كتب

الثروة الحيوانية : كتاب شامل حول الثروة الحيوانية في الوطن العربي

 مقدمة

تعتبر الثروة الحيوانية في الوطن العربي واحدة من الركائز الأساسية للاقتصاد العربي، حيث تلعب دورًا حيويًا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية. يعكس هذا المقال دراسة شاملة حول الثروة الحيوانية في الوطن العربي. مع التركيز على العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في تطوير هذه الثروة، بالإضافة إلى التحديات والمشاكل التي تواجهها.

كتاب شامل حول الثروة الحيوانية في الوطن العربي
 كتاب شامل حول الثروة الحيوانية في الوطن العربي

 العوامل الجغرافية المؤثرة في الثروة الحيوانية

تتأثر الثروة الحيوانية في الوطن العربي بعدة عوامل جغرافية، منها التضاريس والمناخ والمصادر المائية. تتوزع الثروة الحيوانية بشكل غير متساوٍ بين الدول العربية، حيث تلعب التضاريس دورًا رئيسيًا في تحديد أنواع الحيوانات التي يمكن تربيتها. على سبيل المثال، المناطق السهلية والخصبة تتيح تربية الأبقار والأغنام، بينما المناطق الجبلية قد تكون أكثر ملاءمة لتربية الماعز.

 العوامل الطبيعية المؤثرة للثروة الحيوانية

1. المناخ: يتنوع المناخ في الوطن العربي بين المناطق الصحراوية والشبه صحراوية، مما يؤثر على نوعية الأعلاف المتاحة والموارد المائية.

2.المصادر المائية: تعتبر المياه العذبة ضرورية لتربية الحيوانات، ولذلك تواجه العديد من الدول العربية تحديات في إدارة الموارد المائية.

الثروة الحيوانية في الوطن العربي

تشمل الثروة الحيوانية في الوطن العربي عدة أنواع من الحيوانات، مثل الأبقار والأغنام والماعز والدواجن. يُظهر التقرير إحصائيات تفصيلية حول أعداد هذه الحيوانات في الدول العربية المختلفة، كما يعكس التوجهات والاتجاهات في هذا القطاع.

تربية الأبقار في الوطن العربي

الأبقار من حيث الشكل الخارجي، لها أجسام كبيرة وذيول طويلة وذات أظلاف مشقوقة. والبعض منها لها قرون ، وتجتز الأبقار طعامها لهضمه. فبعد أن تمضغ الطعام وتبلعه تسترجعه من معدتها التي يوجد بها أربعة أقسام. وتمضغه مرة أخرى. وهذا الطعام الذي يتم بلعه مرة واحدة يسمى الجرة، ولذلك تسمى عملية إعادة المضغ اجترازا ، ويطلق على هذه المجموعات الحيوانية اسم (المجترات) اذ لا تستطيع البقرة قضم العشب لأنها لا تملك أسنانا قاطعة في مقدمة فكها العلوي ويتعين عليها تقطيع العشب عن طريق تحريك رأسها. وتجتر الأبقار غذاءها بوساطة أضراسها خلال فترة الاستراحة .

و تتم عملية الاجترار عندما تأكل الأبقار تمضغ طعامها أولاً بدرجة تمكنها من بلعه فقط. اذ يمر الطعام من خلال المريء إلى داخل المعدة الأولى وتمثل المعدة الأولى الثانية منطقة تخزينية كبيرة للطعام. وفي هذه المنطقة يخلط الطعام ويُرفق وفي الوقت نفسه تقوم الكائنات الدقيقة بتكسير المواد الكربوهيدراتية المركبة وتحويلها إلى مواد كربوهيدراتية بسيطة ، مثل السكريات والنشويات. وهذه تعد المصدر الرئيسي للطاقة عند الحيوان، كذلك تكون الكائنات الدقيقة البروتين والعديد من فيتامين (B) المركب.

تربية الأغنام في الوطن العربي

تنتشر في الوطن العربي انواع كثيرة من الاغنام التي تختلف سلالاتها. فمنها تنتمي الى السلالات العربية ومنها تنتمي الى الاجنبية وخاصة الأوربية منها والآسيوية ومن اهم هذه السلالات هي :

  • السلالات المصرية المنتشرة في الوجه القبلي كبير في مناطق مختلفة.
  • السلالات المصرية المنتشرة في الوجه البحري
  • أغنام البرقي
  • 1- اغنام المارينو : وهي سلالة يمكنها التأقلم في جميع بقاع الأرض. فهي أصلا أغنام مهاجرة كانت كثيرة الارتحال وراء الكلأ والخضرة .
  • ساوث داون
  • الهامبشير

تربية الماعز في الوطن العربي

الماعز من الحيوانات التي تحتل مكانه متميزة في الدول النامية. ويطلق عليها أحيانا اسم بقرة المزارع الصغير. حيث أنها تعتبر مصدر اللبن والحليب لمثل هذا المزارع الصغير. ولذلك هذه السمعة لم تولد من فراغ فهي تستند إلى أسس علميه.

الماعز كحيوان لبن أكفأ كثيراً من البقرة وذلك إذا تم مقارنة معدل إنتاجه من اللبن بوزن جسمه وكمية ونوعية غذائه. فإنتاج اللبن من الماعز يماثل ( 25 – 30) % من إنتاج البقرة، إذا ما تم مقارنتهم تحت ظروف غذائية جيدة موحدة. إلا أن الماعز تتميز بأنها ذات قدرة تناسلية عالية حيث ترتفع نسبة التوائم فيها لتصل إلى (2.3 ) أي 230 جدي لكل (100 عنزة ) ، وهي سهلة الرعاية ويمكن رعايتها بواسطة أصغر أفراد الأسرة.

كما انها تقاوم الظروف السيئة عندما تقل مصادر الغذاء. فهي ذات كفاءة تحويلية عالية جداً للغذاء ويمكنها الاستفادة أكثر من غيرها بالمواد السلولوزية الخشنة مثلا التين وقش الأرز، وهذا يعنى إن تكلفة إنتاج الكيلو غرام منها أقل من غيرها. وهذا في حد ذاته دافع قوى للإقبال على تربية الماعز، كما أن تكاليف شراؤها أقل مما يجعلها في متناول يد المربيين الصغار ذو الدخول المتوسطة باعداد كبيرة.

تربية الدواجن في الوطن العربي

يعد إنتاج الدواجن من الانشطة الزراعية التي ظهرت في بداية القرن العشرين. بعد ان كانت تحتل مكانة ثانوية في إنتاج اللحوم. ونظراً للتطورات العلمية في مجال الثروة الحيوانية، وزيادة عدد سكان العالم وارتفاع الطلب المحلي والعالمي على منتجات الدواجن من اللحوم والبيض، فقد ظهرت إنتاج الدواجن ضمن الانشطة الزراعية في الحقول بعد ان كانت مقتصرة على العائلة للاكتفاء الذاتي.

وقد تطور هذا النشاط بعد دخول المكائن والآلات والتقنيات الحديثة والمتطورة واستخدام العلوم الزراعية في استنباط السلالات وإيجاد العلائق المركزة والأعلاف، فأصبحت هذه العملية من الانشطة الزراعية التي دخلت عالم التجارة الدولية في تسويق منتجاتها، والدواجن تعني جميع الحيوانات المستأنسة ( Domestic Animals ) كما التي يعتني بها الأنسان ويربيها في الحقول الزراعية او البيوت مثل حيوانات الماشية والطيور وحيوانات الصيد.

اما الدجاج فهو من فصيلة التدرجيات ( Phasianidae ) وهو نوع من الطيور المدجنة التي عرفها الانسان منذ عصور قديمة، وهي الأكثر انتشاراً في العالم، وقد عرفها البعض بانها كافة الحيوانات الزراعية الصغيرة الحجم التي يربيها البعض للأغراض الاقتصادية وسد الحاجة المحلية والاكتفاء الذاتي. واهمها الطيور الداجنة بأنواعها والأرانب .

 التحديات والمشاكل التي تواجه الثروة الحيوانية 

رغم الأهمية الكبيرة للثروة الحيوانية، تواجه العديد من التحديات، منها:

1.الأمراض الحيوانية: تشكل الأمراض تحديًا كبيرًا، حيث تؤثر على الإنتاج وتسبب خسائر اقتصادية.

2. نقص الأعلاف: تعاني بعض الدول من نقص في الأعلاف المناسبة، كما يؤثر على قدرة المربين على تربية الحيوانات.

3. السياسات الحكومية: تلعب السياسات الحكومية دورًا في دعم أو تقويض الثروة الحيوانية، من خلال الدعم المالي وتوفير الموارد.

العوامل البشرية المؤثرة في تربية الثروة الحيوانية

ان العوامل البشرية اصبحت في يومنا هذا واحدة من المؤثرات التي طورت الإنتاج الحيواني. كما الذي ادى الى تزايد الاقتصاد العربي في التطور نحو الافضل، بفضل هذه التطورات العلمية وكفاح الانسان العربي في الاستثمار الأمثل لكثير من مقومات الإنتاج الزراعي وفي مقدمتها الموارد الطبيعية. ولدراسة المقومات البشرية المؤثرة في الإنتاج الزراعي لابد من تقسيمها على العوامل الآتية -:

  • العوامل الاجتماعية تعتمد دراسة العوامل الاجتماعية المؤثرة في تربية الحيوانات في الوطن العربي على دراسة اعداد السكان الذين لديهم اهتمامات بتربية الثروة الحيوانية. وكذلك معظمهم من سكان الأرياف والصحاري وبعض سكان المدن الذين يمارسون الزراعة المختلطة عند ضواحي واطراف المدن العربية، بالإضافة الى ان دراسة العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية ذات العلاقة بالموضوع.
  • العوامل الاقتصادية يعد العامل الاقتصادي من أكثر العوامل تأثيرا على الإنتاج الزراعي. لعلاقتهما 66 المباشرة في تحديد الارباح الاقتصادية الناتجة من تربية الحيوان فهما يحددان مقدار السعر في السوق الداخلية أو الخارجية. لذلك سوف نركز في دراستنا على اهم عنصريهما المتمثلة بطرق النقل والتسويق .
  • السياسات الحكومية ويقصد بها الاجراءات التي تتبعها الحكومات العربية تجاه الإنتاج الزراعي، بما فيه الإنتاج الحيواني التي تختلف من دولة الى اخرى تبعاً لنوع الحكم السائد في الدولة. ولدراسة هذه السياسات العربية على حده تحتاج الى وقفة كبيرة، ولكن يمكن توضيحها بالاجراءات التي تقدمها الدولة لمربي الثروة الحيوانية من اعلاف مركزة ومواد طبية لمعالجة الامراض التي تصيب الحيوانات، بغض النظر عن نوع الحكم السائد فيها. بوصف هذا النشاط الحيواني الذي يهدف الى تحقيق الامن الغذائي. من خلال توفير المواد الغذائية والصناعية في السوق العربية وتحت متناول يد المستهلك العربي ( السكان ).

 الحلول والإستراتيجيات للثروة الحيوانية في الوطن العربي

لمواجهة هذه التحديات، يجب تبني استراتيجيات فعالة، مثل:

1. تحسين إدارة المزارع: من خلال استخدام تقنيات حديثة في التربية والإنتاج.

2. تنويع مصادر الغذاء: لتقليل الاعتماد على نوع واحد من الأعلاف.

3. تعزيز البحث العلمي: لدراسة الأمراض الحيوانية وتطوير لقاحات فعالة.

اقرأ أيضا: تأثير العمر على صفات السائل المنوي في الكباش العواسي

 الخاتمة

تشكل الثروة الحيوانية في الوطن العربي جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد والمجتمع. من خلال التركيز على تحسين الإنتاجية وتبني السياسات الداعمة. كما يمكن تعزيز هذا القطاع الحيوي، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. إن استثمار الجهود والموارد في هذا المجال ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المستقبلية.

 

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى