رسائل واطاريح

تأثير أضافة الكمبوست ومصادر فوسفاتية مختلفة الذوبانية على حركيات الفسفور ونمو محصول الحنطة (.Triticum aestivum L)

 تأثير أضافة الكمبوست ومصادر فوسفاتية مختلفة الذوبانية على حركيات الفسفور ونمو محصول الحنطة (.Triticum aestivum L)

الفسفور من العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها النبات
بكمية كبيرة
لما له من تأثير كبير في نمو وانتاجية المحاصيل الحقلية ومنها
محصول الحنطة الذي يعد من المحاصيل الرئيسة والاستراتيجية المهمة في العالم وقد استخدم
الباحثون  أنماطاً مختلفة لإدارة التربة لغرض  زيادة جاهزية هذا المغذي ومنها أتباع  طرائق أدارية مختلفة لتوفير هذا العنصر ومنها
أستعمال الاسمدة الكيميائية التي حققت زيادة في الانتاج بحدود 30-50% (
FAO، 1973) حيث لابد من تأمين المستوى المناسب منه في الترب وبالصيغة
الجاهزة لامتصاص النبات.

تأثير أضافة الكمبوست ومصادر فوسفاتية مختلفة الذوبانية على حركيات الفسفور ونمو محصول الحنطة (.Triticum aestivum L)


تمتاز ترب
المناطق الجافة وشبه الجافة ومنها الترب العراقية بأرتفاع نسبة الكلس
فيها التي تتراوح في معظم مناطق العراق
بحدود
%30-10 فضلا عن درجة تفاعلها  المائل الى القاعدية وكونها مشبعة بأيونات
الكالسيوم مما يجعل هذه الترب تعاني من نقص في جاهزية بعض العناصر الغذائية
كالفسفور الذي يكون عرضة لحالات الحجز والترسيب في الترب الكلسية أو التفاعل مع
الطور الصلب لكاربونات الكالسيوم مما يؤدي إلى نقص جاهزيته للنبات وظهور
أعراض  نقصه  على النباتات النامية  (الاعظمي،
1981 ; Nouri
و
Olsen،
1966 ;النعيمي،1999
) .

أهمية
الفسفور للنبات

         يعد الفسفور مفتاح الحياة لدوره المهم
والمباشر في معظم العمليات الحيوية كعملية التركيب الضوئي
والتنفس
وتكوين الانوية وانقسام الخلايا وتكوين البذور وتنظيم العمليات الخلوية الأخرى (
Mengel
و
Kirkby،
1982
Salisbury; وRoss،
1985) إذ إن للفسفور دورا رئيساً في تكوين
المركبات الغنية بالطاقة مثل الادينوسين داي فوسفيت
(ADP) والادينوسين تراي فوسفيت ATP)) ويدخل كذلك في تركيب الأحماض النووية مثل حامض الرايبونيوكليك (RNA) المهم في عملية تكوين البروتينات
والحامل للمعلومات الوراثية ويدخل الفسفور كذلك في تركيب الأنزيمات المساعد
ة والفوسفولبيدات والفوسفوبروتين وSuger Lipids (Mengel وKirkby، 1982 ).
كما يدخل الفسفور في تكوين الأغشية النباتية مثل غشاء
البلازما
والمايتوكوندريا والبلاستيدات الخضراء وغشاء الفجوة وفي تكوين الفوسفولبيدات مثل
 Lecithin ( النعيمي، 
1999). كما يساعد فـي تكويـن الجذور الجانبية
لبعض النباتات والشعيرات الجذرية وتقويـة السيقـان
ليقلـل من اضطجاع المحاصـيل
ومقـاومـة بعض الأمراض (
Buckman وBrady، 1960) وللفسفور أهمية في تكوين الكاربوهيدرات مثل السكريات والنشا والسيليلوز ومهم في عملية
تكوين الخلايا وانقسام
ها
وزيادة عدد التفرعات ونمو مجموع جذري ذ
ي
كفاءة عالية في امتصاص الماء والمغذيات ومتانة الألياف وتحسين نوعيتها وزيادة
مقاومتها للأمراض وفي عملية إخصاب الأزهار وتكوين البذور ونضجها (
Havlin
وآخرون، 1999)، ومن الوظائف الفسلجية للفسفور أسهامه في عملية نقل المواد المصنعة
(السكريات) من أماكن تصنيعها في الأوراق إلى بقية أعضاء النبات كالجذور والسيقان
والثمار (أبو ضاحي واليونس، 1988
).

محتوى الترب من الفسفور

    
تقدر كمية الفسفور على كوكب الارض بحوالي
1019 ميكاغرام  منها 1015 ميكاغرام  في القشرة الارضية ويشكل نسبة %0.11
(
Tisdale
وآخرون،
1997). كما ان الفسفور يحتل المرتبة العاشرة من
حيث الوفرة في القشرة الارضية مقارنة بالعناصر الاخرى، اذ يقدر معدل تركيزه في
التربة بين
 0.08و0.12 % على اساس الوزن (Brinck،
1979) وتتراوح كمية الفسفور الكلي في التربة بين 0.02
و
0.15  %وقد ترتفع نسبته الى 40 0.و
% 0.2
 في الترب العضوية إذ ان
الكمية الاساسية من هذه النسبة تكون مرتبطة بمادة التربة العضوية (النعيمي،
;
1999
 Mengel
و
Kirkby،
1982). يوجد الفسفور الكلي  في التربة بكميات تتراوح بين 100
3000 ملغم (
P2O5)
. كغم-1 تربة وهناك اكثر من 200 معدن من معادن التربة تحتوي هذا العنصر
واكثرها شيوعاً معدن الابتايت (حسن وآخرون، 1990).

         اما محتوى الترب من الفسفور المعدني فقد
يكون اعلى من الفسفور العضوي في الترب المعدنية وان نسبته تتغير من تربة لاخرى
تبعاً لعدة عوامل منها : محتوى التربة من المادة العضوية ، وخصائص مادة الاصل، ودرجة
التجوية، ونسجة التربة، ودرجة الحرارة والمحتوى الرطوبي للتربة (
Tisdale
وآخرون، 1997). اما الفسفور الجاهز فإن كميته في الترب المختلفة تتغير من 1 ملغم .
كغم-1 تربة كفسفور ذائب في الماء الى100 ملغم . كغم-1  كفسفور مستخلص بمحلول بيكاربونات الصوديوم(
Tisdale
وآخرون، 1997).

العوامل
التي تؤثر في
الكفاءة الزراعية للصخور الفوسفاتية

  •  فعالية صخور الفوسفات

الاستخدام المباشر للصخر الفوسفاتي يعتمد على الفعالية، والتي يرتبط بمحتوى الكربونات
في المعادن
.  يتم قياس الفعالية  الكيميائية للصخور الفوسفاتية  باستخدام مستخلصات كيميائية مثل حامض الستريك 2٪،
وحمض الفورميك
2٪ Braithwaite) وآخرون, 1990 ).

  •  درجة
    تفاعل التربة

           من اهم العوامل المؤثرة في جاهزية
فسفور الصخر الفوسفاتي هو درجة تفاعل التربة (
Peaslee وآخرون، 1962 ; Barnes و Kamprath، 1975)
.وهناك أختلاف في سلوك الصخر الفوسفاتي في الترب بأختلاف درجة تفاعلها فقد وجد
Kamprath، (1977) أن زيادة تحلل الصخر الفوسفاتي يحدث بأنخفاض
درجة تفاعل التربة ، بينما تكون فعالية الصخر الفوسفاتي قليلة في الترب المتعادلة
والقاعدية عندالاضافة المباشرة له ولاسيما المحاصيل الحبوب
Cooke) ،
1956
;    GovilوPrasad،
1972
;   HundalوSekhon،
1976). 

  • العوامل النباتية

       المنافع المتوقعة من استخدام اسمدة الفوسفور ليس
فقط
في زيادة الانتاج إذ انها تحقق الاستقرار في إنتاج المحاصيل ويمكن
تحقيق
كلا الهدفين فقط عند تجهيز
كمية كافية من
الفسفور

أثناء المراحل الحرجة من نمو النبات ومن بين الخصائص
النباتية التي ينبغي أن تراعى هي
متطلبات الفسفور ومعدل امتصاص الفسفوروكذلك الخصائص
الجذرية )مورفولوجيا نظام الجذر، والقدرة على تبادل الأيونات الموجبة
مع الجذر، ونمط امتصاص المواد الغذائية
( وكذلك التغيرات في الرقم الهيدروجيني في المنطقة الجذرية (Rhizosphere).

تختلف النباتات في مدى تأثيرها في كمية الفسفور الجاهز
من الصخر الفوسفاتي حيث بين
 Nye وKirk، (1987) أن
الأفرازات الحامضية للجذور يمكن أن تزيد من معدل أذابة الصخر الفوسفاتي عن طريق
خفض درجة تفاعل التربة .
وجد  RoviraوMcdougall، (1967) أن
زيادة جاهزية فسفور الصخر الفوسفاتي زادت نتيجة الافرازات في المنطقة الجذرية
لنبات الحنطة من الاحماض العضوية مثل : الاوكزاليك والماليك والاستيك والبروبونيك
والبيوتاريك والفالمريك والستريك والسكسونيك والفيوماريك والكلايكوليك. وجد
 Bertinوآخرون، (2003) في دراسة لدور أفرازات الجذور في جاهزية
العناصر الغذائية وأهمها الاحماض الالفاتية
 Allphatic acids  ومن هذه الحوامض هي الفورميك والخليك
والبيوتاريك والماليك والستريك والايزوستريك والاوكزاليك والفيوماريك والمالونيك
والسكسونيك والبيوتاريك والترتريك والكلايكوليك والكلايكونيك.

 حجم دقائق الصخر الفوسفاتي  
 

        أن
لحجم دقائق
الصخر الفوسفاتي أهمية كبيرة في مدى فعاليته، فكلما
أنخفضت أحجام دقائقه أزدادت مساحته السطحية مما يجعلها أكثرعرضة للتفاعلات الخاصة.
أستخدم شاكر وآخرون، (1986) أحجاماً مختلفة لدقائق الصخر الفوسفاتي  (1-2 ملم و0.5-1 ملم و
> 0.5 ملم) بمعدل 800 كغم صخر فوسفاتي.هـــ-1 ولترب
قاعدية مختلفة النسجة (مزيجة طينية غرينية ومزيجة رملية ومزيجة غرينية) وحصلوا على
زيادة معنوية في أطوال نباتات الحنطة وتركيز الفسفور في البذور لكافة معاملات
الصخر الفوسفاتي الناعم فقط وكان تأثير السوبر فوسفات متساوياٌ مع الصخر الفوسفاتي
الناعم في عدد البذور والفسفور الممتص ومتفوقاً في أطوال النباتات ووزن البذور
ووزن القش.

 الاحياء المذيبة للفوسفات

          تختلف
تحولات الفسفور في التربة حسب أنواع المركبات الفوسفاتية الموجودة في التربة
وأختلاف أنواع أحياء التربة الدقيقة ومدى أنتشارها وبشكل عام  فإن الاحياء الدقيقة في التربة وفي المنطقة
الجذرية تؤدي دوراً مهماً في ذوبان فوسفات الكالسيوم وصخر الفوسفات والفوسفات
العضوية (
Gaur وآخرون،1973).
أشار
(1984) ,Foerster الى أن الأحياءالدقيقة تذيب المركبات الفوسفاتية
اللاعضوية عن طريق تكوين الحوامض العضوية وغير العضوية.

تعريف الكمبوست

        الكمبوست
كلمة تعنى بالعربية السماد
العضوي
الصناعي وسمي كمبوست لأنه ناتج عن عملية تخمر هوائي للمخلفات العضوية النباتية
مثل ( تبن الحنطة والاوراق النباتية والاوراق النباتية وعروش الخضر ونواتج
تقليم الأشجار) أو المخلفات العضوية الحيوانية مثل (مخلفات الاغنام والبقار
ومخلفات الدواجن والطيور) أوخليط من المخلفات النباتية والحيوانية لذلك فإن الكمبوست
يشبه فى تصنيعه السماد العضوي
(بدوي،
2008)
وعرف علي, (2012)  كمبوست الحديقة بانه عبارة عن مخلفات نباتية تم
تحللها بوساطة الاحياء المجهرية للتربة واصبحت سماداٌ عضوياٌ متحللاٌ وهناك تقنات
مختلفة للتخمير او التحلل ومن ابسطها عمل حفرة في الحديقة ووضع كافة الاوراق وقلف
الاشجار بشكل طبقات واضافة الماءوكميات قليلة من العناصر المغذية كالنتروجين
والفسفور والكبريت لتسريع عملية التحلل عن طريق زيادة نشاط الاحياء المجهرية
المحلله للمادة العضوية وتقليب المزيج بين مدة واخرى ووضع قلف لتسهيل التهوية
واضافة تربةجيدة خالية من الاملاح  على
السطح كمصدر للاحياء وبشكل عام يمكن الحصول على الكمبوست بعد 2-3 شهرا أعتمادا على
الموسم ويتاكد من انتهاء التحلل من خلال توقف انبعاث الحرارة ودكانة اللون
والرائحة المقبولة التي تشبه رائحة التربة المبتلة الى حد ما
.


 ميكانيكية عمل الكمبوست مع الفسفور

ذكر
النعيمي، (1999)
ان زيادة محتوى
التربة من المادة العضوية تؤدي الى زيادة جاهزية عنصر الفسفورفي التربة عن طريق
احدى العمليتين الاتيتين 1-تقليل تعرض الفسفور للعوامل التي تساعد على حفظه وترسبه
2-ازاحة الفسفور
المحجوز وتحصل هاتان العمليتان بالصورة
الاتية:

Organic carbon          
CO2   +H2O             H2CO3                      







1-ان تحلل المادة العضوية بوساطة الاحياء الدقيقة يؤدي الى تحرر ثاني اوكسيد
الكاربون الذي يتفاعل بدوره مع الماء ليكون حامض الكاربونيك الذي يعمل على اذابة
عدد من المركبات الفوسفاتية غير الذائبة وبذلك يزداد تركيز الفسفور الذائب في
محلول التربة
   

 2- مادة الدبال الناتجة عن تحلل المادة
العضوية تزيد من جاهزية الفسفور للنبات من تفاعل الدبال مع الفسفور مكونا معقدات
الدبال والفوسفات 
 phosphohumicالتي تكون اكثر جاهزية للنبات من
المركبات الاخرى غير الجاهزة اوغير الذائبة ولاسيما في الترب الكلسية وكذلك يعمل
الدبال على تغليف الفسفور مما يقلل من عملية تفاعله مع أيونات الحديد والالمنيوم
في الترب الحامضية والكالسيوم في الترب القاعدية , وبذلك يقلل من عملية احتفاظ
الترب للفسفور او ترسيبه من محلول التربة وكذلك احلال انيون الدبال محل ايونات الفسفور المثبتة
او المحتفظ بها على سطوح حبيبات الطين او كاربونات الكالسيوم وبذلك يتحرر الفسفور
الى محلول التربة ويزداد بذلك تركيز الفسفور الذائب.

تأثير التداخل
بين الاسمدة الفوسفاتية
والمخلفات
العضوية (
الكمبوست) المخمرة وغير المخمرة في نبات الحنطة

بين  Fatehوآخرون, (2011) في
تجربة سنادين لتقييم ثلاثة انواع من النباتات (حنطة, برسيم , الترمس) في تربة
قليلة الحامضية ومصادر فوسفاتية مختلفة (صخر فوسفات وكمبوست مع الصخر الفوسفاتي
وفوسفات البوتاسيوم) وبمستوى 60 ملغم
P/كغم تربة  مع وجود معاملة من دون اضافة كانت النتائج
عالية للمادة الجافة للنباتات الثلاثة عند اضافة فوسفات البوتاسيوم في حين لم تكن
هناك فروق معنوية للصخر الفوسفاتي والصخرمع الكمبوست وقد كون نبات الحنطة اعلى وزن
جذري ومادة جافة من بين المحاصيل. اشارت باكير, (2005) عند
دراسة تأثير اضافة السماد العضوي والكيميائي على نمو وإنتاج خمسة أصناف من الحنطة باستخدام  السماد عضوي (الكمبوست) بمعدل 1.8 ميكاغرام .هكتار-1 والفوسفاتي بمعدل
140
كغم سوبر فوسفات . هكتار-1 و(سماد عضوي
+كيميائي) بمعدل 900 كغم.هكتار-1 سماد عضوي و 70 كغم.هكتار-1 سوبر فوسفات. أظهرت النتائج
الى وجود تأثير ايجابي للتسميد العضوي منفردا أو مضافا إلى السماد الفوسفاتي على الإنتاج الكلي للحبوب والقش، وقد ظهرت فروق معنوية واضحة بين الأصناف الخمسة في عددالتفرعات، وعدد السنابل، وطول السنبلة.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى