كتب

زراعة الارز : كتاب شامل ومفصل عن تربية و زراعة الارز

يعتبر الأرز من المواد الغذائية المتكاملة بفضل احتوائه على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الضرورية للجسم. لقد كان الأرز غذاءً أساسياً للعديد من الشعوب الآسيوية منذ مئات السنين، حيث يعتبر جزءاً لا يتجزأ من ثقافاتهم وتقاليدهم الغذائية. زراعة الارز مهمة جدا لذلك يعد الأرز من أفضل الحبوب لصحة الإنسان، نظراً لخصائصه المميزة، مثل قلة الدهون والكولسترول، وعدم احتوائه على الصوديوم، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأملاح والسعرات الحرارية.

كتاب عن زراعة الارز

يحتوي الأرز البني على نسبة عالية من الألياف والمعادن والفيتامينات، مما يجعله خياراً صحياً أكثر من الأرز الأبيض. تتكون حبة الأرز من حوالي 12.5% ماء، و3% بروتين، و78% نشا، و3% دهون نباتية، كما تحتوي على مجموعة من الأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمنغنيز والحديد والفوسفور والكبريت واليود.

إضافةً إلى ذلك، يحتوي الأرز على فيتامينات مهمة مثل A وB وE، التي تلعب دوراً حيوياً في تعزيز المناعة وتحسين صحة الجلد والبصر. لذلك يعتبر الأرز خياراً مثالياً كجزء من نظام غذائي متوازن وصحي.

الأهمية الاقتصادية للأرز

يعتبر الأرز من المحاصيل الغذائية الأساسية في العالم، حيث يحتل مركزاً مهماً في تغذية نصف سكان العالم، خاصة في مناطق جنوب شرق آسيا. في مصر، يعد الأرز واحداً من أهم محاصيل الحبوب، ويأتي في المرتبة الثانية بعد القمح من حيث أهميته كغذاء للشعب المصري. لقد أصبح الأرز أهم المحاصيل الصيفية، وذلك بفضل قيمته الغذائية العالية وعائده الاقتصادي المجزي للمزارعين.

حققت مصر إنتاجية عالية من الأرز، حيث تُعد من الأعلى على مستوى العالم، وذلك بفضل الأبحاث التي أجرتها وزارة الزراعة والمعاهد البحثية المتخصصة. تم استنباط العديد من الأصناف ذات الإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض، كما ساهم في تعزيز إنتاجية الفدان.

يجدر بالذكر أن محصول الأرز يقضي حوالي ثلث عمره في المشتل، مما يتيح الفرصة لزراعة محاصيل خضر ورقية في بداية الصيف، أو حتى السماح باستمرار الزراعات الشتوية المتأخرة حتى نضجها.

تساهم شركة كفر الزيات للمبيدات والكيماويات في دعم هذا المحصول الاستراتيجي من خلال إنتاج مبيدات خاصة لمكافحة الآفات، مثل الحشائش السائدة في الأرز، مما يعزز من إنتاجيته ويدعم الاقتصاد الزراعي في البلاد.

أهم الأصناف المنتشرة في مصر

تعد الأصناف المختلفة من الأرز في مصر من المحاصيل الهامة التي تلبي احتياجات السوق. إليك أبرز هذه الأصناف:

1. جيزة 177

صنف مصري قصير الحبوب، متوسط إنتاجية الفدان من 3-4 طن. يمتاز بقصر ساقه ومقاومته لمرض اللفحة. يحتاج إلى 125 يومًا من الزراعة حتى الحصاد، مما يوفر مياه الري بنسبة 25-30% مقارنة بالأصناف القديمة. كما تصفية التبييض تصل إلى 73%، ويتميز بصفات طهي ممتازة. يُفضل زراعته الارز في الأراضي عالية الخصوبة.

2. جيزة 178

صنف قصير الحبوب وعالي المحصول، بمتوسط إنتاجية من 4-5 طن للفدان. يحتاج إلى 135 يومًا للنضج، وتصفية التبييض 71%. على الرغم من صغر حجم حبوبه، إلا أنها تشبه الأرز البلدي بعد التبييض. يجود في الأراضي الخصبة والملحية.

3. سخا 101

صنف قصير الحبوب وعالي المحصول، متوسط إنتاجيته أكثر من 5 طن للفدان. يحتاج إلى 140 يومًا حتى الحصاد، مع تصفية تبيض 72%. يُفضل زراعته في الأراضي الخصبة.

4. سخا 102

هذا الصنف متوسط إنتاجيته من 3.5-4.5 طن، ومقاوم لمرض اللفحة. يحتاج إلى 125 يومًا للنضج، مما يساعد في توفير مياه الري بنسبة 25-30%. تصفية التبييض تصل إلى 72%.

5. سخا 103

صنف جديد قصير الحبوب، متوسط إنتاجيته من 4-4.5 طن. يحتاج إلى 120 يومًا للنضج، مما يوفر مياه الري بنفس النسبة. تصفية التبييض 72% وصفات الطهي ممتازة.

6. سخا 104

صنف جديد وعالي المحصول، بإنتاجية من 4-5 طن. يحتاج إلى 135 يومًا للنضج، وتصفية التبييض 72%. يُفضل زراعته في الأراضي الملحية.

7. جيزة 182

صنف طويل الحبوب، بمتوسط إنتاجية من 4-5 طن. يحتاج إلى 125 يومًا للنضج، مما يوفر مياه الري بنسبة 20-25%. تصفية التبييض 70%.

8. جيزة 181

صنف طويل الحبوب، بمتوسط إنتاجية من 4-5 طن. يحتاج إلى 145 يومًا حتى الحصاد، مع تصفية تبييض 69%.

9. ياسمين المصري (الأرز العطري)

صنف طويل الحبوب، متوسط إنتاجيته من 3-4 طن. يحتاج إلى 150 يومًا للنضج، وتصفية التبييض 65%. يتميز برائحته العطرية وصفات الطهي الممتازة.

الظروف المناسبة في زراعة الارز

الظروف المناخية

تتفاوت درجات الحرارة التي يحتاجها محصول الأرز خلال مراحل نموه المختلفة. تتراوح درجة الحرارة المثلى للإنبات بين 30-35 م°، حيث تتأثر عملية الإنبات سلباً إذا ارتفعت الحرارة عن 40 م°، مما يؤدي إلى عدم انبات البذور. أما درجات الحرارة الدنيا لإنبات حبوب الأرز فتتراوح بين 10-13 م°، ولا يمكن للحبوب أن تنبت إذا تعرضت لدرجات حرارة أقل من ذلك.

تكون درجات الحرارة المثلى لنمو أوراق الأرز حوالي 23 م°، بينما تصل العظمى إلى 30 م°. يجب ألا تقل درجات الحرارة الدنيا لنمو الأوراق عن 7 م°. بشكل عام، تتراوح درجات الحرارة المناسبة لنمو الأرز بين 20-37 م°، ويتأثر النمو سلباً إذا تعرض النبات لدرجات حرارة أقل من 15 م°.

تؤثر درجات الحرارة أيضاً على سرعة إزهار نباتات الأرز، حيث يلاحظ أن بعض الأصناف تزداد نشاطاً في الإزهار عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة. ومع ذلك، فإن تعرض النباتات لدرجات حرارة مرتفعة أثناء الليل يؤثر سلباً على المحصول، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة فقدان المواد الغذائية نتيجة لزيادة سرعة التنفس. يحتاج نبات الأرز أيضاً إلى فترة ضوئية طويلة، مما يجعله زراعة الارز في فصل الصيف.

التربة المناسبة

يمكن زراعة الأرز في جميع أنواع الأراضي، بشرط أن تكون ذات قدرة عالية على الاحتفاظ بالماء. يفضل زراعته في الأراضي الطينية الخصبة الغنية بالمادة العضوية وذات القوام المتماسك. كما يتحمل الأرز الملوحة بدرجة قليلة، مما يجعله خياراً مناسباً في بعض الظروف البيئية الخاصة.

طرق الزراعة الارز

أولاً: الزراعة بالشتل اليدوي

ميعاد زراعة الارز في المشتل

ينبغي زراعة المشتل خلال النصف الأول من شهر مايو، حيث أن التأخير عن هذا الموعد يؤدي إلى نقص كبير في المحصول.

تجهيز الأرض للزراعة (الشتل)

يجب اختيار أرض المشتل بالقرب من مصدر المياه ومكان الحقل المستديم، ويكون مساحة المشتل حوالي 2.5 قيراط للفدان، أي ما يعادل عشر مساحة الحقل المستديم.

التقاوي

يحتاج الفدان من 50 إلى 60 كجم من التقاوي، ويتم تجهيزها بنقعها لمدة 24-48 ساعة ثم كمرها لمدة 48 ساعة. قد تطول فترة الكمر في الأجواء الباردة حتى لا تطول الجذور وتنكسر أثناء عملية البدار.

زراعة الارز في المشتل

تبذر التقاوي في وقت هدوء الرياح بعد تهويتها، ويكون منسوب المياه 2-3 سم فوق سطح التربة لمدة 5 أيام. بعد ذلك، يُصرف المشتل ويفضل القيام بذلك في المساء، ثم يتم الري بعد يومين مع صرف المياه مرة أخرى بعد 4-5 أيام. تُترك التربة بدون ري ليوم أو يومين لتهوية التربة وتنمية الجذور، ثم يُكرر الري كل 4-6 أيام مع صرف الأرض جيداً قبل الري بيوم واحد.

ثانياً: الزراعة البدار للأرز

شهدت السنوات الأخيرة زيادة في الزراعة البدار نظراً لقلة الأيدي العاملة، ومحصول الأرز البدار لا يقل عن الشتل إذا تمت العمليات الزراعية في الوقت المناسب.

ميعاد زراعة الارز (البدار)

أكثر الأوقات ملاءمة لزراعة البدار هو النصف الثاني من شهر مايو، حيث أن التأخير يؤدي إلى نقص كبير في المحصول. يُفضل استخدام معدل تقاوي يتراوح بين 50-60 كجم للفدان، مع نقع وكمر التقاوي كما ذُكر سابقاً.

الري

يتم غمر الحقل بالماء بعد 3 أيام من الشتل، بحيث يكون ارتفاع المياه 3 سم، ويزداد هذا الارتفاع تدريجياً مع تقدم عمر النبات. ينبغي المحافظة على أن تكون الأرض مشبعة بالماء قدر الإمكان حتى أسبوعين قبل الحصاد، حيث أن التحكم في منسوب مياه الري أمر بالغ الأهمية للحفاظ على السماد الآزوتي ومكافحة الحشائش.

تظهر الأبحاث أن جميع أصناف الأرز حساسة جداً لنقص المياه خلال مراحل البادرة (30-35 يوم من الزراعة) وبعد الشتل لمدة أسبوعين، وكذلك عند بداية تكوين السنابل (35-45 يوم من الشتل). إن جفاف الحقل خلال هذه الفترات قد يؤدي إلى نقص المحصول بنسبة تصل إلى 50% أو أكثر، لذا يجب تجنب تعريض النباتات للجفاف في هذه الفترات الحرجة.

التسميد

تسميد أرض المشتل

يتم إضافة سوبر فوسفات الكالسيوم 15% بمعدل 4 كجم لكل قيراط على البلاط، ثم تحرث الأرض وتترك للتهوية. بعد ذلك، يُضاف السماد الأزوتي بمعدل 3 كجم يوريا أو 6 كجم سلفات نشادر لكل قيراط، مع تقليب السماد في التربة الجافة، ثم تُغمر الأرض بالمياه فوراً في نفس اليوم. يُفضل تقسيم المشتل إلى أحواض صغيرة لتحسين الري.

يضاف سماد كبريتات الزنك بمعدل 1 كجم لكل قيراط بعد التلويط، ويفضل مزجه بكمية من التراب الناعم لضمان توزيع متجانس. يجب تجنب إضافة السوبر فوسفات بعد غمر التربة، لأنه يعزز نمو البرعم ويؤدي إلى اختناق البادرات وزيادة أنواع معينة من الحشائش. كما يُنصح بعدم إضافة السماد العضوي لتقليل الإصابة بالأمراض.

تسميد الحقل المستديم

يتم وضع سماد السوبر فوسفات 15% بمعدل 100 كجم لكل فدان، أو 40 كجم من السوبر الثلاثي 37%. يفضل إضافة السماد الفوسفات في حال كانت المحاصيل السابقة غير بقولية، بينما لا يُضاف في حالة الزراعة بعد محصول بقول.

تجهز الأرض في زراعة الارز بالحرث وتترك القلاقيل للجفاف لمدة 3-5 أيام. يضاف السماد الأزوتي بمعدل 200 كجم (4 شيكارات) سلفات نشادر 20% أو 100 كجم (2 شيكارة) يوريا 46% لصنف سخا 102. أما للأصناف الأخرى مثل جيزة 177 و178 و181 وسخا 101، فيزيد السماد الأزوتي إلى 300 كجم (6 شيكارات) سلفات نشادر أو 150 كجم (3 شيكارات) يوريا.

يتم إضافة السماد على دفعتين:

  • الأولى: 2/3 المعدل السمادي قبل الحرثة الثانية مباشرة، مع التزحيف والغمر في نفس اليوم.
  • الثانية: 1/3 المعدل المتبقي نثراً قبل تكوين السنابل (حوالي 30-40 يوم بعد الشتل).

ينبغي عدم زيادة هذه المعدلات، حيث أن الزيادة تؤدي إلى الرقاد وانتشار الأمراض. كما يجب عدم إضافة أسمدة بعد طرد السنابل لتجنب زيادة الحبوب الفارغة.

السماد العضوي في زراعة الارز

لا يفضل إضافة السماد العضوي للأصناف القابلة للإصابة باللفحة، ولكن يمكن إضافته بمعدل 5-7 طن لكل فدان من السماد البلدي القديم. يُفضل أن يكون قد تم تحلله، وإذا أضيف للأرز، يجب أن يكون قد مر عليه عام على الأقل. في هذه الحالة، يمكن تقليل السماد المعدني بمعدل 15-20 كجم أزوت أو شيكارة يوريا لكل فدان.

إذا لم تُضاف كبريتات الزنك لأرض المشتل، يجب إضافتها بمعدل 10 كجم لكل فدان في الأرض المستديمة بعد التلويط وقبل الشتل مباشرة. هذه الكمية تفيد الأرز والمحاصيل التالية لمدة 3 سنوات.

إذا لم تُضاف كبريتات الزنك قبل الشتل وظهرت أعراض نقص الزنك (تلوين جانبي في الورقة الوسطى)، يجب:

  1. تجفيف الحقل لفترة تسمح بالتهوية.
  2. رش فرتل زنك 10% من إنتاج شركة دلتا للكيماويات الزراعية.

آفات زراعة الارز

تعتبر آفات الأرز من المشاكل المستمرة التي تؤثر على المحاصيل، حيث تشمل يرقات مستقيمة الأجنحة وثنائية الأجنحة التي تتغذى على النباتات الصغيرة، خاصة في الأراضي الملحية. يحدد الحد الاقتصادي الحرج بوجود 40 يرقة لكل متر مربع. من بين هذه الآفات، يعتبر الـ tadpole shrimp (Apus cancriformis) من الكائنات غير الحشرية التي تسبب أضراراً كبيرة. تضع إناث الـ shrimp بيضها في الماء أو التربة، حيث يفقس البيض بعد غمر التربة بالماء لعدة أيام. تبدأ اليرقات في التغذية على المواد العضوية، ثم تهاجر إلى حقول الأرز مما يؤدي إلى تدمير الجذور والأفرع الصغيرة. يمكن تقليل تأثيرها عن طريق صرف الماء من الحقل لمدة يومين.

تشمل الآفات الأخرى القواقع مثل Esteria، التي تضع بيضها في الصدفة وتفقس بعد غمر الحقل بالماء. تهاجر اليرقات بعد اكتمال نضجها إلى سطح التربة لتتغذى على نباتات الأرز، مما يسبب خسائر كبيرة. دورة حياة Esteria تستمر حتى نهاية يونيو، ويمكن مقاومة اليرقات من خلال صرف الماء لفترات قصيرة. أيضاً، تصيب ذبابة (Caddis fly) الأرز، حيث تعيش يرقاتها في أنابيب تبنيها من بقايا النباتات. تهاجر هذه اليرقات إلى حقول الأرز وتسبب نقصاً في كثافة النباتات. للتقليل من تأثيرها، ينصح بصرف الماء أو استخدام مادة الكلوريد.

عمليات الحصاد وما بعد الحصاد

تُعتبر عمليات حصاد الأرز الناضج وما بعد الحصاد من الجوانب الحيوية في زراعة الأرز. ينضج محصول الأرز عادة في وقت متأخر عن بقية محاصيل الحبوب، حيث يختلف وقت الحصاد من بداية سبتمبر في روسيا الأوروبية إلى منتصف سبتمبر في الشرق الأقصى. لتحقيق أفضل النتائج، يجب أن لا تتجاوز فترة الحصاد 20-25 يوماً، حيث أن التأخير أو التبكير في الحصاد يؤدي إلى زيادة الفاقد وتقليل كل من كمية المحصول وجودة الحبوب، مما قد يؤثر على الوقت المتاح لإعداد التربة لزراعة المحاصيل التالية. تعتمد مدة الحصاد على عدة عوامل، بما في ذلك موعد الزراعة، وطور نضج الأصناف، ومستوى الإصابة، وحالة التربة، والطقس.

قبل الحصاد، من الضروري صرف الماء من الحقول لضمان جفاف التربة بما يكفي لاستخدام آلات الحصاد الثقيلة. يتعين على المزارع مراقبة حالة التربة ودرجة جفافها، حيث أن بعض الأراضي تجف بسرعة بينما تحتاج أخرى لوقت أطول. في العام الذي تكون فيه الظروف المناخية مثالية، يمكن تحديد وقت الحصاد بناءً على تاريخ الإزهار وبداية تكون النورات. عموماً، يحتاج الأرز من 40-50 يوماً من التزهير حتى النضج، ويجب تقليل مستوى المياه تدريجياً عند الوصول إلى مرحلة الطور العجيني. يُفضل صرف المياه في الأراضي الملحية لتجنب تشبع التربة. يتم صرف الحقول عادة عندما تكتمل السنابل وتبدأ في التدلي، مما يحدث عادة قبل 2-3 أسابيع من موعد الحصاد.

اقرأ ايضا: تأثير مركبات  +RH-SiO2-Ag النانوية من مخلفات الرز ضد بكتريا Streptococcus mutans

المحتوى الرطوبي للحبوب

يختلف المحتوى الرطوبي للحبوب على مدار اليوم، مما يتطلب ضبط الأجزاء الآلية الخاصة بالدراس والتذرية في الكومباين عدة مرات. يُفضل ضبطها في الصباح قبل الساعة 10، وفي المساء بين الساعة 6-7 بسبب رطوبة القش، بينما يكون القش أكثر جفافاً بين الساعة 12 و4 بعد الظهر. للحصول على أعلى قيمة سعرية وجودة تبييض للأرز، يجب حصاده في طور النضج المناسب، حيث أن نقص الرطوبة في الأرز القائم يحدث بسرعة.

عند الوصول إلى الطور المناسب ورطوبة الحبوب المطلوبة، يجب حصاد الأرز بسرعة. تكون الحبوب كاملة النضج في الأجزاء العليا من السنابل، بينما تكون الحبوب في قاعدة السنبلة في طور العجيني الصلب. تشير الدراسات إلى أن أقصى إنتاج من الأرز السليم يُحقق عندما يكون المحتوى الرطوبي بين 18-24%، ويجب تجفيفه فوراً ليصل إلى 13-14%. تختلف الأصناف في معدل المحتوى الرطوبي الذي يعطي أفضل جودة عند التبييض، حيث يتراوح الأفضل بين 16-25% لبعض الأصناف.

عادةً ما يقوم مزارعو الأرز بتحديد المحتوى الرطوبي من عينات الحصاد اليدوي باستخدام مقاييس الرطوبة قبل بدء الحصاد الكلي. لضمان حصاد عالي الجودة، يجب مراعاة العديد من العوامل، ولكن يبقى المحتوى الرطوبي للحبوب في وقت الحصاد من العوامل الأكثر أهمية. يمكن تحقيق نتائج جيدة باستخدام مواد التجفيف الكيميائية التي تُرش قبل الحصاد، مما يساعد في تجفيف المحصول في الوقت المناسب.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى