رسائل واطاريح

تأثير مصدر الطاقة والمستوى البروتيني في العليقة على نمو وتسمين الحملان المحلية

 تأثير مصدر الطاقة والمستوى البروتيني في العليقة على نمو وتسمين الحملان المحلية

تعد الحبوب من مصادر الطاقة الرئيسية والمستخدمة في تغذية الإنسان والحيوانات الزراعية المختلفة، ولهذا تعتبر الدواجن والحيوانات الزراعية الأخرى والمجترات بصورة خاصة منافس شديد للإنسان في غذائه لذا بات من الضروري البحث عن مصدر للطاقة بديل عن الحبوب يمكن استخدامه في علائق الحيوانات المجترة مع الأخذ بنظر الاعتبار الكلفة الاقتصادية والقيمة الغذائية لهذا البديل وبالتالي تقليل المنافسة على غذاء الإنسان، وبسبب الحصائر الجائر المفروض على بلدنا والذي ادى الى انخفاض حصة الفرد في القطر العراقي من اللحوم الحمراء نتيجة ارتفاع تكاليف الانتاج الحيواني بصورة عامة بسبب شحة المواد العلفية وارتفاع اثمانها. لذا اصبح من الضروري توفير اعداد كبيرة من حيوانات اللحم للوصول إلى المعدلات الاستهلاكية المرغوبة من اللحوم الحمراء بصورة تتناسب وطبيعة الطلب عليه، وهذا يتطلب توفير مستلزمات الإنتاج كالأعلاف بالكمية المطلوبة والقيمة الغذائية المناسبة للحيوانات ومن ثم زيادة اعداد الحيوانات الإنتاجية لتلبي الغرض المطلوب.

 تأثير مصدر الطاقة والمستوى البروتيني في العليقة على نمو وتسمين الحملان المحلية

وقد استخدم تلف البنجر السكري والمولاس في علائق التسمين وبنسب مختلفة. إذ أشارت النتائج إلى إمكانية استخدام تلف البنجر السكري بنسبة تصل إلى 50% من مكونات العليقة دون حصول تأثيرات سلبية على الإنتاج (طاقة واغوان 1996، طيب 1997). ومن جهة أخرى أشارت نتائج البحوث إلى إمكانية إضافة المولاس كمصدر للطاقة في علائق المجترات بنسبة لا تزيد عن 25% من مكونات العليقة (Elserafy واخرين 1981، الملاح 2001)، إذ لوحظ تحسناً في كفاءة الاستفادة من العلف وكذلك في معدل نمو الحيوانات كذلك يقوم بعض الباحثين باستخدام نسب عالية من النتروجين في العليقة تزيد عن حاجة الحيوان اليومية مما يزيد من تكاليف التغذية لان المصادر النتروجينية تكون غالباً أسعارها عالية وقسم منها يستورد من خارج القطر مثل كسبة فول الصويا، لذلك فقد تمت العديد من المحاولات لاستخدام مصادر بديلة عن الكسب خاصة المواد النتروجينية اللابروتينية (وذلك لقابلية الحيوانات المجترة على الاستفادة منها وتحويلها إلى مواد بروتينية يستطيع الجسم الاستفادة منها بفضل الكائنات الحية الموجودة في الكرش) وعلى هذا الأساس استخدمت اليوريا كمصدر للنتروجين في علائق المجترات. 


مصدر الطاقة في العليقة : Energy source for the ration

تتمكن الحيوانات المجترة من استهلاك العلف الخشن وهضمه بواسطة الأحياء المجهرية لاستعماله كمصدر للطاقة. وهذه العلائق تتصف بالحجمية وبالتالي لا يمكن استهلاكها بكميات كبيرة لسد احتياجاته من الطاقة اللازمة للإدامة والنمو مما يؤثر سلباً على الوزن النهائي (O’Donovan و Ghadki 1973، Goot و Folman 1975)، لذا بات من الضروري اضافة العلف المركز والذي غالبيته يتكون من الحبوب كمصدر للطاقة إلى العليقة الخشنة لتغطية النقص في المركبات الغذائية. ومن الامور الاساسية التي تؤخذ بنظر الاعتبار في اعداد علائق تسمين الحملان والعجول هي مصادر الطاقة حيث تعد اولى احتياجات التسمين (طه وفرحان 1980) وتكون الحاجة اليها بكميات كبيرة، بينما تكون الحاجة إلى البروتينات والعناصر اللاعضوية والفيتامينات بكميات اقل (طه وفرحان 1980) وتختلف هذه الاحتياجات تبعاً لعدة عوامل منها وزن الحيوان، عمر الحيوان، الزيادة الوزنية اليومية للحيوان (Gill و Neqil 1973، Bhattacharya وآخرين 1975، الخشاب 1983)، ومن مصادر الطاقة الأكثر استخداماً في علائق تسمين الحملان والعجول هي الكربوهيدرات والتي تؤلف حوالي 75% من المادة الجافة في نباتات الحبوب.

 مستوى الطاقة في العليقة : The energy levels of the ration      

 تشير معضم الدراسات التي اجريت على تأثير مستوى الطاقة في العليقة إلى ان معدل الزيادة الوزنية يزداد معنوياً بزيادة مستوى الطاقة في العليقة. فقد اوضح Glimp (1971) إلى ان معدل الزيادة الوزنية اليومية لحملان السفولك والهامشاير Suffolk و Hampshire ازداد معنوياً بزيادة نسبة مجموع المركبات الغذائية المهضومة من 64.4% إلى 72.5% أو إلى 76.2%. فيما اكد Rattrery وآخرين (1973) ان الزيادة في وزن الحملان لها علاقة مع زيادة كمية الطاقة في العليقة المستخدمة في تغذية الحملان. وكذلك حصل Pilla وآخرين (1975) على فروقات معنوية في معدل الزيادة الوزنية اليومية عند استخدامهم مستويين من الطاقة الأيضية 2400- 2900 كيلو سعرة/كغم علف في علائق تسمين الحملان. وكذلك حصل Ahmad و Davies (1986) على اختلافات معنوية (آ ( 0.05) في معدل الزيادة الوزنية اليومية عند استخدامهم علائق تختلف في مستوى الطاقة المهضومة (2700، 1793 كيلو سعرة/كغم علف). 


 مصدر النيتروجين في العليقة : The nitrogen source of the ration

 يعد مصدر البروتين ونسبته في علائق الحيوانات الزراعية من العوامل المهمة في توفير متطلبات الحيوان من النيتروجين والأحماض الأمينية اللازمة للنمو ولمصدر النيتروجين تأثيرات محسوسة على صفات الحملان الإنتاجية مثل الزيادة الوزنية، معامل التحويل الغذائي، صفات الذبيحة الأخرى (كشمولة 1981). إذ ان هنالك العديد من المصادر النيتروجينية اللابروتينية (N. P. N) استخدمت في تغذية الحيوان ومنها اليوريا والبيوريت. وذكر Briggs (1967) ان اليوريا يمكنها ان تحل جزئياً محل البروتين الحقيقي، وانها تتحلل بالكرش بواسطة انزيم اليوريز الذي تفرزه احياء مجهرية متخصصة بالكرش. 


مستوى البروتين في العليقة : The protein level of the ration

 تباينت البحوث في نتائجها عن مدى تأثير المستوى البروتيني في العليقة على بعض الصفات الإنتاجية في الحملان، وتختلف النسب المطلوبة من البروتين في العلائق حسب نوع الحيوان وإنتاجه، إذ تشير العديد من الدراسات إلى ضرورة احتواء عليقة تسمين الأغنام على نسبة 11.5-12% بروتين خام والتي تمثل النسبة المثلى التي تمكن الاغنام من النمو بشكل جيد وان رفع هذه النسبة إلى اكثر من ذلك لم تؤدي إلى زيادة معنوية في تحسين النمو (Walls وآخرين 1986، شمس الدين 1997) بينما دراسات أخرى اوضحت بان هنالك نتائج ايجابية ومرضية في معظم الصفات الانتاجية قبل الذبح وصفات الذبيحة في تسمين الحملان والعجول عند تغذيتها على مستويات مرتفعة من البروتين (اكثر من 12%) مقارنة بنظيراتها التي غذيت على مستويات منخفضة من البروتين (اقل من 11%). 

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى