الأعشاب الطبية : كيفية زراعة النباتات الطبية
في حياتنا العديد من المشروبات التي تتناولها من النباتات الطيبة والأعشاب ، ونظرا لما في الشاي والقهوة من كميات كبيرة من الكافيين والثيانيين تؤدى إلى ظهور سميتها في الجسم مع زيادة الجرعة، فقد زاد استعمال الأعشاب الطبية في المشروبات اليومية لما لها من صفات طبية وتأثيرات علاجية -بالإضافة لقيمتها الغذائية.
وتستخدم هذه النباتات كمشروبات ، إما على صورتها الطبيعية الطازجة، أو مجففة مطحونة أو مجروشة ، ولذلك فقد تستخدم أوراق النباتات كما في النعناع ، أو تستخدم نورات وأزهار النبات كما في البابونج حيث تستخدم نوراتها أو أزهار الورد أو ثمار الكراوية والينسون والكمون أو بذور الحلبة والبن والكاكاو.
وقد تكون جذور النبات كما في المغات أو ريزوماته الأرضية كتبات العرقسوس أو الدرنات الجذرية كالسحلب أو قلف الأشجار كما في القرفة .
وأغلب هذه المشروبات المختارة في هذه النشرة أيضا هي المجموعة من النباتات والأعشاب الطبية التي يقبل المستثمر على زراعتها في مختلف أنواع الأراضي الجديدة . والتي ثبت نجاحها وتفوقها عن نباتات أخرى سواء من حيث التسويق أو الإنتاج .
أهمية النباتات الطبية والعطرية
أولا: أهميتها بالنسبة للنبات:
- تقوم تلك المواد الفعالة التي توجد في النباتات الطبية والعطرية بحماية النبات.
- تعمل كمواد طاردة للحشرات والحيوانات والطيور التي تتغذى على النبات.
- تعمل كمواد منظمة لنمو النبات.
- تعمل كمخزن لبعض العناصر الغذائية مثل النيتروجين ويستخدمها عند النقص.
- تعمل على زيادة المحصول لبعض النباتات ثنائية التلقيح.
ثانيا: أهميتها بالنسبة للإنسان والحيوان
- تستعمل كعلاج لكثير من الإمراض.
- صناعه العطور والصابون ومستحضرات التجميل.
- تستعمل كمواد طاردة للحشرات وبعضها يستخدم كمبيد حشري.
- تضاف إلى الصناعات الدوائية لإكسابها طعم ورائحة مقبولين وخاصة في أدوية الأطفال.
بعض انواع النباتات الطبية
توجد في العالم توجد العديد من الأعشاب الطبية والعطرية الطبيعية ( أكثر من 80 نبات ) يمكن استغلالها و قابلة للتكثيف و من أهمها :
النباتات العطرية والأعشاب الطبية تتكاثر بطرق مختلفة إما طبيعيا أو بالبذر الزهر ….) أو بالتكاثر الخضري (الافتسال) في المشاتل ( العطرشية، الاكليل ….) أو العقل الخضرية أو تقنية ” الترقيد” ( الياسمين….) و” التلقيم” الزهر، الورد، الياسمين ….).
وتوجد منها نباتات حولية ( عشبية ) وأخرى معمرة ( شجيرة أو شجرة ) . و بعض النباتات يستحسن تجديد زراعتها في الحقل كل 3 أو 5 سنوات عند تدنّي مردوديتها في الإنتاج. ويمكن للفلاح إنتاج المشاتل محليا في ضيعته أو شراؤها من المنابت المختصة.
الارض المناسبة لزراعة النباتات الطبية
تحبذ العديد من الأعشاب الطبية و النباتات العطرية والطبية الأراضي المتوسطة إلى الثقيلة الغنية بالمواد العضوية (كالعطرشية مثلا) والمهوئة جيدا . وبعضها يحبذ الأراضي الخفيفة الخصبة وذات النفاذية الجيدة لصرف المياه الزائدة .
وبعضها الآخر يمكنه التأقلم مع مختلف أنواع التربة ويستطيع النمو في الأراضي الصعبة و الأراضي الحجرية ) الإكليل، الزعتر ….).
و يمكن استعمال تقنية ” تشميس “الأرض” بالطاقة الحرارية في فصل الصيف .
و قبل الغراسة أو البذر يتم القيام بتسميد الأرض وذلك بوضع الغبار أو المستسمد إن توفر . تتم الغراسة مباشرة بعد تحضير الأرض (حرث عميق) على الأسطر المهيأة لذلك أو تحويل المشاتل من المنبت إلى الحقل في أصص خاصة وغراستها في حفر معدة لذلك .
العناية ( الكثافة، التسميد والري ) :
هنالك العديد من النباتات العطرية والطبية التي تنمو بصفة برية في الغابات والمراعي وهي بذلك لا تتطلب عناية تذكر سوى الحماية من الجمع و الرعي الجائر. وكثافتها تختلف بنوعية التربة وكثافة الغطاء الغابي . أما بالنسبة للنباتات المزروعة فتختلف كثافة زرع الفسلات من زراعة إلى أخرى، إن كانت حولية أو معمرة ، عشبية أو شجرية.
زراعة بعض انواع النباتات الطبية
النعناع Mentha sp. (Mint)
نبات النعناع نبات عشبي معمر يتبع العائلة الشفوية يعتبر من الأعشاب الطبية، وينمو النبات بريا في مناطق كثيرة ويزرع منه للإنتاج التجاري وأهم أنواعه النعناع البلدي والفلفلي والياباني ويستعمل كتابل وفاتح شهية ، أو يشرب کمشروب صحى ذى نكهة طيبة .. وعرف قديما بأسماء «أجاى وانكباتا و شانانيو) وقد يسمى في البلاد العربية بالنعناع البستاني . وتزرع الأنواع المختلفة للنعناع لاستخراج زيتها الطيار رغم اختلافها في مواصفات الزيت الطيار الناتج وكذلك الشكل أو الصفات الشكلية.
والاختلاف الشكلي في النعناع الفلفلي أن له ساقا مدادة مربعة المقطع تميل إلى الاحمرار ، والأوراق بيضاوية الشكل ولها قمة مدينة والأزهار في عناقيد طرفية زرقاء نوعا ، بينما البلدى قصير الساق ، عزير التفريغ والأوراق جالسة خضراء ، غير معنقة ، لها أعناق قصيرة جداً والنصل بيضاوى وليس لها قمة مدينة … والأزهار بيضاء في عناقيد طرفية..
اقرأ ايضا: النباتات الطبية والعطرية : كل ما تريد ان تعرفه
زراعة النعناع :
الظروف المناسبة للزراعة :
ميعاد الزراعة : يناسب النبات جميع أوقات العام فيما عدا الأشهر شديدة الحرارة وهي شهري يوليو وأغسطس والأشهر شديدة البرودة مثل شهري ديسمبر ويناير.
حيث يتأثر نبات النعناع بالبرد القارص فيؤدى إلى موت النموات الخضرية فوق سطح التربة بينما تظل النموات الجارية في سكون حتى حلول الظروف المناسبة فتعود لنشاطها ونموها …
وأفضل ميعاد للزراعة للحصول على محصول مرتفع من العشب والزيت هو شهر مارس .
الأرض المناسبة :
ينمو النعناع في أنواع مختلفة من الأراضي ولكن للحصول على أفضل نمو، فيجب أن تكون التربة غنية جيدة الصرف مثل التربة الطميبية الخفيفة حتى لا تعيق انتشار الجذور وكلما كانت الأرض خفيفة ، أعطت زينا له خواص مرتفعة
أسلوب التكاثر :
يتكاثر النعناع من السوق الجارية التي تؤخذ من زراعات خالية من الأمراض حيث يحتاج الفدان من ٢٠-٢٥ ألف شتلة .
طريقة الزراعة النعناع :
تتم خدمة الأرض بالحرث وإضافة السماد البلدي ( بمعدل ۳۲۰ للفدان)
ثم تخطط الأرض بمعدل ۱۲ خطا في القصبتين ، وتزرع الشتلة في وجود الماء.. على ريشة واحدة من الخط بحيث تكون المسافة بين الشتلة والأخرى ٢٥ – ٣٠ سم .
يمكث في الأرض حتى 8 سنوات ، إلا أنه يفضل تجديد زراعته من السنة الثانية أو الثالثة .
الرى :
النعناع محب للماء ويحتاج للرى بكثرة حيث تروى النباتات كل أسبوع تقريبا خلال فترة الصيف. وتتباعد فترات ما بين الرى أثناء الشتاء كل ٣-٤ أسابيع ويؤدى الاهتمام بالرى إلى نجاح زراعته اقتصاديا والحصول على محصول عالي من العشب والزيت .
التسميد :
تتطلب زراعة النعناع الاهتمام بالتسميد الأزوني خاصة ، وذلك للمحصول الكبير من العشب الأخضر الذي ينتج من الفدان ، وكذلك لتعويض ما يفقد من السعاد مع كثرة المياه في الرى، خاصة وأن الجذور سطحية … وتؤدى زيادة التسميد الأزوني إلى زيادة العشب الأخضر والزيت .. والكميات المقترحة کالاتی :
٦٠ وحدة أزوت للفدان (لكل قرطة + ۱۰۰ كجم سوبر فوسفات ٥٠٠ كيلو جرام سلفات بوتاسيوم .
الينسون .Pimpinella anisum L
عرف «الينسون» أو النيكون قديما كتبات طبي وكتبات توابل مشهور وهو نبات عشبي يتبع العائلة الخيمية ويسمى ANISE وقد انتقلت زراعته من مصر القديمة إلى الدول الأوربية وروسيا حيث يستخدم فيها زيت الينسون تجاريا .
وينمو النبات الارتفاع ٤٥-٥٥م وأوراقه مقسمه ذات خصوص طويلة والأزهار خيمية. ويبدأ ظهورها من يناير حيث تظهر الثمار العطرية في أبريل -أي أن النبات يزرع كمحصول شتوى .
الأزهار في العائلة الخيمية وهو من الأعشاب الطبية، يكون الشمراخ الزهري قصيرا جدا ويحمل أزهارا لها أعناق متساوية وأحدث الأزهار تنمو في الوسط. وتتدرج الأزهار في منها من المركز إلى المحيط، ونباتات هذه العائلة معمرة، حيث يتم نموها في سنتين غير أن الينسون يزرع كنبات حولي .
وقد استخدم قديما كعملة قانونية يسدد بها جزء من الضرائب واستخدمها الرومان في صناعة كعك العرس .
وفي عهد الملك إدوارد الرابع كانت سيدات البيوت يملأن أكياسا من الكتان بالينسون وتعلق في أماكن حفظ الملابس الدواليب) لتعطير الهواء .
التربة المناسبة.
التربة الصفراء أو الطمبية الخفيفة جيدة الصرف – الخصبة .
الزراعة :
يتم تكاثر الينسون بزراعة البذور في الأرض المستديمة مباشرة ، حيث أن عملية نقل الشتلات تؤدى إلى ضعف الشتلة والنبات .
كمية التقاوى :
من ٣-٥ كجم حسب نوع التربة ومسافة الزراعة ويجب ألا يزيد عمرها على سنتين.
طريقة الزراعة :
تحرث الأرض وتخطط بمعدل ۱۲ خطا في القصبتين ، حيث تزرع على ريشة واحدة ، إما البحرية أو الغربية. وتزرع بعد خلط البذرة مع قليل من الرمل أو الطمي الناعم لضمان تجانس الإنبات والمسافة بين الجورة والأخرى ٢٠ سم في منتصف الخط ..
على أن يكون بكل جورة نباتان ، وفى حالة زراعة نبات واحد في الجورة تكون المسافة بين الجور ١٠ سم .
يجرى عزيق الأرض ۲-۳ عزقات في المراحل الأولى للنمو ثم بعد ذلك يجرى تنقية الحشائش بالأيدى كلما كان ذلك ضروريا .
الرى :
النبات حساس جدا عند تعرضه للجفاف الزائد ، فيروى بعد الزراعة ثم بعد أسبوع للمساعدة على تمام الإنبات. ثم يتم الرى بعد ذلك كل ٢-٣ أسابيع على أن يوقف الرى قبل الحصاد بثلاثة أسابيع على الأقل.
التسميد :
يحتاج الينسون إلى التسميد الأزوني والفوسفاتي بالكميات الآتية :
٦٠ وحدة أزوت ١٥٠٠ كجم سوبر فوسفات ٥٠٠ كيلو جرام سلفات بوتاسيوم. وتضاف هذه الكميات على دفعتين الأولى بعد حوالي ١,٥ شهر من الزراعة. وتشمل نصف السماد الأزوني + كل سماد السوبر فوسفات وسلفات البوتاسيوم.
أما الدفعة الثانية فتكون عند بداية التزهير بعد حوالي ١.٥ شهر من الدفعة الأولى.
الكراوية Carum Carui
نبات الكراوية من النباتات التي تتبع الفصيلة الحيمية – وعرفت الكراوية منذ القدماء المصريين. وعرفت زراعتها في أجزاء كثيرة من العالم ، وأهم البلاد المنتجة لها هولندا فتزرعه لاستخراج الزيت ويعتبر اسم كراوية هو الاسم المعروف عن العرب منذ زمن طويل.
ونبات الكراوية عشب إما حولى أو ذو حولين (كما في أوربا وأمريكا) وهو من مجموعة الحبوب العطرية. وقد يصل إلى متر في الارتفاع وأوراقه شديدة التفصيص، والنورة خيمية والبتلات بيضاء والثمار مقوسة بدرجة خفيفة ، بنية ملساء ، طولها ٤-٧ م ، وعرضها حوالى ١.٥م ، والجزء المستعمل هو الثمار الجافة المنشقة.
الظروف المناسبة للزراعة :
ميعاد الزراعة المناسب للكراوية هو العروة الشتوية خلال شهر أكتوبر وأوائل شهر نوفمبر حيث يلائمها المناطق الباردة والمعتدلة …
التربة المناسبة لزراعة الكراوية هي الطمية المحتوية على نسبة من المادة العضوية والغنية بالعناصر الغذائية .
طريقة الزراعة :
تجهز الأرض بالحرث والتزحيف والتخطيط بمعدل ۱۲ خطا في القصبتين مع إضافة السماد البلدى بمعدل ٣٢٠ للفدان ، ثم تزرع البذور في جور على ريشة واحدة من الخط الريشة الشرقية أو القبلية حسب اتجاه التخطيط) وفي الثلث العلوى من الخط حيث يوضع في كل جورة ٤-٥ بذور ثم تغطى الجور بطبقة رقيقة من التراب وتكون المسافة بين الجور ٢٠-٢٥ سم.
- ويفضل زراعة الكراوية زراعة كثيفة لعدم المساعدة على نمو الحشائش وذلك على سطور ضيقة – ٣٠ سم بين الخط والآخر .
يتم الخف بعد حوالي ٢٠ يوما من الزراعة على نباتين في الجورة . - كمية التقاوى ٤-٦ كجم للفنان
- يجب التخلص من الحشائش باستمرار للمحافظة على جودة المحصول وذلك بإجراء العزيق ٢-٣ مرات خلال المراحل الأولى من حياة النبات ويتم نقاوة الحشائش باليد كلما ظهرت حتى تحافظ على الجذور السطحية للنبات. الرى :
تروى الأرض رية الزراعة ، ثم تروى بعد أسبوع (رية المحاياة) للمساعدة على تمام الإنبات ، ثم يجرى الرى بعد ذلك كل 3 أسابيع وحتى شهر مارس حيث يتم تقريب مسافات الرى لتصل إلى كل أسبوعين ويوقف الرى قبل الحصاد بحوالي 3 أسابيع .
التسميد :
تستجيب الكراوية للتسميد الأزوتي وخاصة في صورة سلفات الأمونيوم والكميات التالية تناسب زراعة الكراوية :
۳۰۰ كيلو جرام سوبر فوسفات +۸۰ وحدة أزوت للفدان + ٥٠ كيلو جرام سلفات البوتاسيوم …
ويفضل إضافة هذه الكمية على دفعتين الأولى منها وتشمل كمية السماد الفوسفوري والبوتاسي مع نصف كمية السماد الأزوني ، وذلك بعد شهر ونصف من الزراعة، أما الدفعة الثانية ، فتضاف عند بداية الأزهار .