التهاب الكبد: دراسة فيروس التهاب الكبد نوع C و B الخفي في محافظة النجف الاشرف
رسالة ماجستير بعنوان : دراسة مصلية وجزيئية لفيروس التهاب الكبد نوع C و B الخفي لبعض الحالات المرضية في محافظة النجف الاشرف
يتسبب التهاب الكبد الفيروسي في أضرار جسيمة لخلايا الكبد، حيث يمكن أن يؤدي إلى موت خلايا الكبد أو ما يُعرف بالنخر، مما قد يتسبب في فشل الكبد والوفاة في الحالات المزمنة. تشمل أعراض التهاب الكبد تلون الجلد والعينين باللون الأصفر، والتمييز، والتعب، وآلام البطن، وضعف الشهية. تُعد الفيروسات، مثلا HAV وHBV وHCV وHDV وHEV، هي المسببات الرئيسية لهذا المرض. يتم تشخيص التهاب الكبد من خلال الأعراض والتاريخ الطبي والاختبارات المخبرية. ويمكن الوقاية منه عبر نظام غذائي صحي والتحصين وتجنب الملوثات.
فيروس التهاب الكبد نمط C هو فيروس مغلف ذو RNA وحيد، ينتمي لعائلة Flaviviridae، ويعتبر من أسباب تليف وسرطان الكبد. يمتاز هذا الفيروس بقدرته العالية على التحور والتضاعف، مما ينتج عنه أنواع فرعية متعددة. تعتبر الأنماط الجينية للفيروس مؤشرًا مهمًا على معدلات الاستجابة للعلاج، لكنها قد تتسبب أيضًا في تحديات تشخيصية. يتسبب الفيروس في التهاب كبدي حاد ومزمن، ويمكن أن يمتد تأثيره لسنوات، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية لسرطان الكبد.
فيروس التهاب الكبد نمط B هو فيروس DNA مزدوج الشريط، ينتقل عبر ملامسة سوائل الجسم، ويُعتبر من الأسباب الشائعة لالتهاب الكبد المزمن. يُظهر الانتشار العالمي للفيروس زيادة ملحوظة، خاصة في مناطق معينة مثل أفريقيا. الفحوصات المصلية تكشف عن الأجسام المضادة المختلفة، وتساعد في تشخيص العدوى. تعتبر الإصابة الخفية بفيروس B تحديًا إضافيًا، حيث يمكن أن تكون موجودة دون ظهور الأجسام المضادة التقليدية. مما يستدعي استخدام تقنيات متقدمة مثل PCR للكشف عن الحمض النووي الفيروسي.
التهاب الكبد
التهاب الكبد الوبائي يعد من الأسباب الرئيسية للعدوى المزمنة في الكبد، حيث يتسبب في وفاة حوالي 4 ملايين شخص سنويًا. غالبًا ما تكون العدوى بدون أعراض لفترة طويلة، ولكنها قد تؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الخلايا الكبدية مع مرور الوقت. الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الكبد، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الكحول والأدوية والبكتيريا وأمراض المناعة الذاتية. تشمل الفيروسات المسببة للالتهاب: HAV وHBV وHCV وHDV وHEV، حيث تنتقل الفيروسات من خلال ملامسة الدم أو الطعام الملوث.
فيروس التهاب الكبد نمط B يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مزمنة نتيجة عدم قدرة الجسم على كشف المستضد السطحي لفترات طويلة. مما يساهم في تطور الطفرات التي تؤثر على تصنيع المستضدات. كما أن منظمة الصحة العالمية اقترحت خطة عالمية تهدف إلى تقليل إصابات فيروس نمط C بنسبة 80% واختبار 90% من السكان المستهدفين بحلول عام 2030، في إطار خطة التنمية المستدامة. هذه الجهود تعتبر حيوية للحد من الوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي.
تركيب فيروس التهاب الكبد نمط C
فيروس نمط C هو فيروس مغلف يتميز بشكله الكروي وأحيانًا يظهر كجزيئات فيروسية متعددة الأشكال. ويتراوح قطره بين 40 و80 نانو متر. يحتوي الفيروس على حمض نووي ريبوزي مفرد الجديلة، ويحيط به غلاف بروتيني يتكون من طبقة بروتينية عشري الوجوه. يتضمن الغلاف بروتينات سكرية تشمل البروتينات الهيكلية مثل p7 وNs2 وNs3 وNs4A، بالإضافة إلى البروتينات غير الهيكلية E1 وE2. البروتين E2 يحمل مناطق ذات تغاير عالٍ، مما يجعله عرضة للطفرات، ويرتبط بمستقبلات على خلايا الكبد.
تتضمن الوظائف الأساسية للبروتينات غير الهيكلية في فيروس نمط C المشاركة في عملية تضاعف الحمض النووي الريبوزي، حيث تلعب بروتينات مثلا NS2 وNS3 دورًا حيويًا في تكوين الفيروسات الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التباين الجيني في الفيروس في قدرته على تجنب الاستجابات المناعية للمضيف، مما يعيق تطوير العلاجات واللقاحات الفعالة. يظهر الفيروس تنوعًا جينيًا كبيرًا، ما يجعله متغيرًا للغاية بين الأفراد المصابين، مما يزيد من تعقيد تشخيصه وعلاجه.
تركيب فيروس التهاب الكبد الوبائي نمط B
فيروس نمط B هو فيروس صغير الحجم ذو تركيب معقد، يتميز بغلاف بروتيني خارجي يتكون من طبقة دهنية ثنائية تحتوي على المستضد السطحي، الذي يلعب دورًا أساسيًا في المناعة والتشخيص. يتواجد الفيروس في ثلاث أنواع من الجسيمات: الجسيمات الكروية الصغيرة، والجسيمات الخيطية، والجسيمات الدنماركية. الجسيمات الكروية والخيطية غير معدية لأنها تفتقر إلى الحمض النووي، بينما الجسيمات الدنماركية تحتوي على مغلف ذا مستضد سطحي يحيط بالمحفظة النووية، مما يجعلها معدية.
يتميز الجينوم الخاص بفيروس نمط B بجزيء صغير حلقي مزدوج من الحمض النووي DNA، يتكون من حوالي 3200 قاعدة نيتروجينية. يحتوي الجينوم على أربعة فتحات مفتوحة متداخلة، تغطي الجينات المسؤولة عن تشفير البروتينات السطحية والنووية. بالإضافة إلى البروتينات المسؤولة عن تكاثر الفيروس. هذه الجينات تلعب دورًا حيويًا في التعبير الجيني وفي دورة حياة الفيروس.
يتكون فيروس التهاب نمط B من عدة بروتينات رئيسية، منها بروتين السطح الذي يتكون من 183-185 حمض أميني، وبروتين اللب الذي يلعب دورًا أساسيًا في عملية التضاعف والتحكم في دورة حياة الفيروس. كما توجد بروتينات أخرى تعمل على تعزيز الاستجابة المناعية خلال الإصابة، مما يسهم في إنتاج الأجسام المضادة. ويعتبر ذلك جزءًا مهمًا من المناعة ضد العدوى.
ملخص الدراسة
تتناول الدراسة الحالية تأثير فيروس التهاب الكبد نمط C وB الخفي على الكبد، حيث يُعتبر الكبد عضوًا كبير الحجم يمتلك قدرة احتياطية عالية، مما يجعل الالتهابات البسيطة قد تمر دون ملاحظة. تركز الدراسة على تحليل عينات سريرية من مرضى الكبد، ومرضى نقل الدم، ومرضى التلاسيميا، ومرضى الغسيل الكلوي. بهدف الكشف عن نسبة الإصابة بفيروسات التهاب الكبد المذكورة. تم جمع 150 عينة من مراكز طبية مختلفة في محافظة النجف الأشرف خلال فترة محددة.
تضمنت المنهجية استخدام تقنيات الكشف السريع عن مضادات الفيروسات. بالإضافة إلى التحري المناعي باستخدام تقنية ELISA واستخدام تقنية Nested PCR للكشف عن الجينات الفيروسية. أظهرت النتائج أن 65 عينة إيجابية لفيروس C من أصل 150 عينة، مع نسبة إصابة كلية بفيروسات التهاب الكبد C وB بلغت 54.66%. كما كشفت النتائج عن تباين في نسبة الإصابة بين الذكور والإناث، حيث كانت نسبة الإصابة أعلى بين الذكور.
أظهرت الدراسة أيضًا أن الفئة العمرية من 46 إلى 57 عامًا كانت الأكثر تأثرًا، بنسبة إصابة تصل إلى 85.716%. كما سجلت الدراسة نسبة إصابة 100% بين مرضى الثلاسيميا والغسيل الكلوي، بينما لم تسجل إصابات بين مرضى نقل الدم. من جهة أخرى، كانت الإصابة في المناطق الريفية أعلى من المدن. النتائج الجينية أظهرت تفوق جين UTR في فيروس C وجين X في فيروس B، مما يسهم في فهم انتشار الفيروسات في المجتمع.