رسالة ماجستير : تأثير خث (كومبوست) نشارة الخشب في الخصائص الفيزيائية ونمو وحاصل الحنطة في ترب مختلفة في محتواها من الجبس
تعتبر الزراعة عنصراً أساسياً لضمان الأمن الغذائي، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في عدد السكان. لذلك، تكمن أهمية البحث في تحسين استخدام التربة، لا سيما التربة الجبسية التي تشكل جزءاً كبيراً من الأراضي الزراعية في العراق. تركز هذه الدراسة على تأثير إضافة خث (كومبوست) نشارة الخشب كوسيلة لتحسين الخصائص الفيزيائية للتربة وتعزيز نمو محصول الحنطة.
 |
| تأثير خث (كومبوست) نشارة الخشب في الخصائص الفيزيائية ونمو وحاصل الحنطة في ترب مختلفة في محتواها من الجبس |
تعاني الترب الجبسية العديد من المشاكل التي تحد من طبيعة استغلالها للأغراض الزراعية وخصوصاً عندما تتعدى نسبة المحتوى الجبسي في التربة 10% فما فوق ويكون لها تأثير سلبي في صفات التربة منها الفيزيائية والتي تعطي بناء ضعيف للتربة وتقلل من قابلية التربة على الاحتفاظ بالماء والتي تنعكس على نمو المحاصيل الزراعية (الزبيدي 1992). ونظراً لمحدودية الموارد المائية وعدم كفايتها لإرواء كامل المساحة المزروعة بالمحاصيل لذا أصبح من الضروري التفكير الجدي في ايجاد اساليب علمية وحديثة من اجل ادارة هذه الترب وترشيد استهلاك المياه فيها والحصول على أفضل عائد من زراعة هذه الترب.
أهمية الدراسة
تغطي التربة الجبسية حوالي 20% من الأراضي العراقية، مما يستدعي استراتيجيات فعالة لتحسين خصائصها الفيزيائية. يعاني الفلاحون من تحديات عدة مثل نقص المياه، لذا فإن استخدام مواد عضوية مثل نشارة الخشب قد يساعد في تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه وبالتالي تعزيز الإنتاجية الزراعية.
منهجية البحث
أجريت تجربة في حقل كلية الزراعة بجامعة الأنبار، حيث تم تحضير التربة مع ثلاث مستويات من الجبس (58، 184، 310 غم كغم) وتمت إضافة أربع مستويات من نشارة الخشب. زرعت بذور الحنطة وتمت مراقبة الخصائص الفيزيائية للتربة ونمو النبات.
الخصائص الفيزيائية للتربة
الكثافة الظاهرية: أظهرت النتائج أن الكثافة الظاهرية للتربة زادت مع زيادة محتوى الجبس، ولكنها انخفضت مع إضافة نشارة الخشب، مما يشير إلى تأثير إيجابي للنشارة في تحسين بنية التربة.
ثباتية التجمعات: انخفضت قيم ثباتية التجمعات مع زيادة الجبس، لكن تم تعزيزها عند إضافة نشارة الخشب، مما يدل على قدرة النشارة على تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء.
الإيصالية المائية: لاحظت الدراسة زيادة في الإيصالية المائية مع زيادة محتوى الجبس، ولكن إضافة نشارة الخشب ساهمت في تحسين الإيصالية في مستويات معينة.
تأثير مجروش كوالح الذرة الكمبوست على الاستهلاك المائي
أظهرت الدراسات أن استخدام مجروش كوالح الذرة كمحسن للتربة يسهم في تقليل استهلاك المياه عن طريق خفض قيم التبخر. عند خلط كوالح الذرة مع التربة، لوحظ انخفاض في كميات مياه الري بنسبة تتراوح بين 27.48% و28.16% خلال مراحل مختلفة من نمو النبات، مثل التفرعات والاستطالة والتزهير. هذا الانخفاض يشير إلى فعالية الكوالح في زيادة احتفاظ التربة بالرطوبة، مما ينعكس إيجابًا على استهلاك المياه.
آلية عمل كوالح الذرة الكمبوست في تقليل التبخر
تعزى فعالية كوالح الذرة في تقليل التبخر إلى قدرتها على امتصاص الرطوبة من الهواء وتشكيل عازل يحول دون نفاذ الأشعة الشمسية إلى سطح التربة. هذا العزل يقلل من الطاقة الحرارية التي تصل إلى أعماق التربة. مما يؤدي إلى تقليل معدلات التبخر وزيادة المخزون المائي في الطبقة السطحية. وبذلك، تبقى كمية كبيرة من الماء متاحة لجذور النبات، مما يحسن من كفاءة استخدام المياه في الزراعة.
تأثير المحسنات العضوية الكمبوست على الري
تشير الأبحاث إلى أن إضافة المحسنات العضوية، مثل مخلفات المدن والصرف الصحي. كما يمكن أن تخفض كميات المياه المستهلكة من الري بنسبة تصل إلى 30% لنباتات الحنطة. هذه النتائج تدل على أهمية استخدام المحسنات العضوية في الزراعة لتحسين خصائص التربة وزيادة كفاءتها في احتفاظ الرطوبة. مما يسهم في تقليل استهلاك المياه وتحسين إنتاجية المحاصيل. وبالتالي، فإن استخدام الكوالح والمخلفات العضوية يعتبر استراتيجية فعالة في إدارة المياه في الزراعة.
كفاءة استهلاك المياه في الزراعة
تعرف كفاءة استهلاك الماء بقدرة النبات على استغلال الماء لإنتاج المادة الاقتصادية، مثل البذور أو المادة الجافة. تعتمد هذه الكفاءة على العلاقة بين الحاصل في وحدة المساحة وكمية الماء المستخدمة. كما أظهرت الدراسات أن إضافة المواد العضوية، مثل مجروش الكوالح، يحسن من كفاءة استخدام المياه, حيث زادت الكفاءة بنسبة 36% مقارنةً بالمعاملات بدون إضافة. يعود ذلك إلى تحسين الخصائص الفيزيائية للتربة، مما يزيد من المسامية ويعزز احتفاظ التربة بالماء. مما يساهم في نمو الخلايا النباتية بشكل طبيعي وزيادة سرعة انقسامها.
تأثير المخلفات العضوية الكمبوست على كفاءة المياه
تشير الأبحاث إلى أن استخدام المخلفات العضوية، سواء كانت نباتية أو حيوانية. يساهم في تقليل معدلات التبخر وزيادة المخزون المائي في التربة. كما أظهرت النتائج أن الاحتفاظ بالبقايا أدى إلى تحسين كفاءة استعمال المياه في المحاصيل، مثل القمح، حيث سجلت أعلى قيم للكفاءة عند استخدام المخلفات العضوية. وبالتالي، فإن إضافة هذه المواد إلى التربة تعتبر استراتيجية فعالة لتحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية بشكل عام.
تأثير نشارة الخشب الكمبوست على نمو الحنطة
ارتفاع النبات: أظهرت النتائج أن ارتفاع نبات الحنطة زاد مع إضافة نشارة الخشب. حيث بلغت أعلى قيمة 78 سم في معاملة إضافة مستخلص نشارة الخشب.
عدد الحبوب في السنبلة: انخفض عدد الحبوب في السنبلة مع زيادة الجبس. ولكن تحسين الخصائص الفيزيائية للتربة من خلال إضافة النشارة ساهم في زيادة عدد الحبوب.
الحاصل الكلي: ارتفع الحاصل الكلي مع استخدام نشارة الخشب. كما حققت المعاملة التي تضمنت نشارة الخشب أعلى إنتاجية وصلت إلى 5.342 طن/هـ.
الاستنتاجات والتوصيات
تؤكد النتائج أن استخدام خث (كومبوست) نشارة الخشب يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتحسين الخصائص الفيزيائية للتربة الجبسية وتعزيز نمو محصول الحنطة. كما يوصى بتبني هذه الاستراتيجية في الممارسات الزراعية لتحسين الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي.
اقرأ ايضا: تأثير إضافة الفحم الحيوي (Biochar) في بعض الخصائص المائية والفيزيائية ونوعية التربة الجبسية
الخاتمة
تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم كيفية تحسين خصائص التربة الجبسية واستخدام المواد العضوية لتعزيز الإنتاج الزراعي. كما تمثل النتائج دليلاً على أن إدارة التربة بشكل صحيح يمكن أن تؤدي إلى تحسينات كبيرة في الإنتاجية الزراعية، مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي في العراق.
