تقارير

نحل العسل : دليلك الكامل عن منتجات النحل ومكوناتها الاساسية

منتجات النحل ليست مجرد مواد طبيعية نتناولها؛ بل هي كنوز حقيقية من عالم الطبيعة، توفر لنا فوائد صحية وجمالية لا تحصى. من العسل الشهير، الذي يُعتبر غذاءً ذا قيمة غذائية عالية، إلى البروبوليس وغذاء الملكات. كل منتج من هذه المنتجات يحمل في طياته مكونات فريدة تساهم في تعزيز صحتنا ومناعتنا.

في هذا المقال، سنستكشف عالم منتجات النحل، حيث سنتناول مكوناتها الأساسية وفوائدها المتعددة، ونغوص في كيفية استخدامها في حياتنا اليومية. دعونا نكتشف معًا كيف يمكن لهذه الهدايا الطبيعية من النحل أن تحدث فارقًا كبيرًا في صحتنا ورفاهيتنا. ونتعرف على الطرق التي يمكننا من خلالها الاستفادة من هذه الكنوز في حياتنا اليومية.

مقدمة عن نحل العسل

تنتج أنواع النحل Apis florea, Apis cerana Apis, mellifera العسل الذي يعتبر غذاء النحل الطبيعي وهو مادة حلوة سميكة القوام نوعاً ما. حيث تجمع الشغالات الرحيق من غدد الازهار الرحيقية. ويختلف العسل في حلاوته ولونه ورائحته وكثافته وقابليته للتبلور وغيرها من الصفات وذلك باختلاف مصادر الرحيق ونوع التربة والعوامل الجوية من حرارة ورطوبة إضافة إلى طرق فرزه وتخزينه. ثم تجري عليه عدة تغييرات طبيعية وكيميائية وتخفض نسبة الماء فيه إلى 17-20%.

كما تفرز عليه بعض الإنزيمات أثناء وجوده داخل حوصلة العسل في جوفها، وتخفض الرقم الهيدروجيني للعسل ليصبح العسل أكثر ثباتاً ومقاومة لعمليات التخمر ليخزن النحل العسل في العيون السداسية مغلقاً إياها بغطاء شمعي ليتحول إلى عسل ناضج يخزن في الأقراص الشمعية.

وقد استخدم العسل في معالجة الجروح منذ أكثر من 2000 عام. وسجل حديثاً للعسل تأثير مثبط لحوالي 60 نوع من البكتيريا الهوائية واللاهوائية والأنواع غرام (+) وغرام (-). كما تبين أن له تأثيرات مضادة للفطريات وأنواع من الخمائر والأسبير جلس والبنسيليوم. ولعل اكتساب العديد من الميكروبات مقاومة لأنواع من المضادات الحيوية. حالياً أحد الأسباب الرئيسة لإعادة تقييم الاستخدامات العلاجية لعسل النحل الذي يستعمل على نطاق واسع كمضاد للميكروبات والتهابات اللثة ونسيج القناة الهضمية والالتهابات الجلدية وغيرها من الأمراض .

خصائص العسل الفيزيائية

  • كثافة العسل : تقدر كثافة العسل النوعية بحوالي 1.24 وتتأثر الكثافة بنسبة الرطوبة الموجودة فيه تأثراً عكسياً.
  • لون العسل:
    • يتفاوت لون العسل من الأبيض الشفاف إلى البني الداكن ويتأثر اللون بمصدر الرحيق وفترة التخزين ودرجة الحرارة فكلما طالت فترة التخزين وتعريض العسل الحرارة عالية.
    • أصبح لون العسل مائلاً للبني أكثر، واللون الأساسي في العسل ناتج من مكونات ذائبة فية من أصل نباتي مفرزة من الرحيق وهي عبارة عن مستخلصات الكلوروفيل والكاروتين والزانتوفيل وغيرها.
  • طعم العسل:
    • إن للعسل حلاوة تفوق حلاوة سكر السكروز وذلك لأن كمية سكر الفركتوز في العسل أكثر من سكر الجلوكوز، ويمكن ملاحظة ازدياد حلاوة العسل بانخفاض درجة حرارته.
    • كما أن نسبة السكر إلى الماء في العسل تقدر بحوالي 1:4.5 على الترتيب وهذه الكمية تعطي العسل قيمة غذائية عالية حيث يحتوي الكيلو غرام الواحد من العسل على 3040 كيلو كالوري
  • التبلور: وهي ظاهرة طبيعية في عسل النحل وتعني تحول العسل من الحالة السائلة الى حلة تتشكل فيها بلورات العسل مما يجعل قوامة صلبا الى حد ما. وقد تحدث هذه العملية خلال أيام أو شهور أو حتى سنوات، ويعرف عند العامة بالتسكير.
    • سرعة التبلور تتوقف على نسبة الجلوكوز إلى الفركتوز في العسل ووجود الشوائب والغرويات مثل حبوب اللقاح والرطوبة ودرجة الحرارة حيث تزداد نسبة وسرعة التبلور عندما تكون كمية الجلوكوز أعلى من كمية الفركتوز .
    • يزداد ميل العسل للتبلور بزيادة نسبة الجلوكوز إلى الماء في العسل.
    • تؤثر الحرارة على قابلية العسل للتبلور فدرجات الحرارة المنخفضة مثل تخزين العسل على درجة 17.8 م تحت الصفر تقلل عملية التبلور.

خصائص العسل الكيميائية

السكريات في العسل

يحتوي العسل على عدد من السكريات الأحادية والثنائية والمتعددة وتشكل في مجملها 70 من تركيب العسل، ومن أهم هذه السكريات ( الجلوكوز والفركتوز والسكروز). كما قد يحتوي على سكري المالتوز والماليبوز ولكن ينسب أقل. وتجدر الاشارة الى ان العسل الطبيعي يجب أن لا تقل فيه نسبة سكر الجلوكوز والفركتوز عن 65%.

البروتينات في العسل

يعتبر بروتين الألبومين أهم البروتينات المكونة للعسل. كما وقد تتواجد بروتينات أخرى مثل ( البرولين، الفينيل الامين الأسبارتك أسيد الليوسين الفالين).

الفيتامينات في العسل

يحتوي العسل على فيتامين B1 ريبوفلافين ،B2، حمض الأسكوربيك، بيرودكسين B، حمض نيكوتينيك ( نياسين)، حمض بانتوتنيك B5، وكميات قليلة من البيوتين وحمض الفوليك. وغالباً ما يحتوي العسل على نسبة من حبوب اللقاح التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين C تفوق نسبتها في معظم الخضراوات والفواكه. ولذلك ترتفع نسبة فيتامين C في العسل كلما احتوى على نسب أكبر من حبوب اللقاح. كما قد ثبت أن العسل من أكثر المواد قدرة على حفظ مكوناته الفيتامينية بخلاف الفاكهة والخضراوات التي تفقد جزءاً من فيتاميناتها بالتخزين.

الإنزيمات في العسل

تعد من أهم العناصر الموجودة في العسل ويدل غيابها على تعرض العسل للتسخين. حيث تتكسر الإنزيمات وتفقد أو تقل نسبتها، كما تقل نسبة الأنزيمات الموجودة في العسل كلما زاد عمر العسل.

الأملاح في العسل

يحتوي العسل على العديد من الأملاح مثل (Na, Ca, K, Mg, Mn, P, Fe) وجميعها أملاح مهمة لجسم الإنسان. فالفسفور مثلاً مهم لصلابة العظام وعملية النشاط الدماغي، والمغنيسيوم مهم في الأعصاب والكالسيوم مهم في بناء العظام ويجب أن لا تزيد نسبة ناتج حرق الأملاح (الرماد) عن 1%.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض المناطق في العالم تنتج عسلاً يسمى بـ عسل الندوة العسلية وهو عبارة عن إفرازات تنتجها حشرات من رتبة متشابهة الأجنحة وبشكل أساسي من حشرة المن التي تصيب النباتات حيث يجمع النحل هذه الإفرازات ويحولها إلى عسل يمتاز بكثرة الصموغ والمعادن ويكون غامق اللون، وهو أقل محتوى من سكري الفركتوز والكلوكوز ومرتفع الرقم الهيدروجيني (الحموضة)، مقارنة مع عسل النحل ذو المصادر النباتية. وهذا النوع من العسل لا يتم إنتاجه في بعض مناطق الوطن العربي بسبب ندرة الغابات المنتجة لمثل هذه الندوة.

خواص العسل المضادة للبكتيريا

يمتلك العسل أربع صفات رئيسية تجعله مسؤولاً عن الخواص المضادة للبكتيريا

  • الخاصية الأزموزية: يعد العسل عالي الإشباع بالمحاليل السكرية لذا يتمتع بأزموزية عالية، وهذه الخاصية تجعله قادرا على قتل البكتيريا والفطريات وذلك يسحب المحتوى المائي الموجود في خلاياها.
  • درجة الحموضة (الرقم الهيدروجيني pH): وبعد العسل مادة حمضية حيث يبلغ الرقم الهيدروجيني له ما يقارب 4. مما يؤدي إلى تثبيط نمو معظم أنواع البكتيريا.
  • إنتاج فوق أوكسيد الهيدروجين (H2O2): يعتقد البعض أن السبب الرئيسي للنشاط المضاد للبكتيريا في العسل هو انتاجه لـ H2O2. إذ يعمل على قتل البكتيريا عن طريق الملامسة حيث يمتلك العسل المكونات الضرورية لإنتاج كميات محدودة وقليلة من H2O2 على فترات طويلة من الزمن. كما ان هذه القابلية البطيئة على الإطلاق جعلت العسل المادة المثالية للاستخدام في معالجة الجروح والخلل المتسبب عن البكتيريا.

وقد أظهرت الدراسات أن أهم المثبطات البكتيرية في العسل هو بيروكسيد الهيدروجين H2O2 – وهو مادة معقمة وقاتلة للميكروبات. كما يتم اضافتها بنسبة 35% إلى المياه كبديل للكلورين وينتج عن تفاعل غلوكوز الرحيق مع إنزيم غلوكوز أكسديز الذي تفرزه الغدد البلعومية في النحلة ليضاف إلى الرحيق فيتحول إلى عسل. وتستمر هذه العملية حتى إتمام نضج الرحيق. ويتكون مع كل جزيء أكسيد غلوكوز، منتج أثناء التفاعل جزيء واحد من بيروكسيد الهيدروجين وتكمن وظيفته في الحيلولة دون فساد العسل الناضج. ومع استمرار هذه العملية وبفعل إنزيم الكاتاليز الموجود في العسل يتحلل بيروكسيد الهيدروجين عقب تكونه فينطلق منه الماء والأكسجين النشط الذي يمتلك أثر متبط على البكتيريا.

  • مكونات الرحيق الزهري: تتفاوت أنواع العسل فيما بينها من الناحية الدوائية تبعاً للمصدر الرحيقي الزهري للعسل. فبعض أنواع العسل فعالة أكثر من غيرها ولها خواص مضادة للبكتيريا، والبعض الآخر يحتوي على مواد غير معروفة تماماً. ويحتوي العسل أيضا على الفلافينويدات وهي مواد تنتج في النبات ويعتقد البعض أن لها فعالية كمضادات للبكتيريا.

خصائص علاجية للعسل

  1. يعد العسل من أفضل المواد الغذائية التي تعمل على تعويض السكريات المستهلكة بالجسم نتيجة المجهود الجسمي أو الذهني، وذلك لأنه يحتوي على سكر الجلوكوز سهل الامتصاص وسكر الفركتوز بطيء الامتصاص مما يحافظ على مستوى السكر في الدم.
  2. يستخدم العسل لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي لأنه مقاوم للتخمر الهضمي من جهة ويزيد من نشاط الأمعاء من جهة أخرى. هذا بالإضافة إلى أن السكريات التي يحتويها لا تسبب تهيجاً في جدران القناة الهضمية بل تعتبر مادة مهدئة وملطفة تساعد في عمليات الهضم.
  3. العسل علاج نافع في مرض القرحة المعدية والإثني عشر نظراً لمقاومته لتأثير الحموضة الزائدة في المعدة .
  4. العسل عالي القيمة الغذائية وذلك لما يحتويه من سكريات وفيتامينات وخمائر وعناصر معدنية، وقد دلت أبحاث معهد باستور بباريس أن كيلو غرام واحد من العسل يفيد الجسم بما يعادل ثلاث كيلو غرام ونصف من اللحم واثني عشر كيلو غراما من الخضراوات.
  5. إن توفر فيتامين هـ أو البيوتين في العسل يحفظ الجسم من الإصابة بأمراض الأكزيما والقوباء والدمامل الصدفية، ووجود فيتامين B3 أو حمض البانتونيك يعمل على منع التهاب الجلد،.
  6. توفر فيتامين B2 أو الريبوفلافين في العسل يساعد على تحسين القدرة على الإبصار، ويزيد مقاومة الجسم للجراثيم كالمكورات العنقودية والسبحية ويمنع أعراض فقر الدم والنزيف.
  7. يعمل العسل على راحة الجسم، وهذا ما يفيد في حالة الأرق، فقد لوحظ أن تناول ملعقة من العسل صباحاً تساعد على النوم الهاديء السريع مساء.
  8. يستعمل العسل في حالة الصداع العصبي. أو استعماله مخففاً كقطرة للعين أو نقط في الأنف يزول الصداع وتتلاشى آلام العينين وتزول أعراض الأنفلونزا.
  9. العسل غذاء كامل، فهو جيد إذا وصف للناقهين والحوامل أثناء الحمل. وللأطفال المنع حدوث شلل الأطفال والمقاومة الشيخوخة عند الكبار وللرياضيين لزيادة الطاقة اللازمة للمجهودات العضلية.

فوائد ومميزات اخرى لنحل العسل

لتحقيق فائدة أكبر للعسل على الأغشية المخاطية والقناة الهضمية (تجويف الفم والبلعوم والمريء ينصح بتناول العسل على جرعات صغيرة وإبقاؤه في الفم حتى الذوبان بسبب قدرة الأغشية المخاطية وأنسجة التجويف الفمي على امتصاص جزيئات العسل. وقد تبين أن العصارة المعدية والمعوية تقلل التأثير المضاد للميكروبات في العسل. لذلك ينصح بشرب محلول صودا قبل تناول العسل بهدف معادلة التفاعل الحمضي للعصارة المعدية، أو تناوله مع الحليب أو حتى إضافته الى كأس ماء دافىء. وللعسل تأثير يوصف بأنه تدميري على بكتيريا (Helicobacter pylori) التي تعد أحد أسباب تطور قرحة المعدة.

و في تجربة العالم البكتيريا الأمريكي Saccett استنتج فيها أن العسل يشكل بيئة غير مناسبة لحياة البكتيريا بسبب محتواه من البوتاسيوم الذي يمتص رطوبة البكتيريا حيث قام بإضافة أنواع مختلفة من الممرضات البكتيرية للعسل حيث استطاع القضاء على بكتيريا حمى التيفوئيد (Salmonella typhi) في 48 ساعة وبكتيريا حمى نظيرة التيفوئيد (Salmonella paratyphi) خلال 24 ساعة والبكتيريا المسببة للدسنتاريا (Clostredium perfringins خلال 10 ساعات وأنواع أخرى من البكتيريا في 5 ساعات.

نظراً للتأثير المضاد للميكروبات في العسل أصبح يستخدم بشكل واسع في تعقيم الإصابات الجلدية المختلفة، وتتمثل القدرة الشفائية للعسل على تسريع حركة الدم والليمف في الأنسجة المتأذية، فتزداد تغذية الأنسجة في تلك المنطقة وبالتالي تزداد سرعة تجدد ونمو الخلايا، بالإضافة إلى توفير وسط مضاد للميكروبات المختلفة.

حبوب اللقاح

حبوب اللقاح تعتبر غذاءً متوازنًا ومكملًا غذائيًا ذا قيمة عالية لصحة الإنسان، حيث تحتوي على حوالي 20-35 نوعًا من البروتينات. بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأحماض الأمينية الضرورية، مثل ليسين وتربتوفان، التي لا يمكن للجسم تصنيعها. كما تحتوي أيضًا على دهون، وماء، وعدد من المعادن مثل الحديد والبوتاسيوم، بالإضافة إلى الفيتامينات المتعددة (B1، B2، B6، B12، D، C). كذلك تستخدم حبوب اللقاح لتغذية اليرقات في خلايا النحل، حيث يجمعها النحل لتوفير البروتينات اللازمة لنمو النحل الصغير، مما يبرز أهميتها في استمرارية الحياة داخل الخلية.

تجمع حبوب اللقاح بطرق مبتكرة، مثل تركيب مصائد خاصة على مدخل الخلية، ويتطلب الحفاظ عليها تجفيفها فور جمعها لتجنب التعفن. تعتبر حبوب اللقاح مصدرًا للعديد من الفوائد الصحية؛ فهي تعزز الصحة العامة، تقوي الذاكرة، وتساعد في تحسين الحالة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها في علاج الحساسية عن طريق تعويد الجسم على كميات ضئيلة من مركبات الحساسية. لذلك، تعتبر حبوب اللقاح ثروة غذائية وطبيعية، تعود بفوائد متعددة على صحة الإنسان وتساهم في تعزيز النشاط والحيوية.

الفوائد العلاجيه لحبوب اللقاح واستعمالاتها

تعد حبوب اللقاح من المصادر الغذائية القيمة بعد عسل النحل، حيث تُستخدم في معالجة العديد من المشكلات الصحية. فهي تعزز النمو لدى الأطفال وتساعد في علاج مرض السكري، كما تقوي جهاز المناعة والأوعية الدموية، مما يساهم في تنشيط الدورة الدموية وتقوية عضلة القلب. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر حبوب اللقاح واقية من النزيف، خاصة النزيف الدماغي ونزيف شبكية العين، وتستخدم أيضًا لمعالجة العشى الليلي وأمراض الشيخوخة المبكرة. تعالج أيضًا فقر الدم، التهاب الأمعاء الدقيقة، وعسر الهضم، مما يسهم في تحسين الصحة العامة للجسم.

تتميز حبوب اللقاح بقدرتها على تعزيز الطاقة والحيوية، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية، كما تلعب دورًا مضادًا للسموم. تُظهر فعالية أيضًا في حالات العقم وتضخم البروستات، فضلاً عن قدرتها على علاج التهابات الجلد وتقرحاته. يستخدم الأطباء حبوب اللقاح مع العسل لعلاج حب الشباب والجروح، بما في ذلك قروح الفراش الناتجة عن الأمراض المزمنة. من أهم الاكتشافات الحديثة، استخدامها لعلاج حساسية الجلد، مما يعزز مكانتها كعلاج طبيعي متعدد الفوائد.

كيف تحصل على حبوب اللقاح

عند تناول الإنسان العسل الطبيعي يكون قد تناول كميات جيدة من حبوب اللقاحويتميز العسل الجبلي بمحتواه الغني من حبوب اللقاح مقارنة بأنواع العسل الأخرى.
حبوب اللقاح المجموعة من خلايا نحل العسل وهي متوفرة في محلات مستلزمات النحل وعند النحالين حيث يتم وضع مصائد خاصة لجمع حبوب اللقاح التي يجمعها النحل ثم يتم تجفيفها ومعاملتها حتى تصبح ملائمة للاستهلاك.

حبوب اللقاح في الوقاية من الأمراض السرطانية.

تحتوي حبوب اللقاح علاوة على العناصر المعدنية الهرمونات والفيتامينات ومواد أخرى، وقد وجد أن هذه المواد تعطل نمو الخلايا السرطانية في الإنسان والحيوان. كما وقد ثبت أن هذه المواد هي أحد الأحماض الدهنية غير المشبعة، وعليه فإن استخدام غذاء مكون من خليط العسل وحبوب اللقاح والغذاء الملكي. كذلك يكون له تأثير إيجابي في وقاية الإنسان من الإصابة بالأورام السرطانية.

الشيخوخة المبكرة

استخدام حبوب اللقاح بصفة دائمة ومنتظمة يزيل الشعور بالهرم والشيخوخة. ويمكن القول بأن خليط عسل النحل وحبوب اللقاح والغذاء الملكي هو أيضاً غذاء ضد الشيخوخة من حيث زيادة الشهية والحيوية، كما يصبح ضغط الدم طبيعيا، ويزول الإحساس بالتعب والإجهاد.

ويعتقد الأطباء والباحثون أن هذه المنتجات مجتمعة تقوي وظائف الجسم وتزيد من القدرة على العمل اليدوي والذهني، وتحسن المزاج العام، وتجعل عمليات تبادل المواد الغذائية طبيعياً. بالإضافة إلى ذلك فإنها تزيد مناعة الجسم، وتقوي الخواص الدفاعية لكرات الدم البيضاء.

الغذاء الملكي من نحل العسل

الغذاء الملكي هو سائل كثيف أبيض مائل إلى الصفرة تفرزه الشغالات الصغيرة بعد اليوم السادس من نموها، ويستمر إنتاجه حتى اليوم الثاني عشر. يستخدم هذا الغذاء لتغذية الملكة واليرقات، حيث تتغذى جميع اليرقات عليه خلال الأيام الثلاثة الأولى من حياتها. إذا استمرت اليرقات في تلقي الغذاء الملكي طوال فترة تطورها، ستتحول إلى ملكات، بينما إذا تم تغذيتها بحبوب اللقاح المخلوطة بالعسل، ستصبح شغالات عقيمة.

تتجلى أهمية الغذاء الملكي في أنه يغذي الملكة طوال حياتها، مما يسهم في عمرها الطويل الذي يصل إلى 5 سنوات. مقارنة بعمر الشغالات الذي يتراوح بين 6 أسابيع في الصيف و3 أشهر في الشتاء. تحتاج اليرقات إلى كميات متفاوتة من الغذاء الملكي، حيث تحتاج اليرقات العاملة إلى 8 ملغم، والذكور إلى 10 ملغم، بينما تحتاج الملكة إلى 250 ملغم. نتيجة لهذا الغذاء الغني، تستطيع الملكة إنتاج أكثر من 1000 بيضة يوميًا، مما يبرز دورها الحيوي في الخلية. يمكن التمييز بين الملكة والشغالة من حيث الحجم، حيث تكون الملكة أطول وأثقل بنحو 45% و60% على التوالي.

التركيب الكيميائي للغذاء الملكي

إن التركيب الكيميائي للغذاء الملكي لم يعرف بالكامل. فهناك 3% من مكونات الغذاء الملكي لم تعرف بعد، أما المكونات الأخرى (97%) فهي :

  • الماء ونسبته تقريباً 67% .
  • البروتينات ونسبتها تقريباً 10 %.
  • الليبيدات ونسبتها تقريباً 6% .
  • الجليكوسيدات ونسبتها تقريباً 14 %.
  • ويضاف إليها نسبة 1% مركبات مختلفة من أملاح معدنية وفيتامينات وخاصة فيتامينات المجموعة (B) وهرمونات ومضادات حيوية .

طرق استعمال الغذاء الملكي

  1. عن طريق الفم: يمكن تناوله قبل الفطور بمعدل 50 ملغم يومياً، أو مخلوطاً بالعسل بنسبة 1 : 100. بمعدل ملعقة صغيرة يومياً ( حوالي 5 جرامات). ويمكن وضعه داخل كبسولة في حال تم تجفيدة.
  2. عن طريق الحقن: حيث يمكن تصنيعها في مصنع، ويعبأ المستخلص الذي حصلنا عليه بطريقة التجفيد ( بودرة ) في زجاجات وتحل بمحلول ملحي منظم. ويمكن أخذه عن طريق الحقن حسب إرشادات المصنع .
  3. في كريمات التجميل والمراهم: يمكن استعماله بنسبة تتراوح بين 1 : 1000 أو 1: 5000. حيث يعيد الشباب إلى خلايا البشرة ويمحو التجاعيد الدقيقة وينبه الدورة الدموية. ويفيد أيضاً في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل seborrhea kerotracose ، التي تعمل على تغيير لون الجلد وزيادة كثافته وقلة مرونته بسبب اضطراب إفرازات الغدد، وبعد بضعة أيام من العلاج تصبح البشرة أكثر نعومة ومرونة وأقل كثافة.

صمغ العسل (البروبوليس)

يعتبر صمغ العسل، المعروف أيضًا بالعكبر، واحدًا من أقدم المنتجات التي استخدمها الإنسان من خلية نحل العسل. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث كان يُستخدم من قبل الكهنة في تحنيط المومياوات. ويعتبر أرسطو من أوائل العلماء الذين كتبوا بشكل علمي عن العكبر في كتابه “تاريخ الحيوان”، حيث أطلق عليه اسم “البروبوليس”.

صمغ العسل هو مادة طبيعية راتنجية صمغية تنتجها شغالات النحل من براعم وقلف الأشجار. يتميز برائحته العطرية في بعض الأنواع ومذاقه اللاذع وملمسه اللزج. يتراوح لونه بين الأصفر والبني الغامق بحسب عمره ومصدره، ويذوب في الكحول ولا يذوب في الماء، مما يسهل الخلط بينه وبين الزوائد الشمعية في الإطارات. يطلق عليه أيضًا أسماء مثل “علك النحل” و”غراء النحل”.

مكونات صمغ العسل

يتكون صمغ العسل من:

  • 55-45% مواد راتنجية
  • 25-35% شمع وأحماض دهنية
  • 10% زيوت عطرية
  • حبوب لقاح
  • مواد عضوية ومعادن

يحتوي صمغ العسل على العديد من الفيتامينات المهمة، بما في ذلك فيتامين C وE وأهمها فيتامين A. كذلك، يضم مجموعة من المعادن الطبيعية مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم، بالإضافة إلى أحماض أمينية متنوعة مثل الثيامين. كما يتميز التركيب الكيميائي للبروبوليس بالتعقيد، ولا تزال الأبحاث العلمية تسعى لفهم جميع مكوناته. إذ يختلف تركيبه من خلية إلى أخرى، مما يزيد من قيمته وفوائده الصحية.

أنواع صمغ العسل عند النحل

ينتج نحل العسل نوعين رئيسيين من العكبر، كل منهما له استخدامات محددة داخل الخلية:

  • صمغ العسل الغباري
    • يصنع هذا النوع من غبار الطلع ويستخدمه النحل لسد الثقوب والشقوق في الخلية. يساهم هذا صمغ العسل في حماية النحل من العوامل الخارجية التي قد تؤثر على سلامة الخلية.
  • صمغ العسل الحبيبي
    • يتم تصنيع هذا النوع من الإفرازات الراتنجية التي تُستخرج من براعم الأشجار، مثل شجر الحور والصنوبر. يُستخدم صمغ العسل الحبيبي لتصغير مدخل الخلية ودهن التخاريب السداسية لتعقيمها، مما يعزز من صحة الخلية.

أهمية صمغ العسل

يلعب صمغ العسل دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة وسلامة الخلية، حيث يتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا والفطريات. في ظل وجود عدد هائل من الأفراد داخل الطائفة ودرجات حرارة مرتفعة تصل إلى 35 درجة مئوية. تعد هذه البيئة مثالية لتطور الجراثيم والفطريات، لكن وجود العكبر يساعد في الحفاظ على جو الخلية خاليًا من هذه الملوثات.

طرق استعمال صمغ العسل في الخلية

  1. يقوم النحل بطلاء العيون السداسية بطبقة رقيقة من العكبر، مما يحمي البيوض من العوامل الممرضة.
  2. يُستخدم صمغ العسل في لصق الإطارات الخشبية وسد الثقوب التي تسمح بدخول الضوء، بالإضافة إلى تضييق مدخل الخلية خلال فصل الشتاء.
  3. يُستخدم أيضًا في تحنيط الأعداء الكبيرة، مثل الفئران والسحالي، التي يتمكن النحل من قتلها، وذلك لمنع تحللها داخل الخلية.

بهذه الطريقة، يضمن صمغ العسل سلامة الخلية ويعزز من قدرتها على البقاء في بيئة مليئة بالتحديات.

سم النحل

وهو سائل شفاف عطري الرائحة من الطعم وزنه النوعي 1.13. يعد سم النحل مركبا معقدا من البروتينات والإنزيمات والأحماض الأمينية والزيوت الطيارة والتي يعتقد البعض بأنها هي التي تسبب الألم عند اللسع. ومن الأحماض التي يحتوي عليها سم النحل حمض الخليك والهستامين والكبريت والكولين وفوسفات المغنيسيوم وكميات قليلة جدا من من النحاس والكالسيوم، ويتلف سم النحل بالتسخين ولكنه لا يتأثر بالتبريد.

تمتلك الملكة والنحلة العاملة آلة لسع، بينما لا يمتلكها الذكور وتتواجد هذه الآلة في الأجزاء الخلفية من جسم النحلة مبتدئة بإبرة صغيرة وتنتهي بكيس السم. والنحلة العاملة أكثر أفراد النحل استخداماً للسع وذلك لأنها من تقوم بحماية وحراسة الخلية. وتتميز آلة اللسع فيها بأنها مستقيمة ومسننة تسنيناً عكسياً بينما آلة اللسع عند الملكة فهي مقوسة وملساء وأقل تسنيناً لذلك لا تفقد آلة اللسع عند استعمالها بخلاف العاملة التى تفقدها عند اللسع.

تركيب سم النحل

يتكون سم النحل من مزيج فريد من المكونات التي تمنحه خصائص صحية مدهشة. لذلك يمكن تقسيم هذه المكونات إلى ثلاث فئات رئيسية:

1. المكونات البروتينية

  • إنزيم الهيالورونيديز: يساعد في تعزيز المناعة ويعزز تكوين الأجسام المضادة.
  • إنزيم فوسفوليبيز: يلعب دورًا في تحسين وظائف الجسم المناعية.
  • إنزيم الميليتين: يُعتبر من المكونات الأساسية التي تساهم في تأثير السم الفعال.

2. المكونات الببتيدية

  • سيكابين: يعمل على تعزيز الصحة العامة.
  • ببتيد الMCD: له فوائد مذهلة في تعزيز المناعة.
  • تيرتيابين: يُساهم في تحسين الأداء الجسدي.
  • أيامي: يؤدي دورًا مهمًا في تعزيز الصحة.
  • بروكامين: يُعزز من وظائف الجسم.
  • ببتيدات صغيرة: تساهم في تحقيق التوازن الجسدي.

3. الأمينات النشطة

  • هستامين: يلعب دورًا في الاستجابة المناعية.
  • دوبامين: يُعزز من الحالة المزاجية.
  • نورا درينالين: يساعد في تحسين الطاقة والتركيز.
  • حامض الأمينوبيوتيرك: يُعتبر مهدئًا طبيعيًا.

يمثل سم النحل تركيبة معقدة تعمل على تعزيز المناعة وتحسين الصحة، مما يجعله عنصرًا ذا قيمة كبيرة في عالم الطب البديل.

إنتاج وجمع سم النحل

أصبح استخلاص سم النحل سهلا يفضل اكتشاف الصدمة الكهربائية التي تسبب بروز آلة اللسع واستجابتها لإفراز السم. كما ظهرت عدة تصاميم منها آلة Benton المكونة من لوح خشبي تثبت فوقه أسلاك على مسافات قريبة من بعضها.

يوضع هذا اللوح في قاعدة صندوق الحضنة في خلية نحل ليؤدي إلى تلامس أكبر كمية من النحل مع هذه الآلة. ويتعرض النحل للتيار الكهربائي الضعيف الذي لا يزيد على 3 فولت تقوم النحلة بلسع قطعة النايلون المثبتة تحت الأسلاك فيستقر السم على لوح زجاجي موضوع خلف قطعة النايلون مباشرة وبعد جفاف السم يكشط بموس حاد. وقد عدل على هذا التصميم وجاءت تصاميم أخرى كثيرة لجمع السم جافاً وغيرها الجمع السم السائل.

الخلاصة

في ختام حديثنا عن منتجات النحل، نجد أن هذه الهدايا الطبيعية ليست مجرد إضافات غذائية، بل هي عناصر ثرية تحمل فوائد صحية وجمالية متعددة. من العسل الغني بمضادات الأكسدة إلى البروبوليس الذي يُعتبر درعًا واقيًا للجسم، كل منتج يعكس عبقرية الطبيعة ودور النحل الحيوي في نظامنا البيئي.

إن فهمنا لمكونات هذه المنتجات وكيفية استخدامها يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في نمط حياتنا وصحتنا. لذلك، دعونا نستثمر في معرفة هذه الكنوز الطبيعية ونشجع على استخدامها بطرق مبتكرة. إن انفتاحنا على فوائد منتجات النحل يمكن أن يُعزز من جودة حياتنا، ويُعيد لنا الاتصال بالطبيعة التي تُقدم لنا دائمًا ما هو مفيد.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى