رسائل واطاريح

تأثير إضافة النتروجين إلى التربة او بالرش في نمو وحاصل ونوعية الحنطة .Triticum aestivum L

 تأثير إضافة النتروجين إلى التربة او بالرش في نمو وحاصل ونوعية الحنطة  .Triticum aestivum L 

      تعد الحنطة Triticum aestivum L احدى اهم محاصيل الحبوب في العالم ، وهي ذات اهمية غذائية مؤثرة في اقتصاد وسياسة معظم بلدان العالم ، إذ يعتمد حوالي 35% من سكان العالم في غذائهم على هذا المحصول والذي يشكل مع المحاصيل الحبوبية الاخرى 65% و50% من الانتاج العالمي الكلي من الحبوب والبروتين على التوالي (Evans ، 1980 ) . 

تأثير إضافة النتروجين إلى التربة او بالرش في نمو وحاصل ونوعية الحنطة  .Triticum aestivum L 

      ان الاثر الايجابي للاسمدة النتروجينية في زيادة انتاج وتحسين نوعية الحنطة يعود الى دور النتروجين في تحسين نموها مما ينعكس ايجابيا في زيادة الحاصل ومكوناته ، فضلاً عن رفع كفاءة المجموع الخضري ولا سيما ورقة العلم في تصنيع الاحماض الامينية والتي تنتقل الى الحبوب ومن ثم زيادة نسبة كلوتين الحبة مما يمنح العجينة صفة الخبازية الممتازة ، (Peltonen ، 1995) . غير ان طريقة الاضافة التقليدية للاسمدة النتروجينية والمتبعة من قبل العديد من المزارعين في العالم وبواقع دفعتين الى التربة يجعلها عرضة للفقد بطرائق مختلفة مما يقلل من استفادة نباتات الحنطة منها ، وهنا يبرز دور الباحث الزراعي في اختيار كمية السماد النتروجيني ونوعيته وطريقة وموعد اضافته لتحقيق اعلى كفاءة للنبات في الاستفادة منه ( المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، 2000 ).

أهمية النتروجين الفسلجية لنبات الحنطة : 

    يعد النتروجين احد المغذيات الكبرى الاساسية والضرورية لجميع النباتات ومنها المحاصيل الاقتصادية ولا سيما الحنطة ، إذ لا تقل اهميته عن اهمية الماء الضروري لنموها وفعالياتها الايضية المختلفة  (Appleton و  Hagger، 1985).  
يشكل محتوى النتروجين 2  الى 5  % من المادة الجافة للنبات وهو يدخل مكوناً اساسياً للبروتوبلازم والاغشية الحيوية وكذلك في تكوين الاحماض النووية الـ RNA و الـ DNA ومركبات الطاقة ATP و CTP و GTP والمرافقات الانزيمية والتي منها NADH2  و NADPH2  وفي تكوين الاحماض الامينية التي تعد حجر اساس في تكوين البروتينات . ويدخل كذلك في تكوين الانزيمات وبعض الفيتامينات ولاسيما مجموعة فيتامينات ( B  ) المعقدة وبعض منظمات النمو النباتية كالاوكسينات والسايتوكاينينات ( ابو ضاحي واليونس ، 1988 ) . 
     بين (Ellen ، 1987 ) ان توفير النتروجين يكون ضروريا لنبات الحنطة ، إذ يمكنه من استهلاك المركبات الكاربوهيدراتية فيكون بروتوبلازماً متجانساً وكثير الخلايا ، إذ ينظم النتروجين عمل السايتوكاينينات مما يزيد من عدد انقسامات الخلايا المرستيمية فينعكس ايجابيا في زيادة حجم المجموع الخضري فضلاً عن زيادة حجم المجموع الجذري مما يسهم في رفع كفاءة النبات في امتصاص المغذيات الضرورية من التربة ولا سيما عنصري الفسفور والبوتاسيوم ، مما يرفع من كفاءة النبات في استهلاك الماء ومقاومة الاجهادات الخارجية واطالة مدة النمو وتاخير الشيخوخة والتي وصفها Street ( 1967 ) بانها القصور او التوقف الكامل في انقسام خلايا المرستيم القمي في النبات . 

تحسين كفاءة الاسمدة النتروجينية في زيادة انتاجية الحنطة: 

في بداية مراحل النمو يكون معدل امتصاص النباتات النجيلية للمغذيات اعلى من معدل تكوين اجزائها المختلفة ، إذ يكون المجموع الجذري صغيرا والمجموع الخضري غير مكتمل التكوين مما يعطي مؤشرا على زيادة تراكيز المغذيات في النبات ، لكن مع تقدم العمر الفسيولوجي للنبات تقل كفاءته في امتصاص المغذيات ، وفي هذه المرحلة يكون المجموع الجذري قد تعمق وتغلغل وتشعب في التربة والمجموع الخضري قد اكتمل تكوينه العام وتوزعت فيه المغذيات الممتصة وتم تمثيلها في كافة اجزائه وعندئذ لا يغطي الممتص من الجذور حاجة الاجزاء الحديثة التكوين فتبدأ عمليات الهدم في الاجزاء القديمة التكوين (Boatwrightو Hass ، 1961)  وهذا ما دفع المزارعين الى الاهتمام باضافة الاسمدة النتروجينية للتربة المزروعة بمحصول الحنطة ، غير ان هذه الاضافة يجب ان تكون مدروسة بحيث تضمن عملية التسميد المتوازن مع ظروف التربة وايونات المغذيات الاخرى الموجودة في محلول التربة وبشكل جاهز للامتصاص بوساطة الجذور ، وان درجة الاستجابة للسماد النتروجيني المضاف الى التربة تعتمد على صنف المحصول وظروف التربة وجاهزية المغذيات فيها ( Daigger واخرون ، 1976 ) . 

التغذية الورقية او الرش الورقي  :

       نشأت نباتات اليابسة من أصل بحري ثم تطورت
الى ما هي عليه الان . وفي البيئة البحرية كانت النباتات متكيفة للاستفادة من جميع
عوامل النمو والمتمثلة بالضوء وثاني اوكسيد الكاربون والماء والاملاح من خلال
سطحها الخارجي المغمور بماء البحر . وعندما اتخذت هذه النباتات اليابسة موطنا
دائما وتكيفت لظروفها البيئية المختلفة عن البيئة البحرية تمايز جسم الكائن
النباتي لمجموعين رئيسين أحدهما ينتشر عبر مسام التربة ليرتكز عليه هيكل النبات
وهو ما يعرف بالمجموع الجذري واخر معرض للهواء وهو ما يعرف بالمجموع الخضري .
ورافق هذا التمايز فقدان المجموع الجذري لقدرته على امتصاص الضوء وثاني أوكسيد
الكاربون ، بينما مكنت البلاستيدات الخضراء المجموع الخضري من امتصاص الضوء وثاني
اوكسيد الكاربون وتكوين الكاربوهيدرات بعملية التمثيل الضوئي . 

       اما امتصاص الماء
وبعض المغذيات فان التركيب المورفولوجي لكلا المجموعين ( الجذري والخضري) يسمح به
وبكفاءة متماثلة فيهما (
Wittwers
و
 Tubner، 1959)، وهذه الحقيقة العلمية شجعت المختصين بعلم
تغذية النبات ولاسيما في امريكا واوربا على ايجاد طريقة تسميد سميت بالتغذية
الورقية
FoIiar Nutrition اقتصرت في بادئ الامر على تشخيص ومعالجة نقص المغذيات ولاسيما
الصغرى منها ذات الاعراض المتشابهة على المجموع الخضري مثل
Cu
 و Zn  و Mn  و Fe  وكذلك العناصر الرئيسية مثل N
و
P  و K والعناصر الثانوية مثل S  و Mg  و Ca (Wittwers  واخرون ، 1962
) . 

آلية امتصاص الاوراق للمغذيات والعوامل المؤثرة فيها :

       بين Wittwers
واخرون (
1962 ان آلية امتصاص المغذيات من خلال الاوراق
مماثلة للجذور غير ان عوامل اعاقة امتصاصها تعود اغلبها الى وجود طبقة الكيوتكل
وهي طبقة شمعية ذات صفائح دهنية مرتبطة مع بعضها تضم بينها طبقة الكيوتين والتي
تتركز فيها احماض الـ
C18-hydroxy fatty acid ذات
الطبيعة النفإذة جزئيا للماء والمغذيات الذائبة فيه ، فضلاً عن وجود ثغور الخلايا
الحارسة ولا سيما عندما تكون مفتوحة . غير ان
Boroughs و Labarca
 (1962) يؤكدان ضرورة وجود غشاء مائي ، إذ يحفز
الماء انتشار المحاليل الغذائية عبر تجاويف الكيوتكل او الثغور وحتى الماء الموجود
بشكل غشاء رقيق على سطح الكيوتكل يفضل احتواؤه على مواد مزيلة لتأثير الشد السطحي
للماء بما يخفض زاوية التماس ويزيد من كفاءة انتشار العنصر المغذي خلال سطح الورقة
فيسرع من عملية امتصاصه . 

التغذية
الورقية بالسماد النتروجيني لنبات الحنطة :-

يقصد
بالتغذية الورقية بالسماد النتروجيني لنبات الحنطة رش محلول السماد النتروجيني
بتراكيز مخففة وغير ضارة او مشوهة للنسيج النباتي في مجموعه الخضري وبشكل مكمل
للتسميد الارضي وليس بديلا عنه ، إذ ان الاعتماد على هذه الطريقة في التسميد بشكل
رئيسي يكون غير مجد من الناحية الاقتصادية (
Finney  واخرون ، 1957 )
وهناك العديد من البحوث التي توضح الكميات المضافة من السماد النتروجيني الى
التربة ومقدار السماد النتروجيني الذي يكملها باسلوب التغذية الورقية والتي حققت
زيادات معنوية في صفات النمو والحاصل ومكوناته النوعية مقارنة باسلوب الاضافة
التقليدية الى التربة فقد اضاف كل من
Sadphal  و Das ( 1966 )
سماد اليوريا بمقدار
30 باوند لكل ايكر الى التربة عند الزراعة ثم
اكملت هذه الاضافة برش سماد اليوريا وبتراكيز تراوحت بين ( 1 –
%12 )
يوريا في مرحلة البطان وادت الى زيادة معنوية في الحاصل ومكوناته والنوعية وذلك
وفق ظروف مدينة نيودلهي الهندية وفي الموقع نفسه اضاف الباحثان الهنديان
Singh و Rajat ( 1978 ) 50 كغم N . هـ-1
من سماد اليوريا الى التربة عند الزراعة 
ثم اكملت هذه الاضافة برش سماد اليوريا بمقدار
12.5  كغم N  .هـ-1  في مرحلة البطان وادت الى زيادة معنوية في
الحاصل والنوعية.

محددات استعمال
السماد النتروجيني في التغذية الورقية لنبات الحنطة :

       يستعمل سماد اليوريا على نطاق واسع من قبل
المزارعين الذين يتبعون هذه الطريقة في تسميد محصول الحنطة ، غير ان احتواء هذا
السماد على مادة البيوريت السامة جعلته مصدر ضرر للحاصل والنوعية ، وهذه المادة
تتكون نتيجة اتحاد جزيئتين من اليوريا عند ارتفاع درجة حرارة التصنيع الى اعلى من
الحدود الاعتيادية ، إذ انها مادة سامة للنبات وفعالياته الايضية المختلفة ولاسيما
عرقلة عملية تكوين البروتين (
Bhargava و Ghosh ، 1977 ) ولا يفضل الباحثان Dev و Dev ( 1980 ) زيادة نسبة هذه المادة عن 0.25% في سماد
اليوريا عند رشه على نبات الحنطة ، إذ وجدا بان احتواء السماد على 0.3% الى 1.0%
ادى الى زيادة الحروق على المجموع الخضري بنسبة تراوحت بين (20 – 80 % ) مما ادى
الى عرقلة نقل المواد الغذائية المصنعة الى الحبوب ، لذلك اوصت منظمة الغذاء
والزراعة الدولية
F.A.O.  ( 1996 ) باستعمال اليوريا السائلة بدلا من اليوريا
الصلبة في عملية الرش، إذ ان اليوريا السائلة يتم تنقيتها وتكون اكثر ملاءمة من
الصلبة في الاستعمال.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى