متطلبات تطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية لمواجهة آثار التغيرات المناخية في محافظة بغداد
متطلبات تطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية لمواجهة آثار التغيرات المناخية في محافظة بغداد
متطلبات تطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية لمواجهة آثار التغيرات المناخية في محافظة بغداد |
هدف البحث إلى التعرف على المشكلات التي تواجه
مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية لمواجهة اثار التغيرات المناخية ، و تحديد متطلبات
تطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية لمواجهة آثارالتغيرات المناخية في
محافظة بغداد . ولتحقيق أهداف البحث اعُدت استبانة بصيغتها
الاولية تحتوي على مقياس للمشكلات التي تواجه مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية ومتطلبات
تطوير قدراتهم لمواجهة اثار التغير التغير المناخي في ضوء الأدبيات ذات العلاقة بموضوع البحث ،وتكون من جزأين : الجزء الاول تضمن
(28) فقرة تمثل المشكلات التي تواجه مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية موزعاً على
ثلاثة مجالات (المشكلات المتعلقة بالمزارعين ،المشكلات المتعلقة بمقدَّمي الخدمة الإرشادية
الزراعية ، مشكلات التنسيق والدعم الحكومي)،
ولقياس تلك المشكلات وضع مقياس خماسي متدرج مكون مــن خمســة مستويــات حسب
الأهمية ( مشكلة كبيرة جداً ، مشكلة كبيرة
، مشكلة متوسطة ، مشكلة قليلة ، لا توجد مشكلة
) واعطيـــت لــه الاوزان (0،1،2،3،4) علــى التــوالـــي .
أما الجزء الثاني فتكوَّن من (72) فقرة تمثل متطلبات تطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية
موزعاً على مجالين : تضمن المجال الاول تطوير القدرات الإدارية لمقدَّمي الخدمة الإرشادية إذ تكوَّن من (44) فقرة موزعاً على أربعة محاور (تدريب
مقدمي الخدمة الارشادية الزراعية ،القدرة على التنسيق مع الجهات ذات العلاقة
،القدرة على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال ،الدعم المؤسساتي ) ، أما
المجال الثاني فقد تضمن تطوير القدرات الفنية وتكوَّن من (28) فقرة موزعاً على محورين (القدرة
على المعرفة بآثارالتغيرات المناخية ،القدرة على المعرفة بممارسات الحد من آثارالتغيرات
المناخية )
، شمل مجتمع البحث جميع مقدَّمي الخدمة الإرشادية في
محافظة بغداد / الكرخ والموزعين على (دائرة الإرشاد والتدريب الزراعي ، مديرية
زراعة بغداد / الكرخ والشعب الزراعية التابعة لها) والبالغ عددهم (110) مبحوثاً ، وجُمعت
البيانات عن طريق الاستبانة في شهري كانون الاول وكانون الثاني 2022/2023 .
أظهرت نتائج البحث وجود
مشكلات عدة يعاني منها مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية ، حسب مستوى الأهمية إذ
تراوحت نسبة أهميتها من(78.25–92%) ، كما أظهرت النتائج حصول موافقة المبحوثين بدرجة
مرتفعة جداً على جميع متطلبات
تطوير قدرات مقدَّمي
الخدمة الإرشادية الزراعية إذ تراوحت نسبة الموافقة من (89.25 -96 %) ، ومن ثم ابقاء جميع
فقرات متطلبات تطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية
لمواجهة آثارالتغيرات المناخية لأهميتها في تطوير قدراتهم، إذ يستنتج من ذلك ان
اتفاق جميع المبحوثين بدرجة كبيرة على أهمية توفر جميع مجالات ومحاور وفقرات المتطلبات التي حُددت لتطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية
هو دليل واضح على حاجة مقدَّمي الخدمة الإرشادية لتلك المتطلبات من اجل الحصول على المعلومات والمعارف
والمهارات والخبرات اللازمة لتطوير قدراتهم وتمكينهم للمساهمة الفاعلة في تحسين
ادائهم من اجل مواجهة آثارالتغير المناخي عن طريق البرامج والنشاطات الإرشادية والتدريبية
المتنوعة .
يوصي البحث بضرورة
اعتماد ما توصل إليه من نتائج تخص متطلبات تطوير قدرات مقدَّمي الخدمة الإرشادية الزراعية
لمواجهة آثارالتغيرات المناخية كأساس عمل وبيئة تمكينية لهم لتحقيق اهداف الورقة
الخضراء في الحد من آثارالتغير المناخي في المجال الزراعي ، فضلاً عن العمل على
تذليل او ايجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تعوق عمل مقدَّمي الخدمة الإرشادية وخاصة
مشكلات الدعم الحكومي منها ، كما اوصت بضرورة وجود مختصين بموضوعات التغير المناخي
ضمن العاملين بالإرشاد الزراعي لما لهم من أهمية في تزويد العاملين في مجال تقديم
الخدمة الإرشادية بالمعلومات والمهارات اللازمة لمواجهة آثارالتغير المناخي.
يُعَدُّ القطاع الزراعي واحدًا من أهم
القطاعات الاقتصادية في معظم دول العالم إذ يسهم في توفير الحاجات الغذائية الاستهلاكية
والسلع والمواد الاولية كمدخلات لعدد من الصناعات الغذائية والتحويلية ويسهم في تكوين الناتج المحلي الاجمالي ، فضلاً عن استيعابه حجم القوى العاملة (صندوق النقد العربي ، 2019) وبعبارة اخرى يسهم القطاع الزراعي في تقليص حجم
الاستيراد وتعزيز الاقتصاد الوطني فضلاً عن النهوض والتطور في المجتمع و مكافحة
البطالة (عبدالله و اخرون، 2021) ، وفي العراق يؤدي القطاع الزراعي دورًا هأما في تعزيز الاقتصاد
الوطني ، إذ يسهم بشكل كبير في توفير
الغذاء وفرص العمل للسكان ، ويشتغل فيه نحو 20٪ من القوى العاملة و يعتاش حوالي
45٪ من سكان الريف على هذا القطاع (الساعدي و البدري ، 2010) .
تشكل الزراعة نشاط تقني واقتصادي مع
الطبيعة إذ تتفاعل فيها قوى متعددة تتمثل بجانبين الاول يرتبط بالانسان المحترف او
الممتهن للزراعة ، والثاني يرتبط بالطبيعة المتمثلة بالارض والماء والحيوان والنبات
وغيرها (عمر ، 1992) و(عبد الحليم واخرون ،2015). ان هذا التزايد بالنشاط
وبصورة سريعة ومتلاحقة أثناء العقود الأخيرة من القرن الماضي ومع بداية القرن
الحادي والعشرين ومن دون الاهتمام بأثره في البيئة نتج عنه حدوث تغيرات كبيرة في
مناخ الارض (خطاب ، 2016) ، إذ تعمل تلك التغيرات المناخية إلى احداث تأثيرات
تقلل من قدرات الموارد الطبيعية المتمثلة بالمياه والتربة والتنوع البيولوجي (FAO,
2019)
، .
شهدت اغلب بلدان العالم ومنها العراق موجات
جفاف وتغيرات مناخية متطرفة وفيضانات أكثر تواتراً وشدة وأثرت هذه الكوارث في الموارد
الارضية الهشة والنظم الايكولوجية الطبيعية وتسببت بخسائر اجتماعية واقتصادية
وحالات نزوح وتدهور بيئي في عدة مناطق (الاسكوا ، 2017) ، وبذلك تطرح هذه
التغيرات تهديد متنامي وكبير بالنسبة للأمن الغذائي ، كما اكدت منظمة الفاو (FAO) بان الآثارالمتوقع حدوثها نتيجة التغير في
المناخ تتمثل بزيادة تواتر الظواهر المناخية المتطرفة كارتفاع درجة الحرارة ادت إلى
تدهور الاراضي واختلال النظم الايكولوجية وخسارة التنوع الاحيائي وانحسار المياه (FAO, 2016)، ويمكن ادراج أهم المشاهدات التي سُجلت فيما يخص التغيرات المناخية أثناء العقدين
الماضيين على مستوى العالم والتي تدل وبشكل كبير على حدوث تغيرات جوهرية في مناخ
الارض هي : (شحادة ، 2009 )
- تزايد مستمر بفارق درجات الحرارة ما بين
العظمى والصغرى بالقيمة المتوسطة اليومية. - ارتفاع
معدل الكوارث المناخية وزيادة حدتها في العقدين الماضيين . - زيادة
معدلات الجفاف . - ذوبان
الاراضي المتجمدة وتناقص سمك الغطاء الثلجي . - ارتفاع
منسوب البحار والمحيطات . - في
المناطق الشمالية من قارة امريكا واوربا ازداد معدل سقوط الامطار.