دور السماد العضوي و الحيوي والنتروجيني في بعض مؤشرات النمو والحاصل والنوعية لنبات السبانخ .Spinacea oleracea
دور السماد العضوي و الحيوي والنتروجيني في بعض مؤشرات النمو والحاصل والنوعية لنبات السبانخ .Spinacea oleracea
يعد نبات السبانخ . Spinacea oleracea الذي ينتمي الى العائلة الرمرامية Chenopodiaceae احد اهم محاصيل الخضر الورقية انتشاراً في العالم، وتعد منطقة جنوب غرب اسيا (أيران) الموطن الأصلي له ومنه انتشر الى بقية انحاء العالم (Salunkhe و Kadam 1998). تقدر المساحة المزروعة في العالم حوالي 980000 هكتار أما في العراق فتبلغ المساحة المزروعة بحدود 250 هكتار وبمعدل إنتاج بلغ 17000 هکتار (FAO) 2019). يحتوي نبات السبانخ على عديد من الفيتامينات منها فيتامين C وفيتامين E و فيتامين A وعلى عناصر غذائية مختلفة مثل الكالسيوم والحديد والفسفور والزنك (Erfani وآخرون (2007)، كما يحتوي على بيتاكاروتين الذي يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية والامراض السرطانية .
دور السماد العضوي و الحيوي والنتروجيني في بعض مؤشرات النمو والحاصل والنوعية لنبات السبانخ .Spinacea oleracea |
ويعد من النباتات ذات محتوى عال من حامض الأوكزاليك والذي يعزى إليه الطعم اللاذع في النبات، وتقدر كميته بحدود 100-400 ملغم 100 غم وزن طري في حين قد يصل في بعض الاصناف الأوربية الى أكثر من 930 ملغم 100 غم ( Kilickan و آخرون 2010). إن تراكم حامض الأوكزاليك وبتراكيز عالية في الأنسجة النباتية يؤثر على عمل النظام الخلوي ووظيفته لذا تعمل الخلية على التخلص من هذه الأحماض الفائضة عن طريق ربطها مع عناصر معدنية أخرى كالمغنسيوم مكونة أملاحاً بصورة ذائبة أو على هيئة أملاح غير ذائبة من خلال ربطها مع الكالسيوم لتكون بلورات أوكزالات الكالسيوم Calcium Oxalate Crystals وبأشكال عديدة تتجمع في الفجوة الخلوية (Nakata و MeConn 2000 و الصباغ ).
تأثير السماد العضوي في مؤشرات النمو والحاصل لنبات السبانخ
يعد التسميد العضوي من العوامل المهمة والمؤثرة بشكل كبير في نمو النباتات وخاصة النباتات الخضرية الورقية إذ تؤدي إضافتها إلى تحسين صفات النمو الخضري وزيادتها من خلال تزويد النبات بالمغذيات وزيادة جاهزيتها للنبات، ودخولها في بناء المركبات العضوية أو تحسين مسار الفعاليات الحيوية داخل النبات وانعكاس ذلك على النمو و ان إضافة التسميد العضوي الى نباتات السبانخ سواء كان عن طريق التربة أو رشا على المجموع الخضري قد ادى الى تحسين الصفات النوعية وزيادة معدل الانتاج في وحدة المساحة (Saman 2011).
كما وجد Kansal وآخرون (2002) أن إضافة التسميد العضوي (مخلفات الحيوان بمقدار 20 طن هكتار مع التسميد النتروجيني على شكل يوريا بمستوى 90 كغم هكتار الى نبات السبانخ، أدى إلى حصول زيادة معنوية في كل من محتوى الأوراق من صبغة الكلوروفيل ومعدل الإنتاج في وحدة المساحة.
تأثير السماد العضوي في المؤشرات الكيميائية لنبات السبانخ
ان إضافة الأسمدة العضوية ذات المحتوى العالي من النتروجين والأحماض الأمينية قد أدى (NR) Nitrate Reductase إلى زيادة فعالية الأنزيم المختزل للنترات.
اوضح Franceschi و Naata (2005) أن تكوين بلورات اوكزالات الكالسيوم تتأثر بنوعية وكمية السماد المضاف للنبات سواء كان كيميائياً أم عضوياً ، وأضاف أن مصدر السماد العضوي نباتي أم حيواني يؤدي دوراً في تحديد نسبة البلورات المتكونة وحجمها، وبين أن الأسمدة العضوية ذات المصدر الحيواني هي أكثر تأثيرا في تكوين بلورات اوكزالات الكالسيوم في الخلايا النباتية من الأسمدة العضوية ذات المصدر النباتي .
وينصح حالياً باستخدام مزيج من النيتروجين غير العضوي والأسمدة البيولوجية للإدارة المتكاملة للمغذيات وبإعادة تدوير المخلفات العضوية لفضلات الأسماك كمخرجات للدراسة التي اجريت لتحديد تأثير توليفات نترات الأمونيوم وفضلات الأسماك في النمو والحاصل لنبات السبانخ وكانت المعامله مخلفات الأسماك (FM) ونترات الأمونيوم (N) وأعطت المعاملة N+FM أعلى محتوى للأوراق من 3.43 و 2 (3407.00 ملغم كغم (1) وأعطت المعاملة FM أعلى محتوى من 4619.00 ملغم كغم) و(44701.67 ملغم كغم (1) واعطت معاملة المقارنة أقل محتوى من(P النترات (NO3) 414.00 ملغم كغم في أوراق السبانخ Ekinci وآخرون 2019).
تأثير الاسمدة الحيوية في مؤشرات النمو والحاصل لنبات السبانخ
وجد الزغبي وآخرون (2007) إن المعاملات الملقحة ببكتريا Azotobacter والمسمدة بالسماد العضوي تفوقت على المعاملات المسمدة بالسماد العضوي لوحده في مؤشرات النمو والحاصل وقد أدى استعمال اللقاح البكتري مع مصدر عضوي وسماد معدني نتروجيني الى زيادة انتاج أكثر من استعمال اللقاح البكتيري لوحده.
وجد Gosh وآخرون (2017) أن مؤشرات النمو والحاصل للسبانخ الأحمر Amaranthus …tricolor L والسبانخ الهندي .Basella abla L مثل ارتفاع النبات وعدد الأوراق والوزن الطري والجاف للمجموع الخضري قد تفوقت عند أضافة السماد الاحيائي المايكورايزا) مقارنة بعدم الأضافة.
في دراسة أجراها Ibrahim وآخرون (2018) على نبات اللهانة الصينية أظهرت النتائج أن استخدام توليفة سمادية من (Vermicompost و بكتريا الأزوتو باكتر و البكتريا المجهزة للفسفور و البكتريا المجهزه للبوتاسيوم خلطاً مع التربة أدى إلى تحسين نمو النبات حيث سجل أقصى ارتفاع للنبات إذ بلغ (30.33) سم، والوزن الطازج للنبات (1170) غم والوزن الجاف ( 65.43) غم والكلوروفيل الكلي (8.37) غم 100 غم في حين سجلت معاملة التسميد الكيميائي الموصى به أدنى المستويات الارتفاع النبات (25) سم، والوزن الطازج للنبات (615) غم ، والكلوروفيل الكلي (4.94) غم 100 غم وحاصل الرؤوس الكلي بلغ (45.42) طن هـذا .
تأثير السماد النتروجيني في مؤشرات النمو والحاصل لنبات السبانخ
وقد لاحظ Gadallah وآخرون (2022) تأثر معدلات النمو والصفات الخضرية للسبانخ بعد التسميد بالنيتروجين من مصادر مختلفة نترات الأمونيوم 33.5% ، واليوريا 48 N% بمعدلات مختلفة 180 و 360 كغم ( هكتار (۱) وبينت النتائج أن أعلى معدل للتسميد بالنيتروجين (360) كغم N هكتار (1) أدى إلى زيادة معنوية في معظم المؤشرات مثل ارتفاع النبات (47.7 سم) والوزن الجاف (9.10 غم نبات (1) وعدد الأوراق (13.5) والمساحة الورقية (120سم).
وفي تجربة أجراها Shormin و Kibria (2018) لمعرفة تأثير النتروجين المستخدم من سماد غير عضوي في مراحل مختلفة من نمو النبات (60،45،30 يوماً) في نمو وانتاجية نبات السبانخ حيث بينت النتائج التأثير المعنوي في أعلى ارتفاع للنبات واكبر عدد للأوراق كان بعد 45 و 60 يوماً من الزراعة باستخدام النتروجين المأخوذ من اليوريا مقارنة بمعاملة المقارنة التي اعطت اقل ارتفاعاً واقل عدد اوراق للنبات (30) يوماً بعد الزراعة كما بينت النتائج أن أكبر وزن جاف ورطب للأوراق والساق كان عند اضافة النتروجين من اليوريا مقارنة بمعاملة المقارنة التي اعطت اقل وزن جاف ورطب .
محتوى حامض الأوكزاليك في أوراق السبانخ
على الرغم من أن السبانخ لها قيمة طبية، إلا أنها تحتوي أيضاً على كثير من حامض الأوكزاليك والذي يعد أكثر وفرة في محاصيل الخضروات الأخرى، وهو المسؤول عن تحلل حامض الأوكز اليك إلى CO2 و H2O2 ، مما يؤدي إلى تراكم الأوكزالات في أوراق السبانخ (2008).
تشير بعض البيانات إلى أن هناك عوامل أخرى تتحكم في نسبة الأوكزالات في السبانخ حيث انخفضت نسبة الأوكزالات مع تقدم نبات السبانخ في العمر (Kaminishi و Kit 2006، بينما ذكر Okutani و Sugiyama (1994) أن نسبة الأوكزالات تزداد مع تقدم عمر النبات وتؤدي الأنسجة دوراً مهماً في تراكم الأوكز الات فقد وجد أن كمية الأوكز الات في الساق وعنق الورقة أقل من كمية الأوكزالات المتراكمة في النصل Elia وآخرون ، 1998) وتعد الأوكزالات التي تتكون من السبانخ ضارة للغاية لأنها تتحد مع الكالسيوم والحديد لتكوين بلورات أوكزالات الكالسيوم غير قابلة للذوبان ، مما يقلل من امتصاص الكالسيوم والحديد من الطعام.
وجد الطيب (2012) امكانية خفض حجم ونسبة بلورات اوكزالات الكالسيوم بعد رش مستخلص حرير الذرة والسماد العضوي السائل على نبات السبانخ وفسر ذلك نتيجة لأنخفاض نسبة حامض الأوكزاليك في أوراق النبات التي لاحظها بعد رش المستخلص والسماد العضوي والسماد النتروجيني.