فروج اللحم: تأثير أكسيد الحديد والنحاس في ماء الشرب على فروج اللحم
تعتبر تربية الدواجن من أهم مجالات الإنتاج الحيواني في جمهورية العراق، إذ تلعب دوراً حيوياً في توفير البروتين الحيواني. تتزايد الحاجة إلى تحسين سلالات الدواجن ( فروج اللحم ) ورفع كفاءة إنتاجها، مما يستدعي البحث في العوامل التي تؤثر على نموها وصحتها. من بين هذه العوامل، تبرز العناصر المعدنية مثل أوكسيد الحديد والنحاس، التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تحسين الصفات الإنتاجية والمناعية لفروج اللحم.
أهداف البحث :
تسعى الدراسة إلى:
1. تحديد تأثير المعادن: معرفة كيف يؤثر أوكسيد الحديد والنحاس على نمو الفروج وصحته.
2. تحليل الصفات الإنتاجية: دراسة معدل الزيادة في الوزن ومعدل التحويل الغذائي.
3. تقييم المناعة: قياس تأثير هذه الإضافات على الجهاز المناعي للدواجن.
تأثير إضافة النحاس والحديد على الصفات الإنتاجية لفروج اللحم
تعتبر إضافة عناصر النحاس والحديد إلى علف فروج اللحم من المواضيع الهامة في مجال تربية الدواجن. حيث أثبتت الدراسات تأثيرها الإيجابي على الوزن والزيادة الوزنية. أظهرت الأبحاث أن استخدام الحديد بتركيزات تتراوح بين 400 و800 جزء من المليون أدى إلى انخفاض في وزن العلف المتناول والزيادة الوزنية مقارنةً بمجموعة السيطرة. وفي المقابل، أظهرت مستويات الحديد بين 80 و160 جزءًا من المليون تحسنًا معنويًا في وزن الجسم الحي. مما يدل على دور الحديد كعامل محفز للنمو.
أما بالنسبة للنحاس، فقد أظهرت الدراسات أن استخدام النحاس العضوي بمعدل 50% من احتياجات الطيور مع إضافة عناصر معدنية أخرى أدّى إلى زيادة معنوية في الوزن في الأسبوعين الثالث والرابع. ومع ذلك، تم تسجيل انخفاض معنوي عند استخدام تركيزات عالية من النحاس. حيث أظهرت الأبحاث تأثيرًا سلبيًا على النمو بسبب الأثر السمي للنحاس عند تركيزات عالية.
كما أظهرت أبحاث أخرى عدم وجود فروقات معنوية في الوزن بين الطيور التي تغذت على أعلاف تحتوي على تركيزات مختلفة من النحاس، مما يؤكد أهمية التركيز المتوازن للعناصر المعدنية.
بشكل عام، تشير النتائج إلى أن الجمع بين النحاس والحديد في العليقة ضروري لتحقيق أفضل نتائج النمو. حيث أن نقص أي من العنصرين يمكن أن يؤثر سلبًا على أداء الطيور. لذا، يجب ضمان توازن العناصر الغذائية لتلبية احتياجات الطيور وتعزيز أدائها الإنتاجي والمناعي.
تأثير النحاس والحديد على معدل استهلاك العلف لفروج اللحم
تعتبر إضافة العناصر الغذائية مثل النحاس والحديد إلى علف فروج اللحم من العوامل المهمة التي تؤثر في معدل استهلاك العلف. أظهرت الدراسات أن إضافة النحاس بتراكيز مختلفة لا تؤدي دائمًا إلى فروقات معنوية في معدل استهلاك العلف. فعلى سبيل المثال، Miles وآخرون (1998) أشاروا إلى عدم وجود فروقات معنوية عند إضافة النحاس بتركيز 400 جزء من المليون، بينما لوحظ انخفاض معنوي عند التركيز 600 جزء من المليون.
من جهة أخرى، Lue وآخرون (2005) أظهروا أن إضافة النحاس بتركيز 450 جزء من المليون تؤدي إلى انخفاض معنوي في استهلاك العلف. في المقابل، Samanta وآخرون (2011) وجدوا أن إضافة النحاس بتركيز 250 جزء من المليون لم تُظهر فروقات معنوية مقارنةً بمعاملة السيطرة.
كما أظهرت دراسات أخرى، مثل تلك التي أجراها Han وآخرون (2007) وAbdalah وآخرون (2009). عدم وجود فروقات معنوية في معدلات استهلاك العلف عند إضافة النحاس، سواء كان من مصادر عضوية أو غير عضوية.
أما بالنسبة للحديد، فقد أظهرت الأبحاث أن إضافة الحديد بتركيز 50 جزءًا من المليون لم تؤثر بشكل كبير على استهلاك العلف، بينما أشارت دراسات أخرى مثل Yang وآخرون (2011) إلى فوائد إضافية في استهلاك العلف عند استخدام تركيزات أعلى.
بالمجمل، يظهر أن تأثير النحاس والحديد على استهلاك العلف يعتمد على التركيز المستخدم ونوع المصدر. مما يستدعي مزيدًا من البحث لفهم العلاقة بين هذه العناصر والأداء الغذائي لفروج اللحم.
تأثير النحاس والحديد على كفاءة التحويل الغذائي لفروج اللحم
تعد كفاءة التحويل الغذائي من العوامل الحاسمة في تعزيز نمو فروج اللحم. أظهرت الدراسات أن إضافة النحاس والحديد إلى العليقة يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على هذه الكفاءة. Bao وآخرون (2007) أظهروا أن إضافة النحاس بتركيز 84.2 جزء من المليون والحديد بتركيزات تتراوح بين 20 إلى 90 جزءًا من المليون، أدى إلى تحسين معنوي في معدل كفاءة التحويل الغذائي، خاصة عند التركيزات المنخفضة والمتوسطة.
ومع ذلك، لم تظهر بعض الدراسات فروقات معنوية، مثل تجربة Loannis وآخرون (2018) التي استعملت تركيزات مختلفة من الحديد دون أي تحسين ملحوظ في كفاءة التحويل الغذائي. كما أظهرت دراسات Al-Husseiny وآخرون (2012) تحسنًا معنويًا عند إضافة النحاس مع الزنك والمنغنيز خلال الأسابيع الثالثة والرابعة والخامسة من التجربة.
في المقابل، Siri وآخرون (2015) لم يجدوا أي فروقات معنوية بين التراكيز المختلفة للنحاس. بينما أشار Miles وآخرون (1998) إلى وجود تحسن ملحوظ لكفاءة التحويل الغذائي عند استخدام النحاس بتركيزات معينة، مع تدهور الأداء عند التركيزات العالية.
وفي النهاية، أظهرت دراسة Abdallah وآخرون (2009) أن استخدام مصادر عضوية من المعادن مثل الحديد والنحاس. يعزز كفاءة التحويل الغذائي مقارنةً بالمصادر غير العضوية.
الاستنتاجات :
تعتبر إضافة أوكسيد الحديد والنحاس إلى ماء الشرب من الاستراتيجيات الفعالة لتحسين الصفات الإنتاجية والمناعية لفروج اللحم. كما تظهر النتائج بشكل واضح أن هذه العناصر المعدنية تلعب دوراً حيوياً في تعزيز النمو وزيادة الكفاءة الغذائية. إن تحسين صحة الطيور من خلال التغذية المناسبة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف، مما يعود بالنفع على مربي الدواجن.
مستخلص الدراسة
أجريت تجربة في محطة البحوث الزراعية بجامعة المثنى من 6 أكتوبر إلى 10 نوفمبر 2018. لتقييم تأثير إضافة أوكسيد الحديد والنحاس في ماء الشرب على 405 فرخ من سلالة 308 Ross. كانت التجربة تهدف إلى دراسة تأثير هذه العناصر على الصفات الإنتاجية والمناعية.
تضمنت المعاملات إضافة أوكسيد الحديد بتركيزات 150 و200 جزء من المليون. وأوكسيد النحاس بتركيزات 25 و50 جزء من المليون، بالإضافة إلى خليط من العنصرين بتركيزات مختلفة. أشارت النتائج إلى تحسين معنوي في الصفات الإنتاجية مثل الوزن والزيادة الوزنية ومعامل التحويل الغذائي في المعاملات التي أضيف إليها الحديد والنحاس. مع انخفاض معنوي في نسبة الهلاكات مقارنة بمعاملة السيطرة.
كما أظهرت النتائج تحسنًا في نسبة التصافي والقطعيات الرئيسية للذبيحة، مع زيادة في الوزن والطول النسبي للأمعاء الدقيقة. وأيضًا، لوحظ انخفاض معنوي في مستويات الكلوكوز والكولسترول والدهون الثلاثية، مع زيادة في عدد خلايا الدم الحمراء والهيموغلوبين.
علاوة على ذلك، كان هناك انخفاض معنوي في أعداد البكتيريا الهوائية وبكتيريا Coli، وزيادة في أعداد Lactobacillus في الأمعاء. كما تحسنت المناعة الخلوية والمعايير المناعية المتعلقة بحمى النيوكاسل. وبالتالي، يظهر البحث أن استخدام أوكسيد الحديد والنحاس في ماء الشرب. يمكن أن يحسن بشكل كبير من الأداء الإنتاجي والصحي لفروج اللحم.
اقرأ ايضا : فهرست الرسائل و الاطاريح العلمية : مصدرك الرائد للمعرفة والابتكار