نبات الجرجير: تأثير السيلينيوم والسيليكا على نمو الجرجير تحت الإجهاد المائي
الجرجير (Eruca sativa Mill) هو نبات ينتمي إلى العائلة الصليبية (Brassicaceae) ويزرع في مناطق البحر الأبيض المتوسط ومصر وبلاد الشام والسعودية والهند والصين وإيران. تتميز أوراق الجرجير بغناها بالعناصر الغذائية مثل الكالسيوم واليود والحديد والفسفور، بالإضافة إلى الألياف والزيوت النباتية والمواد الكبريتية الحريفة، التي تعطيه نكهته المميزة.
تُستخدم أوراق الجرجير طازجة أو مجففة لأغراض طبية، حيث تُسهم في زيادة الإدرار وتنشيط الدورة الدموية ومكافحة الالتهابات وأعراض الأسقربوط، كما تعمل كملين ومقوي. ومع ذلك، فإن التركيز العالي من بعض المركبات الكبريتية قد يكون ساماً.
يعاني العراق من شح في مياه الري بسبب انخفاض مستويات نهري دجلة والفرات، مما يؤثر سلباً على نمو المحاصيل. يعد الإجهاد المائي (الجفاف) من العوامل البيئية الرئيسية التي تؤثر على إنتاجية النباتات، مما يتطلب إيجاد حلول لتحسين استغلال مياه الري لتحقيق إنتاجية عالية بأقل كمية من الماء.
الأهمية الطبية والاقتصادية والغذائية لنبات الجرجير
نبات الجرجير يعتبر مصدراً مهماً للمركبات الطبية الفعالة المستخدمة في معالجة العديد من الأمراض. يحتوي الجرجير على مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية، مثل الفلافونيدات والقلويدات، مما يجعله ذا قيمة علاجية كبيرة. تُزرع النباتات الطبية، بما في ذلك الجرجير، في العديد من البلدان كجزء من الإنتاج الزراعي وتستخدم كمصدر للعقاقير والمستخلصات الطبية.
يتميز الجرجير بمحتواه الغني بالمعادن، الألياف، الفيتامينات، ومضادات الأكسدة. حيث يحتوي كل 100 غم من أوراقه على بروتين، دهون، كربوهيدرات، وألياف. يعرف الطعم اللاذع للجرجير بوجود مادة الكبريت “السنجرين”. يزرع الجرجير للحصول على أوراقه الطازجة أو البذور لاستخراج الزيت. الذي له فوائد طبية عديدة، مثل تحسين وظائف الكبد وزيادة الخصوبة.
كما يستخدم زيت الجرجير في صناعات متعددة، بما في ذلك مستحضرات التجميل، وصناعة الشامبو، والوقود الحيوي. أظهرت الدراسات أن إضافة مسحوق أوراق الجرجير إلى منتجات الدجاج يزيد من قيمتها الغذائية ويقلل من نمو البكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، يظهر زيت الجرجير فعالية في تثبيط الفطريات والبكتيريا، وكذلك في خفض مستويات الدهون والسكر في الدم.
التأثير الفسلجي والحيوي لبعض المركبات الفعالة في نبات الجرجير
يعتبر نبات الجرجير من النباتات الغنية بالمواد الفعالة التي تسهم في تعزيز الصحة العامة. تحتوي أوراقه على مجموعة متنوعة من مركبات الأيض الثانوي. مثل الكلايكوسيدات والمركبات المضادة للأكسدة، التي تلعب دوراً مهماً في حماية الخلايا من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.
تعزز هذه المركبات من الفعالية البيولوجية للجرجير، حيث تساهم في تحسين وظائف الجهاز المناعي وتخفيف الالتهابات. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الجرجير على إنزيمات وحوامض تساعد في تعزيز عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
تظهر الدراسات أن تناول الجرجير بانتظام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مستويات الكوليسترول وضغط الدم. مما يجعله خياراً صحياً مهماً في النظام الغذائي. كما يعتبر الجرجير مصدراً جيداً للألياف والفيتامينات، مما يعزز من فوائد تناوله كجزء من نظام غذائي متوازن.
تأثير الإجهاد المائي في نمو النبات
يؤدي الإجهاد المائي إلى فقدان الماء في أوراق النباتات، مما يزيد من النتح ويؤدي إلى تراكم الإيثيلين والتفاف الأوراق. هذه التغيرات تقلل من المساحة المتاحة لعملية البناء الضوئي وتؤدي إلى انخفاض تراكم المادة الجافة.
أظهرت دراسة على ثلاثة أصناف من البقدونس أن زيادة الإجهاد المائي (من 100% إلى 30-40%) تؤدي إلى انخفاض النمو الخضري. كما أظهرت أبحاث أخرى أن الإجهاد المائي في نبات الكجرات يسبب انخفاضاً في ارتفاع النبات من 120 سم إلى 80 سم عندما ينخفض المحتوى الرطوبي للتربة.
أيضاً، أظهرت الدراسات أن تعرض نبات الشبنت لنسب إجهاد مائي (33% و66%) يُقلل من ارتفاع النبات والوزن والمادة الجافة. لكن في حالة نبات الريحان، أدى الإجهاد عند 75% إلى زيادة نسبة الزيت الطيار. بينما في الكزبرة، زادت نسبة الزيوت الطيارة عند تعرض النبات لإجهاد 75% مقارنةً بمعاملة السيطرة.
مستخلص الرسالة
أجريت تجربة في حقول جامعة القاسم الخضراء خلال الموسم الزراعي الشتوي 2017-2018 لدراسة تأثير إضافة سماد السيلينيوم وSiO على نبات الجرجير تحت إجهاد مائي. استخدمت تصميم الألواح المنشقة مع 24 معاملة مكررة ثلاث مرات. حيث شملت عوامل مختلفة تتعلق بمستويات الإجهاد، أصناف الجرجير، والتوليفات السمادية.
أظهرت النتائج فروقاً معنوية في صفات النمو بين مستويات الإجهاد. حيث تفوق استنزاف 70% في محتوى الأوراق من الكلوروفيل، ارتفاع النبات، والنسبة المئوية للمواد الجافة. بينما استنزاف 50% أظهر تفوقاً في المساحة الورقية وعدد الأوراق.
فيما يتعلق بالصنفين المدروسين، حقق الصنف المصري معدلات أعلى في معظم الصفات، بينما تفوق الصنف السوري في نسبة المادة الجافة. كما أظهرت المعاملات مع إضافة السيلينيوم تحسناً ملحوظاً في الصفات النباتية مقارنةً بمعاملة المقارنة. حيث حققت معاملة سيلينيوم 20 ملغم/لتر + 200 ملغم/كغم أعلى ارتفاع للنبات وعدد الأوراق.
بشكل عام، أثبتت الدراسة أن إضافة السيلينيوم وSiO يمكن أن تحسن من نمو الجرجير تحت ظروف الإجهاد المائي.
للمزيد من الرسائل والاطاريح :- فهرست الرسائل و الاطاريح العلمية : مصدرك الرائد للمعرفة والابتكار