القرنفل: تفاصيل شاملة عن زراعة القرنفل
يعتبر القرنفل من أقدم التوابل التي عرفها الإنسان، حيث يحمل في طياته تاريخًا غنيًا ومعقدًا يمتد لآلاف السنين. ليس مجرد توابل تضاف إلى الأطباق، بل هو كنز من الفوائد الصحية والجمالية، يستخدم في الطب التقليدي ويعزز من نكهة الأطعمة بشكل فريد. في هذا المقال، سنستكشف عالم القرنفل، مسلطين الضوء على فوائده المتعددة، وطرق زراعته، وأهميته الاقتصادية في الأسواق العالمية. دعونا نغوص في تفاصيل هذه التوابل العريقة ونكتشف كيف يمكن للقرنفل أن يحدث فرقًا في حياتنا اليومية.
المحتويات
وصف نبات القرنفل وأهميته
القرنفل (Dianthus caryophyllus) هو نبات عشبي معمر ينتمي إلى العائلة القرنفلية (Caryophyllaceae) ويتميز بأوراقه المتقابلة وأزهاره الجميلة. ينمو القرنفل بشكل طبيعي في منطقة تمتد من جنوب أوروبا إلى الهند، ويزهر خلال فصل الربيع استجابة لارتفاع درجة الحرارة وطول النهار. يعرف القرنفل بتاريخه العريق، حيث استخدم منذ أكثر من 2000 سنة، وقد أُطلق عليه اسم “زهرة الإله” بسبب عبيره الجميل.
خلال القرون الماضية، تم تطوير عدة أصناف من القرنفل من خلال التهجين، مما أدى إلى ظهور سلالات جديدة ذات أزهار كبيرة ومزدهرة طوال السنة. من بين الإنجازات البارزة في زراعة القرنفل هو الصنف الأحمر William Sim، الذي تم تطويره في الثلاثينيات. كما تعتبر الأزهار التجارية للقرنفل ذات أهمية اقتصادية كبيرة، حيث ينتج كل نبات من 10 إلى 20 زهرة سنويًا، مما يعزز من قيمتها في الأسواق التجارية.
أقسام القرنفل
تنقسم زراعة القرنفل إلى قسمين رئيسيين:
- القرنفل البلدي: يتميز هذا النوع بقامته القصيرة ونموه الخضري المحدود، بالإضافة إلى أزهاره الصغيرة ذات الرائحة العطرية القوية. تعرف ألوانه محليًا بالأحمر والأبيض والوردي، وتعتبر مثالية للزراعة في الأصص والحدائق المنزلية.
- القرنفل الأمريكي (American Carnation): يزرع هذا النوع للإنتاج التجاري، ويتميز بطول موسم الإزهار وكبر حجم الأزهار وكثرة بتلاتها. ينقسم القرنفل الأمريكي إلى مجموعتين رئيسيتين:
- القرنفل العادي (Standard): ينتج أزهارًا مفردة متعددة الألوان، ويشكل النسبة الأكبر من إنتاج القرنفل عالميًا.
- القرنفل متعدد الأزهار (Spray): ينتج أزهارًا في عناقيد زهرية، وتقطف النورة بالكامل، وهي أيضًا متعددة الألوان. من ضمن هذه المجموعة يوجد نوع “قرنفل الإكليل” (Lei Carnation)، الذي يزرع في مناطق الشرق الأدنى وجزر الهاواي، ويتميز بإنتاج أزهار أصغر وأقل عددًا من البتلات.
البيئة المناسبة لزراعة القرنفل
- الضوء: يعتبر الضوء العامل الرئيسي المؤثر على معدل نمو القرنفل وإزهاره. تستجيب نباتات القرنفل بشكل كبير لشدة الإضاءة وطول النهار، حيث يزداد الإنتاج في الصيف بسبب ارتفاع قدرة النبات على التصنيع الغذائي. يفضل استخدام الإضاءة الاصطناعية في موسم الشتاء لتعزيز الإنتاج.
- درجة الحرارة: تعد درجة الحرارة العامل الثاني الأكثر أهمية لنبات القرنفل، حيث تؤثر درجات حرارة الليل والنهار على النمو والإنتاج. كما تعتبر درجة حرارة 10 م على الأقل في الليل و18-20 م في النهار مثالية لتحقيق أعلى كفاءة إنتاجية. كما ينصح بالتبريد داخل البيوت البلاستيكية خلال فصل الصيف لتجنب ارتفاع درجات الحرارة.
- التهوية: يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) مهمًا لعملية التمثيل الغذائي للنبات. كما يجب تهوية البيوت البلاستيكية بشكل منتظم من خلال فتحات التهوية للحفاظ على مستوى CO2 الأمثل، مما يعزز نمو النبات وزيادة الإنتاج الزهري.
إكثار القرنفل
يمكن إكثار نباتات القرنفل بالطريقتين الجنسية ( البذور ) والخضرية ( العقل المجذرة ) ، حيث لكل من الطريقتين مواصفات خاصة ستشرح بالتفصيل حيث سيتم التركيز على أفضل طرق الإكثار لإنتاج نباتات قرنفل عالية المواصفات للإنتاج التجاري.
تكاثر القرنفل بالبذور
يستخدم التكاثر بالبذور عادةً في إكثار نباتات القرنفل المحلية، بينما تستخدم للبذور في الأنواع التجارية لأغراض التهجين لإنتاج أصناف جديدة. لإكثار القرنفل البلدي، ينصح باتباع الخطوات التالية:
- جمع البذور: يتم جمع البذور من الثمار الناضجة في شهري أيار وحزيران، حيث تفرك باليد و cleans.
- زراعة البذور: تزرع البذور في أحواض إنبات تحتوي على وسط خفيف، مثل خليط البيتموس والبيرلايت بنسبة 1:1. تزرع يدويًا في خطوط متباعدة بمسافة 10 سم و5 سم بين النباتات.
- المحافظة على الرطوبة: يجب الحفاظ على رطوبة الوسط من خلال الري بلطف لتفادي تحريك البذور.
- تفريد الشتلات: بعد 3-4 أسابيع، تفرد الشتلات إلى أصص صغيرة، وتكون جاهزة للنقل أو البيع في شهر أيلول.
بالنسبة للقرنفل الأمريكي، الذي يتميز بوجود أزهار كبيرة وكثيرة البتلات، لا تتكون فيه البذور بشكل طبيعي. لإنتاج البذور، يجب إجراء تلقيح اصطناعي بإزالة البتلات في مرحلة مبكرة من نمو الزهرة وتلقيح المياسم بحبوب اللقاح من نبات آخر. كما تنضج الثمار في شهري أيار وحزيران، ويتم التعامل مع البذور الناتجة بنفس الخطوات السابقة.
تكاثر القرنفل بالعقل
تعتبر طريقة التكاثر بالعقل من الطرق الشائعة للحصول على نباتات مطابقة للمواصفات النباتية للأم، خاصةً نبات القرنفل المحلي. يعتمد نجاح هذه الطريقة على خلو الأشتال المجذرة من الأمراض التي قد تنتقل أثناء عملية الإكثار. لضمان ذلك، يفضل اتباع برنامج إكثار نباتات الأم الموثقة خلوها من الإصابات.
تتضمن خطوات العمل ما يلي:
- زراعة نباتات الأمهات في وسط زراعي معقم على رفوف مرتفعة.
- استخدام برنامج تسميد جيد للحفاظ على نمو قوي.
- ري الأمهات عبر شبكة ري بالتنقيط مع تجفيف المجموع الخضري لتفادي الإصابات.
- إجراء فحوصات دورية واستبعاد أي نباتات تظهر عليها أعراض مرضية.
- تطبيق برنامج رش وقائي للحفاظ على الأمهات.
- استعمال نباتات الأمهات لمدة سنة واحدة فقط لتجديدها سنويًا.
لأخذ العقل، يفضل اختيار عقل قوية النمو بطول 10-15 سم، وتجنب استخدام الأدوات الحادة؛ بل تكسر العقل باليد. يمكن تخزين العقل قبل التجذير في درجة حرارة مناسبة، ومن ثم تغمس قواعدها في محلول هرمون التجذير وتغرس في وسط تجذير مكون من البيتموس والبيرلايت. يكتمل التجذير خلال 3-4 أسابيع مع الحفاظ على درجة حرارة مناسبة.
وتعتبر عملية إكثار النباتات بالعقل المجذرة والتي يتبعها المزارع في مزرعته لتقليل كلفة الإنتاج من خلال التوفير في أسعار الأشتال المستوردة من الأخطاء الفادحة نظرا لما تسببه من أمراض والتي تنتقل بسهولة مع العقل المستعملة. إلى النباتات الناتجة مما يسبب ضعف مقاومتها وهذا يعني ابتعاد النباتات الناتجة عن صفات النباتات المكثرة المرغوبة.
إنتاج أزهار القرنفل
إن الهدف الأساسي لزراعة القرنفل هو الحصول على أعلى وأفضل انتاج من الأزهار من وحدة المساحة، مما يحتم ضرورة التخطيط الجيد للزراعة التي تشمل تربة الموقع وتحضيرها والكثافة النباتية المناسبة والأصناف ( الألوان ) المقرر زراعتها ومدى ملاءمتها للسوق ومراحل القطف وطرق التجهيز للتسويق.
وسط الزراعة
يأتي وسط الزراعة بنوعين رئيسيين: التربة الطبيعية والوسط الزراعي الصناعي.
- التربة: يفضل نبات القرنفل التربة الطمية الرملية أو المزيجية الخفيفة الغنية بالمادة العضوية، ويعتبر رقم الحموضة المثالي هو 7.6. لتحضير تربة البيت البلاستيكي، يتم حراثة الأرض بعمق 30-40 سم، وإضافة 3 م من الرمل و500 كغم من السماد العضوي المختمر. يجب خلط المكونات جيدًا، ورفع المساطب بعرض 1 م مع ترك ممرات للخدمة بمقدار 40 سم بين خطوط أحواض الزراعة.
- الزراعة بدون تربة: في هذه الطريقة، يستخدم الحجر البركاني (التوف) كوسط زراعي، الذي يعد مثاليًا لنمو الجذور بفضل قدرته على الاحتفاظ بالرطوبة وتوفير الصرف الجيد. يجب اتباع برنامج تسميد مستمر لتلبية احتياجات النباتات الغذائية.
- يتم تجهيز الموقع بتسوية الأرض، وتركيب البيت البلاستيكي، ووضع أحواض بولي إيثيلين، ثم تعبئتها بالتوف الخشن والناعم. يُراعى إنشاء مجرى للصرف لجمع الماء الزائد خارج البيت البلاستيكي، مع غسل وسط الزراعة لضبط درجة حموضة الماء في البركة إلى 6.5.
مقال مهم : الأعشاب الطبية : كيفية زراعة النباتات الطبية
زراعة القرنفل
تعتبر الكثافة النباتية المثلى لزراعة القرنفل للإنتاج التجاري في البيوت البلاستيكية 32 نباتًا لكل متر مربع. يساعد ذلك على توفير توزيع مناسب للإضاءة، مما يقلل من أعراض الاستطالة وضعف النبات الناتجة عن قلة الإضاءة.
تتميز نباتات القرنفل بطبيعتها العشبية، مما يجعلها عرضة للكسر عند النمو. وللحفاظ عليها قائمة، تزرع النباتات باستخدام ثلاث طبقات على الأقل من الشبك السلكي المدعوم بقواعد حديدية قوية. كما يحتوي هذا الشبك على 64 فتحة في متر مربع، مما يوفر الدعم الفيزيائي للنباتات ويسمح بالزراعة بكثافة مناسبة.
خطوات زراعة القرنفل:
- تثبيت الشبك: يمد ثلاث طبقات من الشبك السلكي فوق مستوى سطح الزراعة، مثبتة بقواعد حديدية.
- ربط الشبك: يربط الشبك بقواعد حديدية قوية، مع عدم زيادة المسافة بين القواعد عن 10 م.
- الري: تروى أحواض الزراعة جيدًا قبل يوم من الزراعة لتوفير الرطوبة للجذور.
- زراعة النباتات: تزرع العقل المجذرة في فتحات الشبك بالتناوب، مما يحقق الكثافة المطلوبة.
- تثبيت الجذور: تزرع العقل بشكل قائم بحيث يغطي الجذور فقط.
- الري بعد الزراعة: تروى النباتات جيدًا مع إضافة مبيد فطري للحماية من الأمراض.
- الرش: يرش النبات الجديد ثلاث مرات يوميًا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى لحمايته من الجفاف.
التسميد
تعتبر طريقة التسميد المناسبة أحد العوامل الأساسية لنجاح زراعة القرنفل. من بين الطرق الفعّالة، تعتبر طريقة التسميد بالري (Fertigation) هي الأفضل، حيث يتم إضافة الأسمدة المذابة مع ماء الري، مما يسهل امتصاصها من قبل النباتات.
تتميز نباتات القرنفل بنموها البطيء نسبيًا، مما يعني أن ظهور أعراض نقص العناصر الغذائية يستغرق وقتًا أطول مقارنةً بأنواع نباتية أخرى. لذلك، من المهم توفير العناصر الغذائية المعدنية بشكل مستمر لتفادي تلك الأعراض.
ينصح باتباع برنامجين للتسميد:
- البرنامج الأول: إضافة 5000 كغم من السماد المركب الذائب (12-48-8) للأشتال الجديدة.
- البرنامج الثاني: خلال موسم النمو، يفضل إضافة 0-5 كغم من السماد الذائب (20-20-20 NPK) لكل بيت أسبوعيًا، مع إضافة 300 غم من مركب العناصر الصغرى أسبوعيًا.
تساعد هذه البرامج في تحقيق نمو صحي وزيادة إنتاجية القرنفل.
القرط (Pinching)
تتميز نباتات القرنفل بوجود أول عقدة سفلية على الساق، حيث تتطور منها نموات خضرية وليس براعم زهرية. كلما ارتفعنا لأعلى، تقل هذه الصفة، وتبدأ العقد فوق السادسة بإنتاج أفرع جانبية مزهرة. ولتشجيع التفرع الخضري، يتم قرط النباتات بعد 4 أسابيع من الزراعة عند مستوى العقدة السادسة، مما يعد طريقة مثلى لزيادة الإنتاج للنبات الواحد.
أنظمة القرط:
- القرط المفرد (Single Pinching): يتم قرط الساق الرئيسي للنبات بعد 14 أسبوعًا من الزراعة. الأفرع الجانبية الناتجة تنمو وتصل إلى مرحلة الإزهار في نفس المدة الزمنية تقريبًا.
- القرط والنصف (Pinch-and-a-Half): بعد القرط الأول، يتم قرط نصف عدد الأفرع الجانبية الناتجة بعد 2-3 أسابيع. يساعد هذا النظام في تحقيق إنتاج منتظم لفترة أطول، حيث يزهر نصف الأفرع أولاً ثم يتبعها النصف الآخر.
- القرط المزدوج (Double Pinch): يشمل قرط مفرد أول بعد 4-6 أسابيع، يتبعه قرط لجميع الأفرع الجانبية بعد 2-3 أسابيع. يستخدم هذا النظام نادرًا، حيث يزيد من عدد الأفرع الجانبية، مما قد يثقل الحمل على النباتات ويقلل من قوتها، حيث تزهر جميع الأفرع في نفس الوقت تقريبًا.
ولتربية نباتات القرنفل بشكل صحيح مع المحافظة على قوتها واستمرارية الإنتاج عليها ينصح باتباع أحد النظامين الأول أو الثاني، حيث يفضل القرط المفرد ( النظام الأول ) عند الرغبة في زيادة الإنتاج الأول للنباتات بعد الزراعة.
وينصح باتباع النظام الثاني ( القرط والنصف ) إذا أريد التوزيع في الإنتاج وعدم التركيز على الإنتاج الأول فقط مع مراعاة أن يكون الشخص القائم بعملية القرط متمرس وله الخبرة العملية والمعرفة العلمية بطبيعة نمو نباتات القرنفل وذلك لزيادة إنتاج الأزهار الزيادة العائد المالي لوحدة المساحة مع المحافظة على قوة ونمو النباتات.
رفع شبك الإسناد (Mesh Elevation)
تعتبر عملية رفع طبقات شبك الإسناد ضرورية لمتابعة نمو نباتات القرنفل وتوفير الدعم اللازم لها. تنفذ هذه العملية وفقًا للخطوات التالية:
- رفع الطبقات السفلية: ترفع طبقات الشبك الثلاث معًا إلى ارتفاع 20 سم من سطح الزراعة، حيث يتم ربط الطبقة الأولى السفلية على القواعد الحديدية الداعمة.
- رفع الطبقات العلوية: مع استمرار نمو النباتات، كما ترفع الطبقتان العلويتان إلى ارتفاع 40 سم لإسناد الأفرع المزهرة، ويتم ربط الشبك الأوسط على القواعد الحديدية.
- المرحلة الأخيرة: يرفع الشبك العلوي إلى ارتفاع يتراوح بين 60-70 سم، حسب قوة وارتفاع النباتات، ويتم ربطه وتثبيته على القواعد الحديدية.
تستمر هذه الطبقات الثلاث طوال سنوات الإنتاج داخل البيت البلاستيكي، مما يساعد على المحافظة على النباتات قائمة ومنع كسرها.
القطف (Cutting)
تعتبر أفضل مرحلة لقطف أزهار القرنفل هي عندما تتفتح البتلات الخارجية وتكون متعامدة مع الساق الرئيسي. كما يستخدم مقص يدوي لإجراء قطع نظيف للساق. لضمان استمرارية الإنتاج، يُفضل قص الفرع المزهر عند مستوى الشبك الأول (20 سم) لتوجيه النمو نحو فرع جانبي.
نظرًا لأن النباتات مستندة على شبك الإسناد، يجب اتخاذ الحيطة والحذر عند سحب الفرع الزهري المقطوف لتفادي كسره نتيجة مرور الساق والأوراق عبر فتحات الشبك، مما يحافظ على الطول المناسب للساق المراد تسويقه.
إزالة البراعم (Disbudding)
للتأكد من نمو البرعم الزهري القمي على الساق وتحقيق أكبر حجم للزهرة، يتم إزالة البراعم الزهرية الجانبية الضعيفة المحيطة به بأسرع وقت ممكن. كما تعد هذه العملية مستمرة طوال موسم النمو والإنتاج، حيث أن هذه النموات، رغم ضعفها، قد تنافس الزهرة القمية.
التقليم (Pruning)
1. تقليم القطف (Cut Pruning)
يعتبر قطف الأزهار عملية تقليم مستمرة تسهم في تجدد نمو الأفرع في نباتات القرنفل. كما يتم قص الأفرع المزهرة عند مستوى الشبك الأول تقريبًا، مما يساعد على توجيه النمو نحو الأفرع الجانبية.
2. تقليم الإنتاج (Productive Pruning)
يهدف هذا النوع من التقليم إلى السيطرة على الإزهار، وعادة ما يتم تنفيذها على النباتات في الظروف المحمية بعد مرور السنة الأولى من الزراعة. يتم ذلك لوقف الإنتاج خلال موسم الصيف الحار، عندما يكون الطلب على الأزهار قليلًا. تشمل هذه العملية قص النباتات على ارتفاع موحد عند مستوى شبك الإسناد الأول (Hedging) قبل الانقلاب الصيفي في شهر حزيران.
تؤدي هذه الممارسة إلى نمو كثيف للأفرع الجانبية التي تصل مرحلة الإزهار والقطف قبل موعد الانقلاب الشتوي في كانون الأول، مما ينتج أزهارًا ذات نوعية ممتازة ومردود اقتصادي جيد.
يجب أن يتم تنفيذ هذه العملية بواسطة شخص ذو خبرة عالية ومعرفة تامة بالهدف منها وطريقة التنفيذ. كما يمكن تطبيق هذه العملية على النباتات في نهاية الموسم الثاني لتجديد النموات الجانبية وزيادة قدرتها على الاستمرار في الإنتاج.
عمليات ما بعد الحصاد (Post Harvest Management)
تتعرض أزهار القرنفل لعدة مراحل قبل التسويق، وتؤثر العناية التي تتلقاها خلال هذه المراحل بشكل كبير على عمر الزهرة ومظهرها. لتحقيق أفضل النتائج، يجب اتباع الخطوات التالية:
1. التبريد الأولي (Pre-cooling)
- وضع الأزهار في الماء: يجب غمر الأزهار المقطوفة في الماء مباشرة بعد القطف لتقليل تأثير حرارة الحقل على عمر الأزهار.
- غرفة التجهيز: يجب توفير غرفة تجهيز تحتوي على ثلاجة صغيرة للحفظ المؤقت، مما يساعد على التخلص من حرارة الحقل.
2. التوضيب (Handling)
- العناية بالأزهار: يجب تداول الأزهار المقطوفة بعناية لتفادي كسرها، حيث أن الأزهار خضراء وسهلة الكسر.
- تنظيف الساق: ينظف ساق الزهرة من الأوراق السفلية يدويًا.
- تدرج الأزهار: تجمع الأزهار حسب أطوال سيقانها لتشكيل مجموعات متناسقة.
- توحيد الأطوال: تقص سيقان الأزهار بشكل مائل لضمان استمرار امتصاص الماء.
- تجميع الأزهار: تربط السيقان في مجموعات (باقات) تتكون كل باقة من 20 زهرة.
- وضع الأزهار في الماء: توضع الأزهار المنظفة والمربوطة في أوعية مملوءة بالماء.
- التبريد: توضع الربطات مع وعاء الماء في الثلاجة للحفاظ على نضارتها حتى التعبئة والنقل.
3. التعبئة والتسويق (Packaging and Marketing)
- حماية الأزهار: تُغلف كل ربطة (Bunch) بورق شفاف خاص لتفادي الكسر.
- الحفظ في الثلاجة: تُحفظ الربطات المغلفة في الثلاجة حتى موعد النقل، مما يضمن الحفاظ على جودتها.
باتباع هذه الخطوات، يمكن إطالة عمر الأزهار وضمان جودتها أثناء التسويق.
الإصابات الحشرية (Insects)
1. الحلم العنكبوت (Spider Mites – Tetranychus spp.)
تظهر إصابة الحلم العنكبوت بشكل كبير خلال موسم الصيف الحار والجاف. تتغذى هذه الحشرات على الأوراق والبراعم، مما يقلل من الإنتاج. لمكافحة هذه الإصابة، كما يُنصح باستخدام المبيدات المتخصصة (Miticides). نظرًا لأن القليل من هذه المبيدات يؤثر على مرحلة البيضة، يُفضل رش النباتات بالكامل باستخدام أكثر من مبيد واحد (على الأقل اثنين) بفترات 10 أيام بين الرش والآخر. كما من الضروري أيضًا وضع قماش شاش ذو فتحات ناعمة على أبواب البيت البلاستيكي لعزل الإصابة ومنع انتشارها إلى البيوت السليمة.
2. المن (Aphids – Aphis spp.)
تحدث الإصابة بالمن بشكل رئيسي في ظروف البرودة، حيث تسبب تشوهات في السيقان والبراعم، مما يقلل من القيمة الاقتصادية للأزهار. لمكافحة هذه الإصابة، يجب أولاً عزل البيت البلاستيكي الموبوء باستخدام قماش شاش لمنع الانتشار، ثم استخدام المبيدات المتخصصة للرش. كما يُفضل إغلاق البيت في الليالي الباردة المتوقعة لتفادي ظهور الإصابة.
3. التربس (Thrips – Frankiniella occidentalis)
تتغذى بعض حشرات التربس على الأوراق وبتلات الأزهار. يُعتبر الطور الكامل لهذه الحشرة صغيرًا جدًا ونحيفًا، مما يسمح له بالمرور من فتحة البرعم الزهري بسهولة لوضع بيضه. تسبب الحشرات الناتجة عن البيض الفاقس تشوهات كبيرة للبتلات قبل تفتح البرعم الزهري. كما لعلاج هذه الإصابة، يُعتبر عزل البيت المصاب باستخدام قماش شاش ناعم خطوة مهمة، تليها الرش بالمبيدات المناسبة مثل دايميثوات (Diamethoate) بفترات أسبوعية للسيطرة على الإصابة. كما يُفضل وضع مصائد حشرية داخل البيت الموبوء لتقليل عدد الحشرات الكاملة.
الإصابات المرضية (Diseases)
1. مرض الذبول (Fusarium Wilt – Fusarium oxysporum)
يعتبر من الإصابات القطرية الجهازية في نباتات القرنفل. تنتقل الإصابة عادة من التربة الموبوءة إلى النباتات عن طريق الجذور، حيث تنتقل الفطريات إلى الأنسجة النباتية الناقلة، مما يسبب انسداد هذه الأنسجة. كما تظهر أعراض الإصابة بشكل خاص في درجات الحرارة الدافئة، وتشمل اصفرار الأوراق وذبول النبات. لمكافحة هذا المرض، يُفضل الزراعة في تربة معقمة واستخدام نباتات مثبت خلوها من الفطريات.
2. عفن الساق والجذر (Stem and Root Rot)
تحدث هذه الإصابة بشكل رئيسي على عقل الساق عند مستوى سطح الزراعة للنباتات الصغيرة المزروعة حديثًا. تُعتبر من أكثر الإصابات التي تسبب فقدان عدد كبير من النباتات بعد الزراعة. لمكافحة هذه الإصابة، يجب تعقيم التربة قبل الزراعة، وري الأشتال الصغيرة بالمبيدات الفطرية المناسبة بعد الزراعة مباشرة لحمايتها.
3. الأعراض الفسيولوجية (Physiological Disorders)
انفجار الكأس (Calyx Splining)
هي ظاهرة تحدث عند انفجار كأس البراعم الزهرية في مرحلة تفتحها، مما يؤدي إلى تشوه الزهرة وفقدان قيمتها الاقتصادية. تنجم هذه الظاهرة عن تعرض الأزهار لدرجات حرارة منخفضة (أقل من 10 م)، مما يسبب نمو كثيف للبتلات داخل الزهرة، ويعرف هذا بالحالة “الرأس الكثيف” (Ballhead). كما يؤدي ذلك إلى انتفاخ كأس الزهرة، مما يجعلها غير قادرة على استيعاب العدد الكبير من البتلات، مما ينتج عنه انفلاق وخروج البتلات.
لذلك، من الضروري المحافظة على انتظام درجات الحرارة في البيت البلاستيكي بحيث لا تقل عن 10 م لمنع حدوث هذه الظاهرة.
الجانب المسطح (Slab Side)
تتميز هذه الظاهرة بعدم قدرة البرعم الزهري على التفتح بشكل منتظم، حيث تتركز وتبرز البتلات من جانب واحد من الزهرة، مما يعطيها شكلًا منحرفًا. كما تنجم هذه الظاهرة عن تعرض البرعم الزهري لدرجات حرارة منخفضة في مرحلة مبكرة.
للتغلب على هذه المشكلة، ينصح بالمحافظة على انتظام درجات الحرارة داخل البيت البلاستيكي، مما يساعد على حماية البراعم الزهرية من موجات البرد التي قد تؤثر عليها.