تقييم فعالية بعض المستخلصات النباتية الطبية في تثبيط بعض الفطريات والبكتريا الممرضة
 |
| تقييم فعالية بعض المستخلصات النباتية الطبية في تثبيط بعض الفطريات والبكتريا الممرضة |
الخلاصة . . . Summary
بهدف اختبار فاعلية بعض المستخلصات النباتية الطبية وهي بذور الاهليلج Terminalia والكراوية Artemisia herba alba والشيح Pimpinella anisum اليانسون chebula Carum carvi وأوراق الجرجير Eruca sativa ضد بعض أنواع من الأحياء المجهرية ، وهي البكتريا والفطريات الممرضة للجلد من خلال استخلاص الأجزاء النباتية للنباتات المدروسة باستعمال ثلاث مذيبات : الماء المقطر ، والكحول الأثيلي %95% ، والأسيتون 70%.
وقد جرى اتباع طريقة الانتشار بالحفر للعزلات البكتيرية وبالتراكيز (10) و 25 و 50 و 75 و (100) ملغم / مل ، اما بالنسبة للفطريات فقد جرى اتباع طريقة مزج المستخلصات النباتية المجففة مع الوسط الزرعي وبالتراكيز (1) و 3 و 5 و 7 و 10 و 15 و (20) ملغم / مل .
أظهرت النتائج فاعلية المستخلصات في تثبيط النمو القطري للعزلات البكتيرية والفطرية المشمولة بالدراسة وحسبت النسبة المئوية لذلك التثبيط وتحديد قيمة التركيز المتبط الأدنى MIC لكل مستخلص إزاء البكتريا والفطريات المختبرة. إذ تفوق المستخلص الكحولي في الفاعلية التثبيطية على المستخلص الأسيتوني والمستخلص الماني للنباتات المستعملة ، وأظهرت البكتريا المرضية تباينا في حساسيتها تجاه المستخلصات النباتية ، إذ كانت البكتريا المرضية Klebsiella pneumoniae من النوعين أكثر تحسسنا Staphylococcus aureus و Pseudomonas aeruginosa، وكما أظهرت الفطريات تباينا في حساسيتها تجاه المستخلصات النباتية ، إذ كان الفطر Microsporum canis أكثر تحسسنا من الفطريات الآخر Trichophyton Aspergillus flavus و Aspergillus niger و Trichophyto mentagrophytes rubrum واتضح إن المستخلص الكحولي لبذور نبات الاهليلج كان من أفضل المستخلصات في تثبيط نمو البكتريا المرضية والفطريات ، وتم التحري عن محتوى النباتات من المركبات الفعالة ، والتي تعد السبب الرئيسي في إظهار الفاعلية التثبيطية ، إذ تم إجراء الكشف التمهيدي للنباتات باستعمال عدد من الكواشف الكيميائية ، وأظهرت النتائج احتواء جميع العينات النباتية على الكاربوهيدرات والكلايكوسيدات والفينولات والفلافونيدات والفيوكيو مارينات والقلويدات والتانينات والتربينات والصابونينات ، ما عدا بذور نبات الكراوية التي تفتقد لوجود الصابونينات في تركيبها الكيموحيوي.
كما أجري التقدير الكمي لعدد من المركبات الفعالة الموجودة في النباتات المستعملة وكانت تشكل الفينولات النسبة الأعلى ، ولاسيما في بذور نبات الاهليلج تليه الفلافونيدات والتانينات ، ومن ثم القلويدات وفي جميع النباتات المدروسة ، كما تبين إن المركبات الفعالة المشخصة في النباتات الطبية للنباتات المستعملة تمتلك نشاطا مضادا للأكسدة ومقدرة على إزاحة الجذور الحرة.
وأظهرت نتائج اختبار فحص السمية الخلوية للنباتات بأن النباتات تمتلك نسبة جدا ضئيلة أدنى من الحد الموصى به مقارنة بالتأثيرات الجانبية للمضادات الحياتية.
المقدمة . . . Introduction .
يعد جلد الإنسان حاجز الدفاع الأول ضد البيئة الخارجية فهو المسؤول عن توفير الحماية المناعية وتنظيم الحرارة والتحكم في مستويات السوائل كما أن الكائنات الحية الدقيقة المستوطنة على الجلد تلعب دورا مهما في حماية الجسم من الكائنات الحية المسبية للأمراض والالتهابات Abdallah وآخرون (2017). ويتعرض الجلد كباقي أعضاء الجسم للإصابة بعدد من الإصابات البكتيرية أو الطفيلية أو الفايروسية أو الفطرية. ولعل من الأنواع البكتيرية المسببة للأمراض والتي عرفت بقابليتها العالية على مقاومة أغلب أنواع المضادات الحياتية والقابلية على تكون الغشاء الحيوي كما انها الأكثر شيوعًا كمسبب لالتهابات الجروح والحروق هي المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus والكلبيسلا الرئوية Klebsiella pneumonia والزوائف الزنجارية Felgueiras) Pseudomonas aeruginosa وآخرون 20214). وأن الإصابات الناتجة من هذه الأنواع البكتيرية تدخل في حيز الأمراض المهددة للحياة مالم تعالج بالسرعة الممكنة ، إذ تميزت المكورات العنقودية بامتلاكها عوامل ضراوة تمكنها من أحداث التهابات وأمراض خطيرة في مواقع متعددة من الجسم ومن بينها حالات العدوى الجلدية العميقة والأنسجة الرخوة والتهاب شفاف القلب والتهابات رئوية وغيرها (Greenwood وآخرون .(2012).
كما أن المسببات الفطرية للأخماج الجلدية تشكل نسبة عالية ، إذ تنتمي هذه الفطريات إلى ثلاثة اجناس تنتمي إلى صنف Euascomycetes هي Trichophyton و Microsporum و Milena Epidermophyton وآخرون (2010).
إذ تصيب الطبقة الخارجية المتقرنة من الجلد والنسيج المتقرن للشعر والأظافر ، ولها القابلية على أفراز إنزيمات حالة للكيراتين فضلا عن قدرتها على الانتقال من شخص إلى آخر أو من الحيوانات المصابة كالماشية والقطط والخيول إلى الإنسان ، وقد تنتقل من التربة الملوثة إلى الإنسان أو الحيوان وتتراوح الاعراض المرضية من السبيطة إلى المعقدة حسب مناعة الشخص المصاب وشدة إصابة الفطر المسب ، فضلا عن الفطريات الجلدية توجد العديد من الفطريات الانتهازية والتي تشمل الاعفان والخمائر والتي تستغل ضعف مناعة الجسم بسبب الإصابة بالسكري أو الايدز أو تناول العلاجات الكيميائية بصورة عشوائية أو الإصابة بالسرطانات وغيرها ، وتسبب أمراضا جلدية (Parada وآخرون (2013).
كما تعد التهابات الحروق والجروح في الجلد واحدة من اعقد المشاكل الصحية التي تواجه الاطباء في الوقت الحاضر وذلك لكثرة وعشوائية استعمال أغلب المضادات الحياتية وبضمنها البيتا لاكتام مما أدى إلى ظهور سلالات مقاومة (Dubey وآخرون (2013) فضلا عن الآثار الجانبية المضرة للصحة التي تسببها العديد من المضادات الحياتية الكيميائية (Al-nafi (2017).
مما دعت الحاجة إلى إيجاد علاجات بديلة من خلال استعمال مواد مأخوذة من مصادر طبيعية نباتية في مجال صناعة الأدوية.
اقرأ ايضا :
