رسائل واطاريح

فترات الري على نمو أصناف الذرة البيضاء (Sorghum bicolor L.) والأدغال المرافقة لها

 رسالة ماجستير بعنوان : تأثير فترات الري في نمو وحاصل اصناف من الذرة البيضاء Sorghum bicolor L.) Moench) والادغال المرافقة لها

مقدمة

تعتبر زراعة المحاصيل الحقلية من الأنشطة الزراعية الحيوية التي تواجه العديد من التحديات، وعلى رأسها شح المياه. في ظل الظروف المناخية المتغيرة وزيادة معدلات التبخر، يصعب على المزارعين تحقيق إنتاجية مستدامة. تُعد الذرة البيضاء، المعروفة علميًا بـ Sorghum bicolor (L.) Moench، واحدة من أهم المحاصيل التي تزرع في العراق، حيث تحتل المرتبة الخامسة عالميًا من حيث الأهمية والإنتاج. تواجه زراعة الذرة البيضاء تحديات تتعلق بتوافر المياه، مما يتطلب من المزارعين البحث عن استراتيجيات فعالة لإدارة الري لتعزيز نمو المحصول وتحسين حصاده.

 تأثير فترات الري في نمو وحاصل اصناف من الذرة البيضاء Sorghum bicolor (L.) Moench والادغال المرافقة لها
 تأثير فترات الري في نمو وحاصل اصناف من الذرة البيضاء Sorghum bicolor (L.) Moench والادغال المرافقة لها

في هذا الإطار، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل تأثير فترات الري المختلفة على نمو وحاصل أصناف الذرة البيضاء، مع التركيز على كيفية تأثير تلك الفترات على الصفات الزراعية ومنافسة الأعشاب الضارة. من خلال إجراء تجارب حقليّة في محافظتي ميسان والبصرة، تسعى الدراسة إلى تقديم بيانات علمية تساعد المزارعين في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إدارة الري، مما يسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية في ظل ظروف شح المياه.

أهداف البحث

يهدف البحث إلى دراسة تأثير فترات الري المختلفة على نمو وحاصل أربعة أصناف من الذرة البيضاء، مع التركيز على كيفية تأثير تلك الفترات على الصفات الزراعية ومنافسة الأعشاب الضارة. سيوفر هذا البحث معلومات قيمة للمزارعين لتحسين إدارة الري وزيادة الإنتاجية.

مراجعة المصادر

تسعى مراجعة المصادر إلى تقديم خلفية علمية حول تأثير فترات الري على نمو وحاصل الذرة البيضاء. تتضمن النقاط الرئيسية:

  1. تأثير الإجهاد المائي: تُظهر الدراسات السابقة أن نقص المياه يؤثر على جميع مراحل نمو النبات، مما يؤدي إلى انخفاض في الصفات الزراعية مثل ارتفاع النبات ووزن الحبوب.

  2. فترات الري: تم التوصل إلى أن فترات الري الأطول تؤثر سلبًا على النمو، بينما الفترات القصيرة تحسن من الاستجابات الفسيولوجية للنبات، بما في ذلك زيادة في كفاءة استخدام المياه.

  3. منافسة الأعشاب: تؤكد الأبحاث أن التحكم في فترات الري يمكن أن يقلل من نمو الأعشاب الضارة، مما يساهم في تحسين إنتاجية المحاصيل.

تأثير الإجهاد المائي على نمو الذرة البيضاء

يؤثر الإجهاد المائي بشكل ملحوظ على جميع مراحل نمو نبات الذرة البيضاء، ويتوقف هذا التأثير على كمية مياه الري ومرحلة نمو النبات. عند حدوث الإجهاد المائي، ينعكس ذلك سلبًا على صفات النمو والحاصل، حيث يؤثر على الأوراق ويزيد من شيخوختها، مما يقلل من كفاءة عملية التمثيل الضوئي ويؤثر على تراكم المادة الجافة. أظهرت الدراسات أن الإجهاد المائي قبل وبعد التزهير له تأثير كبير على نمو النبات، حيث يؤدي حجب الري لفترات معينة إلى تأخير نمو وتطور النباتات.

تأثير فترات الري على ارتفاع النبات

أظهرت التجارب أن فترات الري المتقاربة، مثل الري كل 7 أو 11 يوم، تؤدي إلى زيادة في معدل ارتفاع نبات الذرة البيضاء، حيث حققت الأصناف المروية كل 7 أيام ارتفاعًا بلغ 66.80 سم، بينما كانت الأصناف المروية كل 11 يومًا بارتفاع 64.90 سم. في المقابل، أدى الإجهاد المائي إلى تقليل ارتفاع النبات والمساحة الورقية، حيث تلقت النباتات ذات الاستنزاف المائي بنسبة 75% أقل قيم ارتفاع ومساحة ورقية مقارنةً بتلك المروية بشكل متكرر.

التأثيرات السلبية للإجهاد المائي

تؤدي ظروف الإجهاد المائي إلى تقليل المساحة الورقية وحجم الخلايا في الأوراق، مما يؤثر سلبًا على معدل ارتفاع النبات. كما أظهرت الدراسات أن تكرار الري كل 3 أيام يعطي أعلى متوسط لارتفاع النبات، بينما الري كل 9 أيام ينتج أقل متوسط. تشير النتائج إلى أن الإجهاد المائي يؤثر بشكل كبير على نمو الذرة البيضاء، مما يستدعي إدارة دقيقة لفترات الري لضمان تحقيق أعلى إنتاجية.

تأثير فترات الري على نسبة البروتين في حبوب الذرة البيضاء

تعد نسبة البروتين في حبوب الذرة البيضاء من الصفات الأساسية التي تعكس جودتها ومدى استفادة النباتات من عناصر النمو. تلعب هذه النسبة دورًا مهمًا في تحسين القيمة الغذائية للحبوب، خاصةً في سياق استخدامها في العلائق المركزة للدواجن. أظهرت الدراسات أن تقليل مياه الري يؤدي إلى زيادة نسبة البروتين، حيث ينجم ذلك عن تركيز الأحماض الأمينية الناتجة من تحلل البروتينات أو انخفاض استهلاكها في تكوين البروتوبلازم. كما تشير الأبحاث إلى أن الإجهاد المائي يساهم في زيادة محتوى البروتين في الحبوب من خلال تعزيز تركيز الأحماض الأمينية.

نتائج التجارب حول الري ونسبة البروتين

وجدت الدراسات أن حجب مياه الري خلال مراحل نمو الذرة البيضاء يؤدي إلى زيادة تدريجية في محتوى البروتين. على سبيل المثال، أظهرت تجربة في كلية الزراعة بجامعة بغداد أن الري الناقص في ثلاث مراحل معينة أدى إلى تحقيق أعلى متوسط لنسبة البروتين بلغ 13.50%، مقارنةً بالري الكامل الذي سجل 13.01%. كما أكدت الأبحاث أن تعرض نباتات الذرة البيضاء للإجهاد المائي بعد التزهير يزيد من نسبة البروتين، مما يدل على أهمية إدارة فترات الري لتحقيق أعلى قيمة غذائية للحبوب.

الخلاصة

دراسة تأثير فترات الري على الذرة البيضاء

تمت دراسة تأثير فترات الري وتباعدها خلال مراحل نمو الذرة البيضاء (Sorghum bicolor) على الصفات النمو والحاصل وكثافة الأدغال، وذلك لأربعة أصناف تحت ظروف محافظتي البصرة وميسان. أجريت تجربتان حقليتان، الأولى في موسم 2019 في ميسان، والثانية في موسم 2020 في البصرة. استخدم تصميم القطاعات العشوائية الكاملة (R.C.B.D) مع ثلاث مكررات، حيث شملت التجربة أصناف كافيير، جيزة، رابح، وإنقاذ، مع ثلاث فترات ري (كل 5، 10، و15 يوم). تم دراسة عدة صفات مثل ارتفاع النبات، قطر الساق، المساحة الورقية، وحاصل الحبوب.

نتائج تأثير فترات الري

أظهرت النتائج أن تقصير فترة الري إلى 5 أيام حسّن من صفات نمو الذرة البيضاء، حيث زادت من ارتفاع النبات وقطر الساق، وحققت أعلى معدل لحاصل الحبوب بلغ 7.09 و5.37 طن/هكتار للموسم الأول والثاني على التوالي. بالمقابل، أدى تأخير فترة الري إلى 15 يوماً إلى تقليل الوزن الجاف للأدغال المرافقة، مما ساعد في تحسين الإنتاجية. كما اختلفت الأصناف في استجابتها لفترات الري، حيث تفوق الصنف إنقاذ في مقاومة الأدغال وأعطى أدنى وزن جاف للأدغال المرافقة.

تفوق الأصناف المختلفة

تظهر النتائج أيضاً أن الصنف إنقاذ حقق أفضل النتائج عند فترة الري كل 5 أيام، حيث بلغ عدد الحبوب في الرأس 2891.27 و2106.33 حبة، وحاصل الحبوب 8.77 و7.05 طن/هكتار للموسمين. في المقابل، تفوق الصنف جيزة في ارتفاع النبات والمساحة الورقية ونسبة البروتين. بينما كان الصنف كافيير الأقل أداءً في معظم الصفات. تشير هذه النتائج إلى أهمية إدارة فترات الري واختيار الأصناف المناسبة لتحقيق أفضل إنتاجية من الذرة البيضاء.

اقرأ ايضا: تأثير مواعيد الزراعة ومستويات من حامض الجبرلين في صفات النمو والحاصل المحصول الذرة البيضاء Sorghum bicolor L. Moench

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى