نمط الحراثة والإرواء على التصلب السطحي ونمو على الماش تحت الري السيحي والتنقيط
عنوان الرسالة: تأثير نمط الحراثة وفاصلة الإرواء في التصلب السطحي والتوزيع الرطوبي ونمو وحاصل الماش (.Vigna radita L) تحت نظامي الري السيحي والتنقيط
مقدمة
تعتبر الزراعة من أبرز المجالات التي تتأثر بطرق وأساليب الري والحراثة. حيث تلعب هذه العوامل دوراً مهماً في تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية. في هذا السياق، يأتي البحث المقدم من جامعة الأنبار في العراق. والذي يدرس تأثير نمط الحراثة وفاصلة الإرواء في التصلب السطحي والتوزيع الرطوبي لمحصول الماش.
خلفية البحث
يعتبر الماش من المحاصيل الغذائية الهامة في العراق، وهي غنية بالبروتينات والفيتامينات. يسعى الباحثون إلى تحسين إنتاجيتها من خلال دراسة تأثير أنماط الحراثة المختلفة وأنظمة الري، سواء كانت ري سطحي أو ري بالتنقيط. يتناول البحث أيضاً كيفية تأثير هذه الأساليب على الخصائص الفيزيائية للتربة، مثل التصلب السطحي والتوزيع الرطوبي.
تعتبر الماش واحدة من أهم المحاصيل الزراعية في العراق، حيث تلعب دوراً حيوياً في النظام الغذائي للعديد من السكان. تعود أهمية الفاصوليا إلى قيمتها الغذائية العالية، فهي غنية بالبروتينات والألياف، مما يجعلها مصدراً مهماً للغذاء. ومع ذلك، تواجه الزراعة تحديات متعددة، بما في ذلك تغير المناخ، وندرة المياه، والتدهور البيئي.
تعتبر طرق الحراثة وإدارة الري من العوامل الأساسية التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف تأثير نمط الحراثة وفاصلة الإرواء على الخصائص الفيزيائية للتربة، مثل التصلب السطحي والتوزيع الرطوبي، مما يساهم في تحسين نمو محصول الماش.
تكمن أهمية البحث في تقديم رؤى علمية حول كيفية تحسين طرق الزراعة من أجل تحقيق إنتاجية أعلى، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في العراق.
الحراثة وأهميتها
الحراثة هي عملية زراعية تهدف إلى إعداد التربة عن طريق تحريكها وقلبها ميكانيكيًا. تستخدم أنواع مختلفة من المحاريث لتحقيق أهداف متنوعة، حيث يقوم المحراث بتفكيك التربة إلى دقائق صغيرة لتوفير ظروف ملائمة لزراعة البذور. تمثل الحراثة خطوة أساسية في الزراعة، حيث تشكل نسبة المحاريث 21.58% من إجمالي الآلات الزراعية في العراق. تختلف تقنيات الحراثة حسب خصائص التربة الكيميائية والفيزيائية، ونوع المحصول، مما يساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية.
نمط الحراثة وتقنياتها
تتعدد أنماط الحراثة حول العالم، حيث تعد الحراثة التقليدية هي الأكثر شيوعًا في المناطق ذات التربة المتوسطة والثقيلة. تستخدم في هذه الطريقة المحراث المطرحي الذي يقلب التربة بعمق يتراوح بين 0.20 و0.25 متر. مما يساعد على زراعة محاصيل مثل الذرة الصفراء. من جهة أخرى، تعتمد الحراثة الدنيا على المحراث الحفار الذي يحسن نفاذية التربة للهواء والماء. كما توجد معدات متعددة مثل الأمشاط الشوكية والأمشاط القرصية التي تُستخدم لتحقيق مستويات مختلفة من العمق.
الاتجاه نحو نمط الحراثة الأقل
في السنوات الأخيرة، زاد الاهتمام بنظام الحراثة الأقل كوسيلة لتقليل تكاليف إنتاج المحاصيل وتحسين ظروف التربة. تُعتبر الحراثة العميقة، التي تستخدم فيها المحاريث تحت التربة، فعالة في تحسين التربة ذات الطبقات الصماء، مما يساعد على توسيع نطاق انتشار الجذور وزيادة الإيصالية المائية. تتجه الزراعة الحديثة نحو استخدام تقنيات تقلل من تأثير التعرية وتحسن التربة، مما يعزز الاستدامة في إنتاج المحاصيل.
نمط الحراثة الدنيا وتأثيرها على الإنتاجية
الحراثة الدنيا هي تقنية زراعية تهدف إلى تقليل التأثير على التربة باستخدام أقل عدد ممكن من الآلات. في العديد من دول قارة آسيا، بدأ المزارعون يتحولون تدريجياً من نظام الحراثة التقليدية إلى الحراثة الدنيا، وذلك بسبب الفوائد الإيجابية لنظام الحراثة الدنيا على إنتاجية المحاصيل. أظهرت الدراسات أن هذا النظام يؤثر بشكل ملحوظ على إنتاجية المحاصيل وخصائص النباتات والتربة بالمقارنة مع الحراثة التقليدية، حيث يقلل من مقاومة التربة للاختراق ويساهم في انتشار الجذور إلى أعماق أكبر.
زيادة استخدام نمط الحراثة الدنيا
لقد أثبتت الحراثة الدنيا فعاليتها في تحسين معدل الغيض والمحتوى الرطوبي للتربة، مما يساعد على احتفاظ التربة بالماء بشكل أفضل مقارنةً بالحراثة التقليدية. على مدى السنوات الأخيرة، زاد استخدام نظام الحراثة الدنيا بشكل كبير. حيث ارتفعت المساحة المستخدمة من 45 مليون هكتار في عام 2004 إلى 98.8 مليون هكتار في عام 1997، مما يعكس نجاح هذه التقنية في الترب الخفيفة والمختلطة. حيث تظهر كفاءة أعلى وتكاليف أقل مقارنةً بالحراثة التقليدية.
نمط الحراثة الصفرية وفوائدها
الحراثة الصفرية، أو الزراعة بدون حراثة، تهدف إلى عدم إثارة التربة، مما يعزز قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة ويحميها من الانجراف بواسطة الرياح أو المياه. هذا النظام، المعروف بأسماء مختلفة في مناطق متعددة مثل “Zero Tillage” في الولايات المتحدة و”Direct-Seeding” في كندا. يساهم في الحفاظ على إنتاجية المحاصيل على المدى الطويل. تشير الدراسات إلى أن هذا الأسلوب يحسن خصائص التربة ويزيد من كفاءة استخدام المياه، مما يقلل من التبخر. كما أن استخدام الحراثة الصفرية قد ارتفع عالميًا ليصل إلى 125 مليون هكتار بحلول نهاية عام 2011، مما يعكس نجاحه في تحسين بناء التربة وعوائد الزراعة.
التحديات والسلبيات
رغم الفوائد العديدة للحراثة الصفرية، مثل تقليل الوقت والتكاليف اللازمة للزراعة وتحسين نمو البادرات، إلا أنها تواجه بعض التحديات. من بين السلبيات، تزايد تكاليف المبيدات المستخدمة لمكافحة الأعشاب الضارة في بداية تطبيق هذا النظام. يتطلب نظام الحراثة الصفرية تكييفًا ودراسات مستمرة لضمان النجاح. حيث أن لكل نظام حراثة مميزاته وعيوبه التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتحقيق أفضل نتائج زراعية.
ملخص الدراسة
نفذت تجربتان حقليتان في محطة دراسات المحاصيل العلفية في قرية السكران. بهدف دراسة تأثير نمط الحراثة وفاصلة الإرواء على التصلب السطحي والمحتوى الرطوبي وإنتاجية محصول الماش (Vigna radiata L) تحت نظامي الري السيحي والتنقيط. استخدم تصميم الألواح المنشقة لتوزيع المعاملات، التي تضمنت الحراثة الصفرية، والحراثة الدنيا، والحراثة التقليدية، مع فاصلتين للإرواء (يومان وأربعة أيام). تمت الزراعة في 27 يوليو 2018، والحصاد في 1 نوفمبر 2018، باستخدام مياه من نهر الفرات.
أظهرت النتائج أن الحراثة الصفرية وفاصلة الإرواء يومان حافظتا على أعلى محتوى رطوبي في التربة مقارنةً بالحراثة التقليدية. كما أظهرت الحراثة التقليدية أدنى مقاومة للاختراق، مما ساهم في تحسين خصائص التربة. بلغ أعلى استهلاك مائي وعمق ماء مضاف للمحصول خلال مرحلة النمو الخضري. مع تفوق معامل المحصول (Kc) في هذه المرحلة لكلتا طريقتي الري.
فيما يتعلق بالإنتاجية، تفوقت معاملة الحراثة الدنيا مع فاصلة الإرواء يومان في عدد القرنات وحاصل الحبوب، بينما حققت الحراثة التقليدية نتائج جيدة في الحاصل البيولوجي. كما أظهرت الحراثة الصفرية تفوقًا في طول الجذر ووزنه الجاف عند استخدام الري السيحي. هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية اختيار نمط الحراثة وفاصلة الإرواء في تحسين إنتاجية المحاصيل.