الليمون الحلو المحلي: تأثير موعد الجني ومعاملات مختلفة على تخزين وتسويق ثمار الليمون
الليمون الحلو (Citrus limetta) ينتمي إلى عائلة Rutaceae، وموطنه الأصلي شمال شرق الهند، ويزرع الليمون الحلو المحلي بشكل واسع في إيران والهند وباكستان ومصر. تعتبر ثمار الحمضيات غنية بفيتامين C والعناصر الغذائية الأخرى ولها خصائص مضادة للأكسدة، مما يجعلها مفيدة للصحة. في العراق، بلغ إنتاج الليمون الحلو 721 طنًا في موسم 2018، مع محافظة بغداد كأكبر منتج.
تستخدم تقنيات التخزين المبرد لإطالة عمر الثمار وتقليل الأضرار والمرضيات أثناء النقل والتسويق. يعتبر الكالسيوم عنصرًا مهمًا لتحسين جودة الثمار، حيث يساعد في تثبيت جدران الخلايا وتأخير الشيخوخة. كما يستخدم الكايتوسان، بوليمر حيوي، لخصائصه المضادة للفطريات وتأثيره الإيجابي على الحفاظ على جودة ثمار الليمون الحلو المحلي.
أما حامض السالسيلك، فهو هرمون نباتي مضاد للأكسدة يساعد في تنظيم العمليات الفسيولوجية ويظهر قدرة على تحسين الجودة وتأخير النضج، مما يساهم في تقليل خسائر ما بعد الحصاد.
نظرا لقلة الدراسات في العراق فيما يتعلق باستخدام هذه المركبات كلوريد الكالسوم الكايتوسان، حامض السالسيلك على ثمار الليمون الحلو المحلي بعد الحصاد فقد نفذت هذه الدراسة لمعرفة تأثيرها في إطالة وتحسين الصفات الخزنية للثمار .
تأثير الصفات الخزنية لثمار الليمون الحلو
اختيار موعد جني الثمار يعد أمرًا حيويًا لتحديد صفاتها الطبيعية والكيميائية. ينصح بعدم جني الثمار قبل اكتمال نموها، حيث يؤثر الموعد على الخصائص الفيزيائية والكيميائية ومدى قابليتها للتخزين. أظهرت الدراسات أن الثمار التي جُنيت في مراحل نضج مختلفة تظهر فرقًا في فقدان الوزن ومحتوى العصير.
على سبيل المثال، الثمار الخضراء تفقد وزنًا أكبر وتحتوي على نسبة عصير أعلى مقارنة بالثمار في مراحل التلوين الكاملة. كما أظهرت دراسات أخرى أن الثمار التي جنيت في فترات معينة تحقق مستويات أعلى من فيتامين C ومواد صلبة ذائبة، بينما تنخفض الحموضة.
تأثير موعد الجني يتجلى أيضًا في زيادة الأضرار الناتجة عن البرودة، حيث كانت الثمار التي جنيت في مراحل معينة أكثر عرضة للتلف. لذا، فإن اختيار الموعد المناسب للجني له تأثير كبير على جودة الثمار وقابليتها للتخزين.
تاثير كلوريد الكالسيوم على ثمار الليمون الحلو
تلعب أملاح الكالسيوم دورًا مهمًا في زيادة صلابة الثمار ومعالجة الأمراض الفسيولوجية، حيث تستخدم للحفاظ على جودة الثمار بعد الحصاد. يدخل الكالسيوم في بناء جدار الخلية، ويعزز الروابط بين مكوناته، مما يساهم في تماسك الجدران. الدراسات أظهرت أن زيادة مستويات الكالسيوم تؤدي إلى تحسين مقاومة الثمار للشيخوخة، حيث تتأثر مؤشرات مثل التنفس ومحتوى البروتين والكلوروفيل. لذا، فإن المعاملة بأملاح الكالسيوم تعتبر استراتيجية فعالة للحفاظ على جودة الثمار بعد الجني.
تشير الأبحاث إلى أن معالجة الثمار بمحلول كلوريد الكالسيوم، مثل دراسات Garcia وLara. تظهر انخفاضًا في فقدان الوزن مقارنةً بالثمار غير المعاملة. فقد أظهرت ثمار الفراولة المعاملة بالكالسيوم فقدان وزن أقل بنسبة 8% مقارنةً بالثمار المقارنة، مما يعكس فعالية الكالسيوم في تحسين الاحتفاظ بالماء. كما أن هذه المعاملات تؤدي إلى تحسين مقاومة الثمار للفطريات، مما يعزز السلامة الهيكلية للجدران الخلوية.
دراسات أخرى، مثل تلك التي أجراها Akhtar وMahfuzah، أظهرت أن استخدام كلوريد الكالسيوم بتركيزات مختلفة يحسن من المحتوى الغذائي للثمار، مثل زيادة المواد الصلبة الذائبة وحامض الأسكوربيك. كما لاحظت دراسات أن المعاملة بالكالسيوم تؤدي إلى تقليل فقدان الوزن والتلف، مما يعكس أهمية الكالسيوم في تحسين نوعية الثمار خلال التخزين. بالتالي، يعتبر الكالسيوم عنصرًا أساسيًا في إدارة جودة الثمار بعد الحصاد.
تأثير الكابتوسان لثمار الليمون الحلو
تم اكتشاف الكايتين لأول مرة من قبل الباحثة الإنجليزية Hachet في عام 1799، حيث استخدمت الحوامض لإزالة المعادن من قشور الأحياء البحرية، مما أظهر خصائص جديدة. لاحقًا، في عام 1811، قام مدير حديقة فرنسي بتجارب على الفطريات، مما أدى إلى فهم تركيب الكايتين، الذي أطلق عليه اسم Fungine. في عام 1898، تم إعطاء الكايتوسان اسمه الحالي. يتمتع الكايتوسان بخصائص بيولوجية مهمة تجعله مناسبًا للاستخدام في الغذاء والطب. حيث يشبه الألياف الغذائية من حيث عدم تحلله في الأمعاء، مما يجعله مفيدًا كمادة مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات. يحتوي الكايتوسان على مجاميع هيدروكسيلية وأمينية فعالة تعطيه القدرة على تكسير جدران الخلايا البكتيرية، مما يمنع نمو الميكروبات.
تستخدم معاملة الكايتوسان في تغليف الثمار، حيث تعتبر صديقة للبيئة وتساعد على السيطرة على الإصابات الفطرية. أظهرت الدراسات أن الكايتوسان يقلل من معدل التنفس وفقدان الوزن في الثمار، مما يطيل فترة التخزين. على سبيل المثال. أظهرت تجارب على ثمار الحمضيات والموز والمانجو أن المعاملة بالكايتوسان تؤدي إلى زيادة المواد الصلبة الذائبة وتقليل الحموضة وفقدان الوزن. كما أظهرت التجارب فعالية الكايتوسان في تحسين جودة الثمار خلال التخزين، مما يبرز أهميته في الحفاظ على المنتجات الزراعية.
تأثير حامض السالسيلك للثمار
تتعرض ثمار الحمضيات لتغيرات في الجودة الداخلية أثناء التخزين لفترات طويلة، حيث تشمل هذه التغيرات زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة، وانخفاض نسبة الحموضة، وزيادة نسبة TSS/acid. تؤثر هذه التغيرات بشكل مباشر على جودة الثمار وحالتها الغذائية. وتعتمد شدة هذه التغيرات على ظروف التخزين ونوعية الثمار قبل التخزين. كما يمكن أن تتعرض الثمار لأضرار بسبب البرودة أو التلف الناتج عن مسببات الأمراض. لذا، يصبح من الضروري البحث عن طرق لحماية الثمار والحفاظ على جودتها.
من بين المركبات الآمنة التي يمكن استخدامها لحماية المنتجات، يعتبر حامض الساليسيلك مركبًا مهمًا. ينتج هذا المركب الفينولي بشكل طبيعي بواسطة النباتات، وله دور في تنظيم العمليات البيوكيميائية والنباتية. يستخدم حامض الساليسيلك لتعزيز المقاومة الطبيعية للفواكه ضد إجهادات ما بعد الحصاد، بالإضافة إلى تحسين الجودة الغذائية والحسية. تشير الدراسات إلى أن هذا الحامض يمكن أن يؤخر النضج، مما يقلل من الخسائر الناتجة عن التخزين.
أظهرت الأبحاث فعالية حامض الساليسيلك في تحسين جودة الثمار. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن معاملة ثمار البرتقال بحامض الساليسيلك زادت من محتوى العصير من حامض الأسكوربيك، بينما أظهرت دراسات أخرى انخفاضًا في نسبة تلف الثمار وفقدان الوزن. كما أظهرت التجارب على ثمار المانجو والليتشي والكيوي أن استخدام حامض الساليسيلك يحسن من الجودة ويقلل من الأضرار الناتجة عن التخزين. مما يؤكد أهمية هذا المركب في الحفاظ على جودة الفواكه بعد الحصاد.
المستخلص
ملخص شامل للتجربة:
تم إجراء تجربة مختبرية في مختبر الخزن التابع لكلية الزراعة بجامعة القاسم الخضراء، حيث استُخدمت ثمار الليمون الحلو المحلي من بساتين بعقوبة. استمرت التجربة من تشرين الثاني إلى آذار. وهدفها دراسة تأثير موعد الجني ومعاملات مختلفة على صفات الثمار المخزنة. تم استخدام محاليل كلوريد الكالسيوم، الكايتوسان، وحامض السالسيلك، وتم تخزين الثمار تحت ظروف معينة (درجة حرارة 15 م ورطوبة نسبية 85-90%) لمدة ثلاثة أشهر. تم توزيع مستويات العوامل وفق تصميم تام التعشية، مع استخدام اختبار أقل فرق معنوي لتحليل النتائج.
أظهرت النتائج تفوق الثمار التي جُنت في الموعد الثاني من حيث خفض معدل التنفس. بينما كانت الثمار التي جُنت في الموعد الأول ذات محتوى أعلى من فيتامين C. كما أسفرت المعاملة بكلوريد الكالسيوم عن زيادة معنوية في نسبة TSS/TA، وانخفاض نسبة الحموضة. استخدام الكايتوسان بتركيز 10 غم/لتر أدى إلى زيادة نسبة العصير والمواد الصلبة الذائبة، مع خفض نسبة القشرة. بينما حافظت المعاملة بحامض السالسيلك على أعلى نسبة حموضة. أظهرت الثمار المعاملة بالكايتوسان بتركيز 20 غم/لتر ارتفاعًا في نسبة السكريات الكلية والمختزلة وانخفاض معدل التنفس. بالإضافة إلى ذلك، كان للمدة الزمنية للخزن تأثير معنوي واضح على الصفات، حيث ارتفعت نسبة العصير ومعدل التنفس في الفترة الأخيرة مقارنة بالفترات السابقة.
اقرأ ايضا: الرايزوبيا والمايكورايزا: تأثير لقاحات الرايزوبيا والمايكورايزا وفيتامين ب على نبات الباقلاء