رسائل واطاريح

تأثير العمر على صفات السائل المنوي في الكباش العواسي

تأثير العمر على صفات السائل المنوي في الكباش العواسي هو موضوع يتطلب اهتمامًا خاصًا في مجال تربية الحيوانات وإنتاج اللحوم. يعتبر السائل المنوي أحد العوامل الرئيسية التي تحدد نجاح عمليات التلقيح الصناعي ودورة الإنتاج في الأغنام. ومع تقدم العمر، تتغير الصفات الفيزيائية والكيميائية للسائل المنوي، مما يؤثر بشكل مباشر على خصوبة الكباش وقدرتها على الإنجاب.

في هذا البحث، سنستعرض كيف يؤثر العمر على جودة السائل المنوي لدى الكباش العواسي، ونناقش النتائج التي توصلت إليها الأبحاث في هذا المجال. من خلال فهم هذه العلاقة، يمكن للمربين تحسين استراتيجيات التلقيح وزيادة كفاءة الإنتاج. دعونا نغوص في هذه الدراسة المعقدة لنكشف عن الروابط الخفية بين العمر وجودة السائل المنوي.

المقدمة

تعتبر سلالة الأغنام العواسي من أبرز وأهم سلالات الأغنام في العراق، إذ تشير إحصائيات وزارة التخطيط ومنظمة الفاو عام 2008 إلى أن عددها كان حوالي 7,722,000 رأس، مما يجعلها تشكل 58.2% من إجمالي الأغنام في البلاد. تربي هذه السلالة لإنتاج اللحم والصوف والحليب، وتتميز بقدرتها العالية على تحمل الظروف البيئية القاسية. ومع ذلك، تواجه عملية تحسين الأداء التناسلي والإنتاجي تحديات عدة، مما أدى إلى انخفاض الأداء التناسلي في بعض الحالات.

تعتبر التقنيات الحديثة مثل التلقيح الاصطناعي من الوسائل المهمة لتحسين الإنتاجية. حيث يعتمد المربون على استخدام سائل منوي جيد لزيادة العائد الاقتصادي. كما تتأثر جودة السائل المنوي والسلوك الجنسي للأغنام بعدة عوامل بيئية، مثل درجة الحرارة والرطوبة ونوعية العلف. هذه العوامل تلعب دورًا حاسمًا في تحديد سلوك الحيوان وإنتاجه، مما يعزز من أهمية فهم العوامل المؤثرة لتحقيق تحسينات وراثية.

تعتبر الكباش عنصرًا رئيسيًا في تعزيز الكفاءة التناسلية للقطيع، وغالبًا ما يعتمد المربون على المظهر الخارجي لاختيار الكباش للتربية. تتعلق خصوبة الكباش بجودة السائل المنوي الذي تنتجه، حيث يظهر السائل المنوي ذو الصفات العالية مؤشرات إيجابية على زيادة الخصوبة. كما أن تقييم السائل المنوي يعد أمرًا حيويًا للتنبؤ بخصوبة الكباش واستبعاد الكباش ذات السائل المنوي الرديء، مما يساهم في تقليل تكاليف التربية وزيادة الكفاءة الإنتاجية.

تركيب الجهاز التناسلي الذكري للكباش

يتكون الجهاز التناسلي الذكري للكباش من عدة أعضاء رئيسية، أبرزها زوج من الخصى (testes)، التي تنتج النطف. تقع الخصيتان خارج التجويف البطني داخل كيس الصفن (scrotum)، وهو كيس عضلي يحمي الخصيتين وينظم درجة حرارتها. يقوم كيس الصفن بالإبعاد عن الجسم عند ارتفاع الحرارة، وتقريب الخصيتين عند انخفاضها، محافظًا على درجة حرارة مثالية تبلغ 32 درجة مئوية أقل من حرارة الجسم.

داخل الخصية، توجد النبيبات المنوية (seminiferous tubules)، حيث تتكون النطف. تفتح هذه النبيبات في قناة واحدة تعرف بالبربخ (epididymis). كذلك يتصل الجهاز التناسلي الذكري أيضًا بالعديد من الغدد الجنسية الملحقة، مثل الحويصلة المنوية (seminal vesicle)، والبروستات (prostate)، وغدة كوبر (Cowper’s gland). هذه الغدد تساهم في إنتاج مكونات ضرورية للبلازما التي تحافظ على النطف أثناء تخزينها ونقلها إلى الجهاز التناسلي الأنثوي.

يؤدي الجهاز التناسلي الذكري وظيفة مزدوجة، حيث ينتج النطف ويحرر الهرمونات، بالإضافة إلى نقل النطف إلى السبيل الأنثوي خلال عملية الجماع عبر القضيب (penis). كما ان هذا النظام المعقد يضمن التكاثر الفعّال ونجاح عملية الإخصاب.

الحيوانات المنوية الحية والميتة للكباش

تعتبر دراسة نسبة الحيوانات المنوية الحية والميتة في تحاليل السائل المنوي أمرًا بالغ الأهمية، حيث تعكس جودة السائل المنوي. إذا تجاوزت نسبة الحيوانات المنوية الميتة 20-30%، فإن ذلك يُشير إلى عدم صلاحية السائل المنوي للتخزين، مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في نسبة الخصوبة (Saack et al., 2000).

تشير نسبة الحيوانات المنوية الميتة إلى وجود خلل محتمل في الجهاز التناسلي، خاصة في الخصى والبربخ (Albity et al., 2016). أظهرت الدراسات أن عدد الحيوانات المنوية الحية قد يقل مع التقدم في العمر، كما أشار إلى ذلك Koonjaenak et al. (2007). ومع ذلك، أفاد Christensen et al. (2005) بأن العمر ليس له تأثير كبير على عدد الحيوانات المنوية الحية، مما يستدعي مزيدًا من البحث لفهم العوامل المؤثرة في جودة السائل المنوي.

تركيز الحيوانات المنوية

يعتبر تركيز الحيوانات المنوية من العوامل المهمة في تقييم جودة السائل المنوي، حيث يتأثر بعدة عوامل مثل النضج الجنسي، الحالة الصحية، التغذية، وحجم الخصية. كما تلعب العوامل البيئية، مثل الرطوبة ودرجة الحرارة، دورًا مهمًا في تحديد عدد الحيوانات المنوية. يقاس تركيز الحيوانات المنوية بدقة في 1 مل من العينة، مما يُساعد في تحديد عدد التلقيحات الممكنة من قذفة واحدة.

يتراوح متوسط تركيز الحيوانات المنوية في الكبش بين 3.9 إلى 6.0 مليار حيوان منوي لكل مل. وفقًا لـ Taha et al. (2000)، بلغ متوسط تركيز النطف في سلالة العواسي 5.2 و4.7 مليار/مل، وهو مشابه لتركيز النطف في الكباش العواسي التركية (5 مليار/مل). كما أظهرت دراسات أخرى، مثل Naoman (2012)، أن التركيز في كباش العواسي العراقية بلغ 3.9 مليار/مل، بينما أشار Azawi and Ismaeel (2012) إلى تركيز 4.21 مليار/مل.

يمكن قياس تركيز الحيوانات المنوية باستخدام جهاز المطياف الضوئي أو الهيموسايتوميتر، مما يُعد جزءًا أساسيًا من التقييم المجهري للسائل المنوي.

ملخص الخلاصة

أجريت الدراسة في مختبرات قسم تقنيات الإنتاج الحيواني في الكلية التقنية – المسيب من 1 آذار إلى 1 حزيران 2021. حيث تم استخدام 12 كبشًا من سلالة العواسي العراقي. تم جمع 72 قذفة من السائل المنوي على مدى ثلاثة أشهر، بمعدل قذفة واحدة لكل كبش كل أسبوعين. وتم تقييم السائل المنوي من حيث اللون والتركيز والحجم والحركة.

أظهرت النتائج وجود فرق معنوي (P < 0.05) في حجم القذفة بين المجموعتين، حيث بلغ الحجم في المجموعة (أ) 0.080-0.670، بينما كان في المجموعة (ب) 0.040-0.516. كما لوحظ فرق عالي المعنوية (P < 0.01) في نسبة التشوهات الأولية. حيث بلغت في المجموعة (ب) 0.323-0.50 مقابل 0.162-0.33 في المجموعة (أ). كذلك كانت نسبة التركيز جيدة في المجموعة (ب) بفرق عالي المعنوية (P < 0.01) بلغت 1886.22×12.34-10.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك فرق عالي المعنوية (P < 0.01) في الأس الهيدروجيني. حيث سجلت المجموعة (أ) 0.026-6.98 والمجموعة (ب) 0.016-6.84. بالنسبة لحيوية النطف، كانت النسبة في المجموعة (أ) 3.536-0.67 مقارنةً بـ 3.107-3.33 في المجموعة (ب). بينما كانت نسبة النطف الميتة أعلى في المجموعة (ب) (0.35-6.00) مقارنةً بالمجموعة (أ) (0-124). لم تُظهر تشوهات ذيل النطف ولا لون السائل المنوي فروقًا معنوية.

اقرأ ايضا :   العلاقة بين التعبير الجيني لجين CASPASE 3 وبعض المكونات الكيميوحيوية وحجم المبيض في مبايض النعاج المحلية Ovis aries

م.م. مرتضى شعيت

مرتضى حليم شعيت الصالحي، باحث وأكاديمي عراقي متخصص في العلوم الزراعية وعلوم الحياة. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية (2018) والماجستير في فيزياء التربة (2023). أعمل كمدرس مساعد في قسم علوم الحياة والبيئة، وأشغل منصب مسؤول شعبة الإحصاء في جامعة البصرة. خبير في تحسين الترب الزراعية، الزراعة المائية، وصناعة الأسمدة العضوية. أسعى من خلال عملي إلى دعم البحث العلمي وتطوير حلول مستدامة في القطاع الزراعي، بما يخدم الأكاديميين والمجتمع الزراعي على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى