إجهاد القلب في عملية الضخ. عدم علاج هذه الحالة يزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية، وقد لا تظهر أعراض واضحة على المرضى، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا صعبًا. استخدام الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم ضروري، لكن يمكن أن تسبب هذه الأدوية آثارًا جانبية تتراوح بين الخفيفة إلى الخطيرة، مما يؤدي إلى دخول العديد من المرضى المستشفيات لعلاج هذه التأثيرات.

استخدام الليركانيديبين والآثار الجانبية

يستخدم عقار الليركانيديبين، وهو موسع للأوعية الدموية من فئة حاصرات قنوات الكالسيوم، في معالجة ارتفاع ضغط الدم عن طريق منع دخول الكالسيوم إلى خلايا القلب والأوعية الدموية. على الرغم من فوائد العقار، إلا أنه قد يحفز آثارًا جانبية تشمل الصداع والغثيان، بالإضافة إلى مخاطر أكثر خطورة مثل انخفاض شديد في ضغط الدم. يمنع استخدامه في بعض الحالات، مثل الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاهه أو قصور القلب. كما يجب تجنبه أثناء فترة الرضاعة، نظرًا لإمكانية انتقاله إلى حليب الأم، مما يؤثر على صحة الرضيع.

عقار الليركانيديبين: خصائصه واستخداماته

عقار الليركانيديبين هو موسع للأوعية الدموية ينتمي إلى الجيل الثالث من عقاقير حاصرات قنوات الكالسيوم (CCB) ويعتبر من فئة ثنائية الهيدروبريدين. يتميز هذا العقار بقدرته العالية على التحكم في ضغط الدم بفضل انتقائيته العالية للأنسجة الوعائية. يبدأ تأثيره في خفض ضغط الدم بشكل تدريجي ويدوم لفترة طويلة، مما يجعله خيارًا مفضلًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم. حصل الليركانيديبين على الموافقة من قبل منظمات الصحة العالمية في عام 1997، ويتميز بتحمله الجيد لدى المرضى.

الخصائص الكيميائية والفيزيائية لعقار الليركانيديبين

يتواجد عقار الليركانيديبين بشكل مسحوق بلوري مصفر قليلاً، حيث يغلي عند درجة حرارة 712.5 درجة مئوية. صيغته الكيميائية هي N41H36C603 وكتلة جزيئه تبلغ 611.727 غم/مول. يذوب العقار عند درجات حرارة تتراوح بين 197-201 درجة مئوية، ويحتوي على نسبة عالية من الدهون، مما يسهل ارتباطه بغشاء الخلايا. هذه الخاصية تعزز فعاليته في استهداف قنوات الكالسيوم نوع (L)، مما يضمن تأثيره العلاجي لفترة أطول، كما يشير إلى ذلك الباحثون في الدراسات الحديثة.

الأشكال الدوائية لعقار الليركانيديبين

يتوفر عقار الليركانيديبين بأشكال مختلفة، تشمل أقراص مغلفة بتركيزات 10 ملغم و20 ملغم. يظهر الجرعة العالية من الدواء انخفاضًا حادًا في ضغط الدم، مما يؤدي إلى ظهور علامات مميزة مثل اضطراب دقات القلب، وفقًا لدراسات سابقة (Saini and Garg, 2019).

التأثيرات الدوائية

الليركانيديبين هو مشتق من ثنائي هيدروبيريدين، ويعمل كمضاد للكالسيوم دون التأثير المثبط على القلب. يقوم العقار بتثبيط انتقال الكالسيوم بشكل انتقائي في جدران عضلات القلب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تأثيره في خفض ضغط الدم عبر توسيع الأوعية الدموية وتقليل المقاومة الطرفية. كما يساهم هذا التأثير في تحسين ضغط الدم بشكل فعال وطويل الأمد (Ferri et al., 2022).

التسمية عقار الليركانيديبين

يعرف الليركانيديبين علميًا باسم Hydrochloride Lercanidipine، وله عدة أسماء تجارية مثل Trolin وLercadip وZanidip وCare Dipine. هذه الأسماء تمثل التنوع في تسويق العقار وفقًا لما ورد في الأبحاث (Shadrin et al., 2019).

آلية العمل

ينتمي عقار الليركانيديبين إلى فئة ثنائي هيدروبيريدين، وهو من الأدوية الانتقائية التي تمنع قنوات الكالسيوم، مما يمنع تدفق أيونات الكالسيوم عبر أغشية عضلة القلب والعضلات الملساء للأوعية الدموية. هذا يؤدي إلى تقليل تقلصات القلب وضيق الشرايين، مما يحسن تدفق الدم ويخفض ضغط الدم. يتم التخلص من العقار بالكامل عبر الجهاز الهضمي والكلى. مثل غيره من حاصرات قنوات الكالسيوم في هذه الفئة، يعمل الليركانيديبين على منع قنوات الكالسيوم طويلة الأمد (L)، وهي قنوات تعتمد على الفولتية وتوجد في خلايا العضلات الملساء للأوعية الدموية. يبدأ التأثير العلاجي للعقار بعد 5-7 ساعات من تناوله، ويستمر لمدة 24 ساعة بفضل انتقائيته العالية، دون التأثير سلبًا على تقلص العضلات (Panneerpandian et al., 2021; Lee et al., 2022).

الاستخدامات الطبية للعقار

تشير الدراسات إلى أن الليركانيديبين يُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم الخفيف والمتوسط، كما يمكن أن يقلل من ارتفاع الضغط الشديد سواء عند استخدامه بمفرده أو كجزء من علاج الضغط المقاوم. يُظهر العقار أيضًا فوائد في معالجة أضرار المعدة الناتجة عن استخدام المضادات الالتهابية غير الستيرويدية.

بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الليركانيديبين القدرة على تثبيط الجين YYI، المسؤول عن تثبيط الاستنساخ البشري، مما يجعله هدفًا محتملاً في السيطرة على الأمراض السرطانية (Panneerpandian et al., 2021). يمكن للعقار أيضًا أن يمنع تكاثر خلايا العضلات الملساء الوعائية ويؤثر على تعبير بعض الجينات المرتبطة بتكوين الأورام، مما يعزز أهميته في هذا المجال (Kun, 2022).

الخلاصة

هدفت الدراسة الحالية إلى تقييم تأثير عقار الليركانيديبين على الجرذان الحوامل من حيث المعايير التشريحية والنسجية والدموية خلال مراحل الحمل المختلفة. أجريت التجربة في بيت الحيوان بكلية العلوم في جامعة الكوفة، حيث تم استخدام 60 جرذاً من الإناث و30 من الذكور. قُسمت الجرذان الحوامل إلى ثلاث مجموعات، حيث تلقت المجموعة الأولى محلول ملحي، بينما تم إعطاء المجموعة الثانية بتركيز 10 ملغم/كغم من الليركانيديبين، والثالثة بتركيز 20 ملغم/كغم. تمت متابعة تأثير العقار على الأوزان والمعايير الخلوية والنسجية خلال فترات الحمل (7، 16، 20 يوماً).

أظهرت النتائج ارتفاعاً غير معنوي في أوزان الأعضاء (الكبد، الدماغ، الكلى) خلال المرحلة الأولى من الحمل، لكن لوحظ انخفاض معنوي في الأوزان خلال المرحلتين الثانية والثالثة عند مقارنة المجموعات. كما سجلت مؤشرات كيموحيوية ارتفاعاً في البروتين الكلي والألبومين واليوريا والكرياتنين في الجرذان المعاملة بالليركانيديبين خلال الأيام الأولى من الحمل، بينما انخفضت هذه المستويات في المراحل اللاحقة. وأظهرت الدراسة أيضاً تغييرات نسجية غير طبيعية في الأعضاء المعالجة، حيث زادت هذه التغيرات بزيادة مدة الحمل والتركيز.

فيما يتعلق بالمعايير الجنينية، لوحظ انخفاض معنوي في عدد الأجنة الحية والمتطورة وزيادة في الأجنة الميتة. كما تم تسجيل انخفاض في أوزان الأجنة والمشيمات مقارنة بمجموعة السيطرة. الفحص المجهري أظهر تغييرات مرضية في الأنسجة، بينما كشفت دراسة الهياكل العظمية عن تشوهات هيكلية في الأجنة. تُظهر النتائج أن الليركانيديبين له تأثيرات سلبية على المعايير الدموية والنسجية والوزنية لأعضاء الجرذان الحوامل، مما يؤدي إلى تشوهات هيكلية للأجنة بعد الولادة.

 

 

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى