رسائل واطاريح

تأثير التجميع الحراري في أطوار نمو نباتات الطماطة .Lycopersicon esculentum Mill في صحراء النجف

تأثير التجميع الحراري في أطوار نمو  نباتات الطماطة  .Lycopersicon esculentum Mill  في صحراء النجف

ثمار الطماطة قيمة طبية جيدة للأنسان فهي تعتبر ملين معتدل وتزيد من فعالية أفرازات المعدة وكذلك تعتبر مطهر للدم وتمنع عفونة المعدة وفساد الفم وتقرحه كما تمنع سوء الهضم المزمن (1986,Bose and Som)، وللأحماض العضوية الستريك والماليك، وغيرها الموجودة في ثمار الطماطة تأثير طيب على نوعية المذاق ، وعلى فعاليات الكلية واعضاء الهضم. ولقد أوضحت الدراسات الحديثة أن الأستهلاك الغزير للطماطة يخفض ضغط الدم ( كينكوف وآخرون، 1974) لذلك أوصى معهد التغذية في موسكو بضرورة تناول الفرد ما مقداره 16.2 كيلوغرام سنويا من الطماطة . وتأتي للطماطة كذلك أهمية اقتصادية فيستخدم الدهن المكون 24% من وزن بذورها في صناعة الصابون والزيوت النباتية Margarine (علي، 1987). وبالرغم من حداثة دخول نبات الطماطة الى العراق فأن زراعته توسعت عبر السنين، حيث أزدادت المساحات المزروعة، وكان لأتباع اسلوب الزراعة بالبيئات المكيفة والتي بدأت في العراق عام 1973م الدور الكبير في توفير هذا المحصول في غير موسم أنتاجه العادي. 

تأثير التجميع الحراري في أطوار نمو  نباتات الطماطة  .Lycopersicon esculentum Mill  في صحراء النجف


وتقدر المساحة المزروعة بمحصول الطماطة في العراق لعام 1991م ما يعادل 145100 دونم أنتجت 437900 طن أي بمعدل 3 طن / دونم المجموعة الاحصائية السنوية، 1994) وأن الخصائص الحرارية لمنطقة النجف في حدودها الصغرى والعظمى فضلا عن خصائص التربة تساعد على نمو هذا النبات ، وقد بدأت في بداية التسعينيات تجارب زراعة الطماطة بالبيئات المكيفة ضمن منطقة الهضبة الصحراوية شمال شرق النجف وجنوبه. وقد بلغت المساحة المزروعة بمحصول الطماطة في منطقة الدراسة حوالي 2493 دونم الموسم 1995/1994 ، والتي أنتجت 11218.5 طن أي بمعدل 4.5 طن / دونم (النشرة الاحصائية عن محافظة النجف ، 1995، وبالطبع فأن هذه الأنتاجية لوحدة المساحة تعد قليلة جدا مقارنة بكمية الأنتاج في البلدان المتقدمة زراعيا والتي قد تصل الى 25 طن / دونم (المحمدي 1990).

تأثير درجات الحرارة في النمو الخضري لنبات الطماطة 

تتأثر طبيعة النمو الخضري لنباتات الطماطة بدرجة كبيرة بتغير درجات الحرارة في الليل وفي النهار ويكون هذا التأثير واضحا في جميع أجزاء المجموع الخضري ، كما أن فترة النمو الخضري تتأثر بدرجات الحرارة السائدة فتطول في الاجواء الباردة وتقصر في الاجواء الدافئة (شعبان ، 1977) ولقد دلت نتائج العديد من البحوث على أن لدرجات الحرارة المرتفعة نسبيا تأثيرا مشجعا في تكوين نمو خضري غزير، فقد وجد (1944,Went ) وأيده في ذلك (1963,Hussey) ان درجة حرارة 20.0 هي الدرجة الحرارية المناسبة للنمو الحضري في نباتات الطماطة ، حيث كان النمو الخضري أفضل ما يمكن عندما حدث تناوب بين درجة الليل المنخفضة وقدرها 18 مع درجة حرارة النهار المرتفعة نسبيا وقدرها 26.5م يوميا. ومن خلال تجارب ظهر بأن درجة الحرارة 50-60 ف بالليل و 60-70ف بالنهار المعادلة الى 10.0-15.5 ثم ليلا )Dorey,1960( و 15.5-21.0 م نهارا هي أفضل ما يمكن لأنتاج نمو خضري مناسب، في حين تبين من تجارب كل من أن أعلى معدل للنمو الخضري قد تم الحصول عليه عندما )Frenz, 1968( و )Saito and Ito, 1962( كانت درجة حرارة الليل 17م ودرجة حرارة النهار 24م. هذا وقد ذكر الراوي، 1971) أن أعلى معدل للنمو الحضري قد تم الحصول عليه عندما تراوحت درجات الحرارة بين 25 م نهارا و 18م ليلا وذلك بسبب قلة ما تستهلكه النباتات من مواد كاربوهيدراتية في التنفس أثناء الليل عند أنخفاض درجة الحرارة.

تأثير درجات الحرارة في النمو الزهري

أن لدرجات الحرارة تأثيرا مباشرا في النمو الزهري في نباتات الطماطة من حيث التبكير في التزهير وعدد الازهار على النبات ونسبة الازهار العاقدة ، وان الاختلاف في درجة الحرارة بين الليل والنهار وما يتعرض له المجموع الخضري للنبات وجذوره من التغيرات في درجات الحرارة تؤثر جميعا في طبيعة النمو الزهري كما تؤدي هذه التغيرات الى حدوث تحورات في تركيب الاعضاء الزهرية وأعراض النورات المتفرعة، كما أن لدرجة الحرارة المرتفعة تأثير سلبي على طبيعة النمو الزهري في نباتات الطماطة .

درجات الحرارة والنورة الزهرية الأولى لنبات الطماطة 

تتكون الازهار في نباتات الطماطة ( بالنسبة للنورة الزهرية الاولى ( خلال فترة تحدد بعشرة أيام الى ثلاثة اسابيع من تكون الأوراق الفلقية وتعرف هذه الفترة بالفترة الحساسة (Sensitive period) ( 1979,Wittwer and Honma ) والتي تكون فيها نباتات الطماطة حساسة لتأثيرات درجات الحرارة في حين أكد (1953,Lewis) بأن المدة المحصورة بين اليوم الثامن والى اليوم الثاني عشر من ظهور الورقتين الحقيقيتين يكون النبات فيها حساسا لتأثيرات درجة الحرارة، وخلال هذه الفترة فأن انخفاض درجة الحرارة يتسبب عنه زيادة في عدد الأزهار الناشئة على النورة الزهرية الأولى .

درجات الحرارة والأزهار والتحورات الزهرية لنبات الطماطة 

أوضح (1957,Calvert) أنه من اليوم التاسع والى اليوم الثاني عشر أو الخامس عشر بعد ظهور الأوراق الفلقية تكون نباتات الطماطة حساسة في أنتاج الأزهار الكلية، وهي ضمن هذه الفترة أكثرا تأثرا بدرجات الحرارة من أي فترة أخرى. ولقد وجد أنه عند تعريض النباتات لدرجات الحرارة المنخفضة بعد ظهور الأوراق الفلقية لمدة أربع أسابيع نتج عنه تقليل في عدد البراعم الزهرية مقارنة بعددها في النباتات المعرضة )Saito and Ito فيما أكد كل من ( Fukushima and Masui, 1962( لدرجات الحرارة المرتفعة أثناء الليل ( 1962, و (1964,Calvert) و (1969, Frenz) و (1976 ,Aung) أن نباتات الطماطة التي تتعرض لدرجة حرارة ليل مقدارها 15 م قد أزهرت مبكرا وامتازت نوراتها بكثرة عدد أزهارها ، وكان لارتفاع درجة حرارة الليل تأثير سلبي في عملية التزهير، في حين شجعت درجة حرارة النهار المرتفعة 26.5م على التبكير في الأزهار . بينما أوضح (1964,Calvert) أن تزهير نباتات الطماطة يكون مبكرا بصورة عامة في حالة تساوي درجات حرارة الليل والنهار فيما أوضح (1971,.Abd Elhafeez et al أن درجة حرارة التربة لا تؤثر على التبكير في أنتاج الأزهار، ولكن درجة حرارة الهواء 17م تقصر الفترة اللازمة للتزهير.

 تأثير درجات الحرارة في النمو الثمري لنبات الطماطة 

يتأثر النمو الثمري في نباتات الطماطة بدرجات الحرارة المحيطة بها ، فحدوث انخفاض وارتفاع في معدلات درجات الحرارة عن الحد الملائم لنمو ثمار الطماطة يؤدي بالتأكيد الى حدوث تغيرات كبيرة على عمليات التلقيح والاخصاب ونسب عقد الثمار وبالتالي فهي تؤثر تأثير مباشرا من حيث التبكير والكمية والنوعية للثمار . وقد بينت بعض الدراسات بأن فشل التلقيح والأخصاب في نباتات الطماطة يحصل بسبب درجات الحرارة المنخفضة وقد عزي ذلك الى ضعف أو موت حبوب اللقاح Wittwer and) (1979,Honma) و علوان و آخرون (1986) وقد أوضح (كينكوف وآخرون (1974) أن درجة حرارة الهواء التي تقل عن 15 م أو تزيد عن 30 تضعف تكوين حبوب اللقاح ، في حين بين (1984 ,Picken) أن نمو نباتات الطماطة على درجة حرارة منخفضة 6-7 م ليلا و 7-8 نهارا بعد أسبوعين من التعرض للمعاملة أعلاه مما أدى الى رداءة نوعية حبوب اللقاح. وتلعب تغيرات درجة الحرارة دورا مهما في انتشار حبوب اللقاح وأحداث تحورات في أعضاء الزهرة مثل بروز الميسم فوق الأنبوبة السداتية وجفاف سطح الميسم واستطالة القلم.

وقد وجد أن أقل نسبة لعقد الثمار حدثت عند درجة حرارة 10.0 و 12.8م وكان ذلك راجعا الى ضعف حيوية حبوب اللقاح أضافة الى ارتفاع الميسم عن المتك (1972 ,Charles and Harris) في حين وجد (1984 ,Picken) أن عدد حبوب اللقاح التي يحتفظ بها الميسم يكون عاليا في درجة 24 و 17م مقارنة بدرجة الحرارة المرتفعة أكثر من 24 م ) والمنخفضة (أقل من 17 م).

درجات الحرارة والوزن الجاف للثمارلنبات الطماطة

ويتأثر محتوى ثمار الطماطة من المادة الجافة بأنخفاض وارتفاع معدلات درجات الحرارة فقد وجد (1974, Videki) أن محتوى الثمار من المادة الجافة تأثر بدرجة الحرارة وقد حدثت زيادة في نسبة المادة الجافة ومقدارها %6% عندما تمت النباتات في النظام الحراري 17.8/25.6 هم مقارنة بالأنظمة الحرارية الخمسة الآتية: 20/30م، 25/30م، 30/30 ، 05/30، 10/30م. في حين ذكر (1968 ,Videki) عدم وجود أية علاقة بين درجة الحرارة ونسبة المادة الجافة في ثمار الطماطة. وفي مقارنة قام بها (1968,Garanko) بين ثمار نباتات الطماطة المنتجة في خريف وفي ربيع ليننجراد Leningrad وجد أن نسبة المادة الجافة من ثمار نباتات الخريف 4.65% بينما نسبة المادة الجافة من ثمار نباتات الربيع %7.6% . وقد وجد (1959,Korbonits) أن التبكير في النضج قد يتناسب عكسيا مع محتوى الثمار من المادة الجافة. وهذا يتفق مع ماذكره مبروك ، 1957). لكن (1974 Videki) وجد أن هناك زيادة في محتوى الثمار من المادة الجافة مع الثمار. وكان أعلى وزن جاف لثمار الطماطة قد حصل عند معدل الحرارة اليومي 18.3 Charles and) نضج .Harris, 1972).

 تأثير درجات الحرارة في الوزن الجاف للنبات

أن استجابة النباتات لدرجات الحرارة المختلفة تعتمد على حالة التطور التي هي عليها ومن أقوى دلائل النمو هو الزيادة في الوزن الجاف لكل جزء من أجزاء النبات (1981,Hunt). وقد لاحظ .Abd) (1959,Elrahman et al أن درجات حرارة الليل الواطئة التي تتعرض لها نباتات الطماطة كانت قد سببت أنخفاضا في الوزن الجاف لكل سم 2 من الأوراق والمادة الجافة للمجموع الخضري، وهذا يتفق مع ما ذكره محمد وآخرون (1981) من أن تبكير زراعة الطماطة تحت ظروف منطقة حمام العليل قد أدى الى انخفاض في الوزن الجاف للنمو الخضري خلال الأطوار المبكرة من النمو ، في حين لم يوجد تأثير معنوي خلال الأطوار المتأخرة للنمو، وهذا مخالفا لما ذكره (1963 ,Kageyama and Tatsumi حين أكدا أن درجة حرارة الليل المنخفضة سببت زيادة في نسبة المادة الجافة لنباتات الطماطة التي تعرضت لها . وكما أن درجة حرارة الليل المرتفعة سببت نقصانا في الوزن الطري ونسبة وزن الأوراق الى وزن الساق. أما Abd Elhafeez et) (1971.. فقد وجد أن الوزن الجاف للمجموع الخضري لنباتات الطماطة يزداد مع أرتفاع درجة الحرارة الى حد 20م بعدها تكون الزيادة طفيفة. وقد أوضح (1962,Saito and Ito) و (1968,Frenz) أن أعلى معدل التراكم المادة الجافة في الأجزاء الخضرية لنباتات الطماطة يكون عند درجة حرارة 25م. في حين يتأثر الوزن الجاف الكلي لنباتات الطماطة بدرجة حرارة الليل بصورة واضحة ويستمر ذلك لمدة ستة أسابيع.


تأثير درجات الحرارة في النمو العام لنبات الطماطة 

يتأثر النمو العام لنباتات الطماطة بتغيرات درجة الحرارة في الليل والنهار التواقت الحراري Thermoperiodism) وتحتاج نباتات الطماطة في مراحل هذا النمو الى جو دافي تراوح درجة حرارته بين 24-21م ويلائم نموها وجود تفاوت في درجة الحرارة بين النهار والليل حيث تناسبها درجة حرارة تراوح بين 23م، 17م، وكلما كان التفاوت كبيرا أزداد نمو وحجم النباتات وذلك لقلة ما يستنفد من مواد كاربوهيدراتية في التنفس أثناء الليل عند الخفاض درجات الحرارة (الراوي (1971). وأن الاختلاف في درجة حرارة كل من الليل والنهار تلعب دورا مهما في تحديد طبيعة نمو نباتات الطماطة فقد حدد (1945 1944 ,Went) أن درجة حرارة الليل يجب أن تكون أقل بـ 10 (5.5) من درجة حرارة النهار بعد بضعة أسابيع من بداية السمو في حين ذكر القسام وآخرون (1989) ان النمو الأمثل يحدث عندما تكون درجة حرارة النهار أكثر من درجة حرارة الليل على أن لا تتعدى 6 م. أن ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة خلال الليل أكثر من الحدود المطلوبة تؤدي إلى نقصان في النمو العام لنباتات الطماطة. فقد وجد (1975 ,Peyriere) أن نغمو نباتات الطماطة في فصل الربيع يكون بشكل أفضل بدرجة حرارة ليل تزاوح بين 14-16م. أما (داود، 1989) فحددها ما بين 15-16م في حين (القسام وآخرون (1989) فذكروا أنها ما بين 16-18م. 

تأثير الأنفاق البلاستيكية في نمو نباتات الطماطة

تعد درجات الحرارة من العوامل الرئيسية المحددة لنمو نباتات الطماطة في البيوت البلاستيكية غير المدفأة خلال فترة الشتاء، مع أنها لا تحافظ على النباتات عند حدوث الانخفاض المفاجيء لدرجات الحرارة ولفترات طويلة نسبيا اذا كانت هذه البيوت ذات طبقة واحدة من البلاستيك محمود و آخرون، 1985) ولما كانت نباتات الطماطة من المحاصيل الرئيسية التي تنمو في البيوت الزجاجية والبلاستيكية في أنحاء عديدة من العالم (مطلوب (1983) و (المحمدي، (1990) حيث توفر الأنفاق البلاستيكية معدلات حرارية مناسبة للنمو الجيد لنباتات الطماطة بسبب دفء الجو داخل الأنفاق والذي يرجع الى حدوث عملية التبخر التي تتم داخل النفق من تربة المروز الرطبة فضلا عن عملية نتح النباتات (الموسى وعلى (1995) وفي دراسة قام بها (1966.Bajec ) للمقارنة بين نباتات الطماطة النامية تحت الأنفاق البلاستيكية عن مثيلاتها النامية بالحقل المكشوف ظهر أن نباتات الأنفاق البلاسيتكيه قد بكرت في أثمارها بـ 15 يوما وأن كمية أنتاجها من الثمار كان أكثر بـ 3.5 مرة من مثيلاتها في الحقل المكشوف بسبب ما وفرته البيئة المحمية من أرتفاع في درجة أن غمو نباتات.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى