تـصـنـيـف وتـقـيـيـم بعـض اراضــي محـافـظـــة البصـرة لأغـراض الـزراعـــة
تـصـنـيـف
وتـقـيـيـم بعـض اراضــي محـافـظـــة البصـرة لأغـراض الـزراعـــة
تمتاز المناطق الجافة وشبه الجافة بقلة الأمطار
الساقطة فيها وتشغل هذه المناطق أكثر من 30 % من سطح الكرة الأرضية (Buring , 1960) التي تمتاز باحتوائها على مستويات منخفضة من المادة العضوية ودرجة
تفاعل قليلة الحموضة إلى قاعدية و انخفاض الفاعلية البايولوجية ووجود العديد من المحددات
المـؤثـرة على الانتاج
الـزراعي فيها خاصة تـراكـم الأمـلاح التي تـؤثـر في نمـو النباتـات (Dregne , 1976) وتشكل الترب الرسوبية جزءاً مهماً من هذه المناطق موزعة في مختلف
أنحاء العالم إذ تشغل المساحات المحاذية للأنهار و الأحواض الفيضية ودلتا الأنهار فضلاً
عن امتدادها لتغطي جزءاً من المناطق الصحراوية .
تـصـنـيـف وتـقـيـيـم بعـض اراضــي محـافـظـــة البصـرة لأغـراض الـزراعـــة |
تعد ترب محافظة البصرة من الترب الرسوبية ذات
منشأ متبايـن، اوضح الربيعي (1991) انها متكونة جيولوجياً
من:
1-
سهل الدلتا الذي يتكون من رواسب نهري دجلة والفرات وروافدهما بشكل
رئيس فضلا عن شط العرب والكارون والبحيرات والاهوار.
2-
سهل تكوين الدبدبة الذي يقع على طول الحدود العراقية الكويتية الذي
يتميز بالانبساط ومصدره الترسبات القديمة القادمة من الأراضي السعودية.
الترب الرسوبية في العراق
أوضح Buringh (1960) عند دراسته للترب الرسوبية
في العراق ان هذه الترب هي عبارة عن ترب منقولة من مواقع التجوية وتجمعت في مواقع أخرى
بفعل عمليات الترسيب , واشار الى ان عمليات الترسيب تحدث بفعل فيضانات الانهار والرياح
وبواسطة الري عند مصبات الانهار، وفضلاً عن الترسبات النهرية المحمولة بواسطة نهري
دجلة والفرات وشط العرب توجد هنالك ترسبات محمولة بواسطة الرياح من الصحراء تجمعت
ومزجت مع الترسبات النهرية ، كما اورد بأن العمليات البيدوجينية في مجاميع الترب
العظمى العراقية في الترب حديثة التكوين تكون اقل وضوحاً مقارنة بالمنطقة المتموجة
ولاسيما عملية التكلس ، فالترب حديثة التكوين في وسط العراق وجنوبه تسود فيها
العمليات الجيومورفولوجية اكثر من العمليات البيدوجينية التي يحجب تأثيرها في بعض
المناطق وتسود في اخرى تبعاً لتأثيرات عوامل تكوين التربة موقعياً فعلى سبيل
المثال تسود عملية التملح في وسط وجنوب العراق في حين تكاد تـكون غيـر مـوجـودة في
شـمال العـراق باستثناء مسـاحات صغيرة. كما اعتمـد Buringh (1960) على التصنيف الأمريكي القديم لتصنيف ترب السهل الرسوبي إذ شخصها على أنها ترب غيرمتطورة Azonal تابعة للمجموعة العظمى Alluvial soil، بينما اعتمد Al-Rawi et
al (1968)
على
التصنيف الأمريكي الحديث و صنف بعض ترب كتوف الأنهار على أنها تقع ضمن المجموعة العظمى Torrifluvents ووحدة
أحواض الأنهار بأنها تقع ضمن تحت الرتبة Torrertعند وجود التشققات فيها.
الترب الرسوبية في محافظة البصرة
أشار
ياسين ( 1998) الى امكانية تقسيم ترب الجزء الشرقي لمحافظة البصرة الى :-
1. مناطق كتوف الانهار الطبيعية التي تتكون نتيجة
للترسبات التي تنقلها انهار دجلة والفرات وشط العرب والكارون خلال موسم الفيضانات ،
حيث تستقر الرواسب الخشنة عند الاشرطة الممتدة على تلك الانهار او ماترسبه المياه في
اثناء عمليات الري . وتنحدر هذه الكتوف بشكل تدريجي كلما ابتعدنا عن مجرى النهر ، فيصل
ارتفاعها الى 4 متر فوق مستوى سطح البحر عند مدينة القرنة وتنحدر
تدريجياً لتصل الى 1 م عند ابي الخصيب . ويبلغ معدل ارتفاع هذه الضفاف حوالي 1-2 م
عند مستوى الاراضي المجاورة لها ويتباين اتساعها بين 2-10 كم على جانبي النهر . في
حين تنتقل الدقائق الاقل خشونة الى المناطق الابعد من ذلك فيحصل تباين سطحي بين
المناطق المجاورة للانهار وتلك التي تبتعد عنها، كما يحصل تباين في النسجة وحركة
الماء فيها وان امكانية توفر الاملاح في
هذه المناطق قليلة لانخفاض مستوى الماء الارضي فيها ونسجتها الخشنة.
2. مناطق احواض
الانهار التي تنحدر بشكل بطيء عن مناطق كتوف الانهار ، يبلغ ارتفاعها عند مدينة
القرنة 0.5 م فوق مستوى سطح البحر .تتكون عند تناقص سرعة التيار واختصار حمله
للرواسب الدقيقة كلما ابتعدنا عن مناطق كتوف الانهار، تكون ترب هذه المنطقة ذات
نسجة ناعمة ونفاذيتها واطئة و حركة الماء والهواء قليلة وقابليتها على الاحتفاظ
بالماء عالية وتنشط فيها الخاصية الشعرية والتي تؤدي الى رفع ملوحة التربة في هذه
المنطقة.
مصادر الاملاح في محافظة البصرة :
ان مشكلة الملوحة والترب الملحية (saline soil
) اصبحت من المشاكل الرئيسية التي تعيق الزراعة في معظم بلدان العالم اذ اصبحت هذه
المشكلة عالمية في الوقت الحاضر ولاسيما المناطق الجافة وشبه الجافة كما تعتبر مشكلة
الملوحة من المشاكل الرئيسية في الزراعة العراقية خصوصا مع قلة واردات نهري دجلة والفرات
في الوقت الحاضر والمناطق الاكثر تأثرا هي
وسط وجنوب العراق اذ تشكل الاراضي المتأثرة بالملوحة حوالي 75% من مساحة الاراضي المزروعة
.
اقرأ ايضا : تأثير الموقع الفيزيوغرافي في صفات بعض الترب الرسوبية والطبقات الصماء في محافظة البصرة
وذكر الماحي واخرون (1996 ) ان ترب
المناطق الجافة تتميز بقلة محتواها من المادة العضوية وارتفاع محتواها من الاملاح الذائبة
وخاصة املاح الصوديوم مما يتسبب في ضعف ثباتية حبيبات التربة .
واشارت الزراعة والتنمية في الوطن العربي (2000 ) ان الوطن العربي يتصف بقلة
الامطار لوقوع معظم اراضية في بيئات جافة وشبه الجافة اذ ان معدل التساقط السنوي يق
عن 100 ملم وان المناخ الحار المتطرف هو احد العوامل الرئيسية لحدوث ظاهرة جفاف التربة
.
واشار العطب(2008 ) ان الاراضي الرسوبية والصحراوية غرب شط العرب وجد ان ملوحة
التربة تراوحت بين الترب الملحية وقليلة الملوحة للترب المزروعة وضمن الترب عالية الملوحة
للترب غير المزروعة .