رسائل واطاريح

الملوثات : قياس ملوثات عوادم مولدات الطاقة في نباتات حدائق البصرة

عنوان الرسالة : قياس بعض الملوثات المنبعثة من عوادم مولدات الطاقة الكهربائية و تراكيزها في أوراق بعض نباتات الحدائق المنزلية في مناطق مختلفة من محافظة البصرة

تعريف التلوث وأنواعه

تُعرف كلمة التلوث بأنها التدخل في نقاوة الهواء والماء والتربة نتيجة اختلاطها بمواد كيميائية ضارة، حيث يعتبر أي تغيير في الخصائص الأساسية لهذه البيئات تلوثًا. يُقسم التلوث إلى ثلاثة أنواع رئيسية: تلوث الهواء، تلوث الماء، وتلوث التربة. الغلاف الجوي للأرض يتكون من خليط من الغازات، وأي تغير في تركيب هذا الهواء، مثلا زيادة تركيز الغازات الضارة، يعد مؤشرًا على تلوثه. الهواء النقي يتميز بعدم وجود لون أو رائحة، لذا فإن وجود روائح أو ألوان غير طبيعية يشير إلى تلوثه.

قياس بعض الملوثات المنبعثة من عوادم مولدات الطاقة الكهربائية و تراكيزها في أوراق بعض نباتات الحدائق المنزلية في مناطق مختلفة من محافظة البصرة

تأثيرات الملوثات على الكائنات الحية

تلوث الهواء له تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الإنسان والبيئة. تدخل ملوثات الهواء إلى جسم الإنسان عبر الجهاز التنفسي أو من خلال الجلد أو الأغذية الملوثة. العوامل الرئيسية المسببة لتلوث الهواء هي من صنع الإنسان، وقد بدأت بالظهور مع الثورة الصناعية. تؤدي هذه الملوثات إلى آثار صحية تتراوح بين التأثيرات الحادة، التي تظهر بسرعة، والتأثيرات المزمنة، التي قد تستغرق سنوات لتظهر. تلوث الهواء يمكن أن يؤثر على النباتات أيضًا، حيث يؤدي إلى تدميرها أو إصابتها بأمراض مزمنة نتيجة تراكم الملوثات.

استجابة النباتات للتلوث او الملوثات

تتأثر استجابة النباتات للملوثات الجوية بعوامل بيئية مثل سرعة الرياح ودرجة الحرارة. بعض الملوثات، مثل أكاسيد الكبريت والفلورين والأوزون، تُعتبر خطيرة على النباتات، حيث تسبب خللاً في العمليات الحيوية مثلا النمو والإزهار. لذلك المزارعون يجب أن يكونوا واعين لهذه الملوثات وتأثيراتها المحتملة على محاصيلهم، إذ إن التعرض المستمر لهذه المواد يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على صحة النباتات والإنتاج الزراعي بشكل عام.مصادر تلوث الهواء

أولاً: المصادر الطبيعية
تشمل المصادر الطبيعية لتلوث الهواء المقذوفات البركانية والغبار والأتربة التي تثيرها الرياح، بالإضافة إلى الدخان الناتج عن حرائق الغابات. كما تسهم حبوب الطلع والأحياء المجهرية المرضية في تلوث الهواء، حيث تنتقل هذه المواد عبر الهواء وتؤثر على البيئة.

ثانياً: المصادر البشرية
تتعلق المصادر البشرية بالأنشطة غير الطبيعية التي يقوم بها الإنسان، مثل الأنشطة الصناعية والزراعية والصحية. وفقًا لموسى (2000)، يمكن تصنيف هذه المصادر إلى عدة فئات:

  • استهلاك الوقود: يشمل الملوثات الناتجة عن احتراق الوقود في المصانع والمنازل.
  • وسائل النقل: تشمل الملوثات الناتجة عن المحركات التي تعمل بالبنزين أو الديزل.
  • تحلل النفايات: ينتج عن تحلل الفضلات البشرية والصناعية.
  • المواقع الصناعية: تشمل الغبار والحرارة المنبعثة من المصانع المختلفة.
  • الاستخدامات المنزلية: تساهم في إطلاق ملوثات مختلفة إلى الهواء.

الهيدروكربونات

تتكون الهيدروكربونات من الكربون والهيدروجين، وقد تحتوي أيضًا على عناصر أخرى مثل الأكسجين والنيتروجين والكبريت. تنقسم الهيدروكربونات إلى نوعين رئيسيين: الهيدروكربونات الأروماتية (PAHs) التي تحتوي على حلقات بنزين، والهيدروكربونات اليفاتية (AHC) التي تشمل الألكانات والألكينات والألكاينات. لذلك تنتج الهيدروكربونات الأروماتية من احتراق الوقود الصلب ووسائل النقل، وتختلف في تركيبها ودرجة غليانها.

الهيدروكربونات النفطية يمكن أن تحتوي على كميات صغيرة من الأكسجين والكبريت وبعض العناصر المعدنية. تُصنف الهيدروكربونات بناءً على منشأها إلى هيدروكربونات حياتية وأخرى نفطية. يتكون النفط الخام من خليط معقد من الهيدروكربونات، حيث تحتوي جزيئات النفط على عدد من ذرات الكربون يتراوح بين 4 إلى 26، وتشمل الهيدروكربونات النفطية الخفيفة (1-5 ذرات كربون)، والمتطايرة (6-14 ذرة كربون)، والثقيلة (أكثر من 14 ذرة كربون).

ملخص الدراسة

تناولت الدراسة تحليل تراكيز الملوثات مثل الهيدروكربونات النفطية الأروماتية وغاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) وبعض العناصر النزرة (الرصاص، الكروم، الكادميوم، النيكل) في انبعاثات عوادم مولدات الطاقة الكهربائية التي تعمل بالديزل والكازولين، و ايضا في أوراق ستة أنواع من نباتات الحدائق المنزلية: النخيل، السدر، الحناء، Cordia myxa، التين، والثيل.

النتائج الرئيسية:

  1. الملوثات في العوادم:
    • تركيز الرصاص كان أعلى في عوادم المولدات التي تعمل بالكازولين (272.88 مايكجم/غم).
    • تركيزات الكادميوم والنيكل والكروم كانت أعلى في عوادم المولدات التي تعمل بالديزل.
  2. الملوثات في أوراق النباتات:
    • ارتفعت تركيزات الكروم والنيكل والكادميوم في أوراق النباتات المعرضة لعوادم الديزل، مع تسجيل النخيل لأعلى المعدلات.
    • تركيز الرصاص كان أعلى في أوراق النباتات المعرضة لعوادم الكازولين.
  3. الهيدروكربونات النفطية:
    • كانت التركيزات أعلى في عوادم الديزل (342.27 مايكجم/غم) مقارنة بالكازولين (56.61 مايكجم/غم).
    • سجل النخيل أعلى تركيز للهيدروكربونات في أوراقه (49.65 مايكجم/غم).
  4. غاز ثاني أكسيد الكربون:
    • تركيز CO2 كان أعلى في انبعاثات الديزل (8850 جزء بالمليون) مقارنة بالكازولين.
  5. الكلوروفيل والثغور:
    • انخفاض تركيز الكلوروفيل الكلي في النباتات المعرضة لعوادم الديزل، حيث كانت أقل المعدلات في البمبر والتين.
    • عدد الثغور كان الأكثر تأثرًا في نباتات السدر والتين والثيل.

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى