رسائل واطاريح

أستعمال الاستشعار عن بعد لدراسة إنعكاسية الأغطية الأرضيّة وعلاقتها ببعض صفات التربة في منطقة أبي غريب.

 أستعمال الاستشعار عن بعد لدراسة إنعكاسية الأغطية الأرضيّة وعلاقتها ببعض صفات التربة في منطقة أبي غريب.

أستعمال الاستشعار عن بعد لدراسة إنعكاسية الأغطية الأرضيّة وعلاقتها ببعض صفات التربة في منطقة أبي غريب.

تقع منطقة الدراسة غرب محافظة بغداد في قضاء أبي غريب وتبعد حوالي 32 كم عن مركز مدينة بغداد وتنحصر بين خطي عرض ﹶ17°42 إلى ﹶ24°42 شرقا وخطي طول ﹶ87°36 إلى ﹶ89°36 شمالا. المنطقة يسود فيها عامل الزراعة وبأنواع عديدة منها زراعة المحاصيل الخضرية, المحاصيل العلفية, البساتين وتتخللها قنوات الري والبزل الفرعية فضلاً عن أراضي متروكة بسبب تأثرها بالملوحة وبعض المناطق الأثرية. ترمي هذه الدراسة إلى تحديد الأغطية الأرضية السائدة في منطقة الدراسة وكيفية توزيعها جغرافيا باستعمال البيانات الفضائية, ونظم المعلومات الجغرافية GIS وكذلك تحديد نمط الانعكاسية الطيفية للأغطية الأرضية السائدة, وطبيعة العلاقة بين صفات مكونات الأغطية الأرضية والانعكاسية الطيفية لها, وتحديد وحدات الترب السائدة في منطقة الدراسة.

     استعملت الصور الفضائية المأخوذة من القمر الصناعي لاند سات-7 وللمتحسس Thematic mapper المصورة بتاريخ 13-9- 2000 وبست انطقه طيفية وحسب التسلسل من الأول إلى السابع ما عدا النطاق الطيفي السادس الحراري وبالأطوال الموجية الآتية 0.450-0.515 و0.525-0.605 و0.630-0.690 و0.760-0.900 و1.55-1.75 و2.09-3.35 مايكروميتر. صنفت الصورة الفضائية بطريقة التصنيف الموجه باستعمال برنامج ERDAS.V-9.0 وبغرض أن تكون عملية التصنيف مقاربة إلى واقع الحال لمنطقة الدراسة من حيث التباين في الأغطية الارضية تم الاستعانة بالصور الفضائية المأخوذة من برنامج Google Earth لعام 2007 وبعد عمل لوحة تظم عدة لقطات فيها حالة من التداخل بنسبة أكثر من 50% مشكلَة صورة أشبه بالموزائيك فضلاً عن استعمال برنامج ArcGIS وحساب المعامل الخضريNDVI . تم دمج بعض الأصناف مع بعضها الاخر بما يتماشى مع الواقع الحالي بحيث أصبح العدد النهائي لأصناف الأغطية الأرضية تسعة أصناف. وصفت حسب الطريقة الموضوعة من قبل Anderson.et.al ،1976.

                                         

     تم اختيار ستة مواقع ضمن الأصناف الأكثر شيوعا في منطقة الدراسة، تم حفر بيدون واحد لكل موقع ووصف مورفولوجيا طبقاً لـ 1993,Soil Survey staff. وأخذت عينات التربة من كل أفق وقدرت بعض الصفات الفيزيائية والكيميائية لها.

    أشارت نتائج التفسير الموجه بواسطة برنامج ERDAS V-9.0 و ArcGIS صنف المرتفعات (التل) يمثل الصنف الأقل مساحة 0.01هكتار وبنسبة 0.00033% من المساحة الكلية بينما صنف المحاصيل العلفية والحبوب وهي الأكبر مساحة اذ تبلغ 968.04 هكتار وبنسبة 31.93% من المساحة الكلية. إن أغلبية غطاء الأرض لمنطقة الدراسة مكون من الغطاء النباتي الذي يشمل الأراضي الزراعية من المحاصيل الخضرية والمحاصيل العلفية والحبوب والبساتين وجميعها تشكل 37.38% من المساحة الكلية, في حين تشكل أصناف الأراضي المتروكة لمدة طويلة وغير المحروثة وكذلك الأراضي المتروكة لمدة قصيرة المستعملة لأغراض الدورة الزراعية والمحروثة 483.45 هكتار و456.57 هكتار وبنسبة 15.95% و15.06% على التوالي، وكلاهما تمثل 31.01% من المساحة الكلية .أما المناطق الحضرية فتشكل 573.63 هكتار وبنسبة 18.92% من المساحة الكلية .أما صنف الأجسام المائية سواء أكانت قنوات ري أم مبازل فرعية فقد شكلت مساحة 90.08هكتار وبنسبة 2.97% من المساحة الكلية. أما الأراضي الملحية فتشكل 4.22هكتار وبنسبة 0.14% من المساحة الكلية. حسبت الانعكاسية الطيفية باستعمال برنامج ERDAS. V-9.0 لكل صنف من الأغطية الأرضية واستعمالها، وقد أشارت النتائج إلى أن صنف الأجسام المائية أعطى أقل قيم للانعكاسية الطيفية مقارنة بالأصناف الأخرى ويعزى ذلك إلى قابلية الأجسام المائية على امتصاص كمية عالية من الطاقة الإشعاعية الساقطة مقارنة بالجزء المنعكس منها كذلك فان صنف الأجسام المائية ذو قيم متباينة في الانعكاسية الطيفية وذلك اعتمادا على عمق الماء ودرجة العكورة ودرجة الحرارة وخشونة السطح. وقد أعطت المياه اقل انعكاس عند الحزمة السابعة ذات الطول الموجي 2.09-3.35 مايكروميتر وأعلى انعكاس عند الحزمة الثالثة ذات الطول الموجي 0.630-0.690 مايكروميتر.

     أما أصناف الأراضي الزراعية (محاصيل الخضر ومحاصيل العلف والحبوب والبساتين) فتأتي بالدرجة الثانية من حيث الانعكاسية الطيفية بسبب طبيعة التركيب الداخلي للنباتات المكونة من الكلوروفيل (الصبغة الخضراء) التي تعكس الطاقة الإشعاعية بدرجة أكبر ما هو عليه في الأجسام المائية.

    إن جزءاً من مجموعة الأراضي الزراعية اعطت أعلى إنعكاساً لها في الحزمة الثالثة ذات الطول الموجي 0.630-0.690 مايكروميتر بالنسبة للمحاصيل الخضرية والحزمة الرابعة ذات الطول الموجي 0.750-0.900 مايكروميتر بالنسبة للمحاصيل العلفية والبساتين. أما صنف الترب المكونة للأراضي المتروكة لمدة طويلة (غير محروثة) والأراضي المتروكة لمدة قصيرة (محروثة) فقد أعطت أعلى انعكاساً لها عند الحزمة الثالثة ذات الطول الموجي 0.630-0.690 مايكروميتر بحيث كانت الأراضي المتروكة لفترة طويلة قد أعطت أعلى انعكاساً مقارنة بالأراضي المتروكة لفترة قصيرة وهذا يعود إلى اختلاف حجم حبيبات التربة الذي يعلو سطح الأرض الذي يؤثر في الأشعة المنعكسة من حيث تشتيتها وانحرافها .في حين نجد أن صنف غطاء الأراضي الملحية قد أبدى أعلى انعكاس له عند الحزمة الثالثة ذات الطول الموجي 0.630-0.690 مايكوميتر.

   وأشارت النتائج إلى وجود تباين لتأثير صفات التربة في قيم الانعكاسية الطيفية, إذ لوحظ وجود علاقة موجبة عالية المعنوية بين محتوى التربة لكل من مكافئات الكربونات والجبس والايصالية الكهربائية والغرين إذ كانت قيمة R2 = 0.85+،0.75+،0.74+،0.3+ على التوالي في حين وجدت علاقة موجبة ضعيفة مع محتوى التربة من الرمل R2 = 0.18+. أما بقية الصفات فقد أبدت علاقة سالبة مع قيم الانعكاسية الطيفية. وأشارت النتائج إلى أن ترب منطقة الدراسة تعد من الترب حديثة التكوين غير المتطورة حيث تعود ثلاث ترب منها الى رتبة الـ Entisols وثلاث بيدونات الى رتبة الـ Aridisols وذلك لقصر العمر الزمني وطبيعة العوامل السائدة التي لم تساعد على تطورها. 




تعد الاعمال البيدولوجية ذات العلاقة بحصر الموارد الطبيعية وجردها ومنها التربة، من الاعمال المهمة ويأتي في مقدمة تلك الاعمال أعمال مسح الترب وتصنيفها. ولكون طبيعة هذه الاعمال ميدانية لذا فأنها تحتاج الكثير من الوقت والجهد والمال. ولغرض اختصار بعض من تلك الحلقات، بدأ الاهتمام أولا بأستعمال بعض الوسائل المساعدة التي تحقق الفائدة الكثيرة في هذا المجال ومنها وسائل الاستشعار عن بُعد, ونظام المعلومات الجغرافية GIS والتي تعتمد على تسجيل البيانات الخاصة بالاغطية الارضية المكونة للبيئة. وتعد الانعكاسية الطيفية التي تمثل النسبة بين كمية الاشعة الكلية المنعكسة عن أي مكون بيئي الى الاشعة الساقطة عليه كدالة مرتبطة بالطول الموجي. لذا يمكن استعمال العلاقة كوسيلة مساعدة في الكشف عن طبيعة الاغطية الارضية السائدة ومكوناتها في منطقة ما وإيضاح مدى تاثير خصائص كل نوع في ترسيم الحدود الفاصلة والوحدات المكونة للنظام البيئي ولاسيما وحدات الترب وكمية الغطاء النباتي ونوعه وطبيعة توزيعه جغرافياً.

   إن عملية ربط الخصائص الفيزيوكيميائية والمورفولوجية للتربة مع الخصائص الطيفية لها تساعد على التنبؤ بعدد من العومل المؤثرة في ظروف التربة ومكوناتها. إذ أن منحنيات الانعكاسية الطيفية للتربة نتاج الخصائص العامة لوحدات التربة. لذا تعد عملية فهم العوامل والمتغيرات التي تؤثر في انعكاسية الاغطية ومحاولة الربط بينها مهم. اذ ان لكل منطقة خصوصيتها وظروفها البيئية المختلفة. لذا من الضروري اجراء قياسات تحديد الخصائص الطيفية لوحدات الترب في كل منطقة والتي تعد من الوسائل المساعدة في اعمال مسح التربة وتصنيفها والتي ترمي الى تحديد وحدات الترب وكيفية توزيعها جغرافيا وهذه الوسيلة تعمل على تقليل او اختزال العديد من الحلقات الميدانية ومن ثَمﹼ تقليل كل من الجهد والمال والوقت الذي تتطلبه العمليات الميدانية المطلوبة في اعمال مسح الترب الاعتيادية وتصنيفها وهنا يجب التأكيد على أن استعمال هذه الوسائل لا تعد بديلا عن الأعمال الميدانية الاعتيادية لكنها وسائل مساعدة تحتاج إلى عملية المقارنه مع الواقع الطبيعي للأشياء التي يراد دراستها بهذه الوسائل.

     ونظراً لمحدودية مثل هذا النوع من الدراسات في العراق ولاسيما في المجال البيدولوجي لذا فقد توجهت هذه الدراسة لتحقيق الاهداف الآتية: 

  1. تحديد الأغطية الأرضية السائدة وكيفية توزيعها جغرافيا في منطقة الدراسة باستعمال البيانات الفضائية ونظام المعلومات الجغرافية GIS .
  2.  تحديد نمط الانعكاسية الطيفية للاغطية الارضية السائدة  .
  3. دراسة طبيعة العلاقة بين صفات مكونات الاغطية الارضية والانعكاسية الطيفية لها.
  4. تحديد وحدات الترب السائدة في منطقة الدراسة.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى